هوكشتاين في بيروت.. Mission Impossible؟!

آموس هوكشتاين

تكتسب زيارة كبير المستشارين لشؤون الطاقة في البيت الابيض آموس هوكشتاين، اهمية كبرى في هذا التوقيت بالذات، خصوصا ما تشهده الحرب من تصعيد عسكري، قلب الكثير من الموازين على جبهة حرب المشاغلة في الجنوب، لصالح إسرائيل وما تقوم به من استهدافات لكوادر وقيادات “حزب الله” الميدانيين، كما انها تأتي على وقع التهديدات العالية السقف، الذي تتسرب في الاعلام الصهيوني واللقاءات، وقد وصلت اصدائها الى لبنان عبر بعض المرسلين الدبلوماسيين، او عبر رسائل تبلغتها حكومة تصريف الاعمال، او ما يسميه البعض في لبنان حكومة “حزب الله”.

تأتي على وقع التهديدات العالية السقف الذي تتسرب في الاعلام الصهيوني واللقاءات وقد وصلت اصدائها الى لبنان عبر بعض المرسلين الدبلوماسيين


كل هذه الامور مجتمعةً، دفعت الوسيط الامريكي الى القيام بزيارته، واخذ بعض المواعيد التي ستتضمنها، وهي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، ومن ثم يلتقي قائد الجيش العماد جوزاف عون، والواصل بالامس من زيارة لايطاليا.

تقوم قوات العدو الصهيوني بتصعيد كبير من خلال عمليات قصف منظمة تستهدف تدمير اكبر قدر ممكن من القرى الحدودية


في هذا الوقت، تقوم قوات العدو الصهيوني بتصعيد كبير، من خلال عمليات قصف منظمة، تستهدف تدمير اكبر قدر ممكن من القرى الحدودية، لخلق واقع امني جديد، عبر جعل هذه القرى والبلدات غير صالحة للسكن، وبذلك تكون قد حققت امراً على قدر كبير من الاهمية، بحيث يمنع اهالي القرى والبلدات الجنوبية، من العودة الى اماكن سكنهم ما قبل الثامن من تشرين لاول – اوكتوبر، مما يساهم في خلق حزام امني خال من السكان، إلا من مقاتلي “حزب الله”، وهذا ما يُعطي القوات الاسرائيلية افضلية الاستفراد بهم.
لذا ، تأتي زيارة هوكشتاين على وقع المعلومات، التي تتسرب من عواصم المفاوضات، لتحضير هدنة انسانية في غزة طويلة بعض الشيء، مما يُساهم في توفير الفرصة لهوكشتاين، طرح ما يود طرحه، في توفير وقف اطلاق النار على الجبهة الجنوبية والسعي لتثبيته، مما يوفر فرصة عدم تجدد القتال، في حال عاد القتال الى قطاع غزة.
يأتي هذا الامر، استناداً على ما كان تبلغه سابقاً، ويُعتبر “حزب الله” والحكومة اللبنانية متفاهمين عليه، خصوصاً ما يتعلق بالنقاط الست، التي لازالت عالقة، بعدما كانت الاجتماعات التي عُقدت في مقر القوات الدولية في الناقورة، قد توصلت الى حلحلة في النقاط السبع، من اصل النقاط الثلاثة عشر الذي تحفظ عليها لبنان.

تأتي زيارة هوكشتاين على وقع المعلومات التي تتسرب من عواصم المفاوضات لتحضير هدنة انسانية في غزة طويلة بعض الشيء


وتأتي الزيارة ليوم واحد، يُغادر بعدها الى تل ابيب اليوم مساءاً او غداً صباحاً، وذلك بعد ان يكون توصل الى بعض النقاط الراغب بحسمها، لا سيما ان التصعيد الاسرائيلي جنوباً، بدأ يُقلق “حزب الله” ولبنان الرسمي، وما بعض العنتريات التي تعلو في بعض الاحيان، من رئيس حكومة تصريف الاعمال ووزير خارجيته، سوى تصاريح للاستهلاك المحلي، مما يعطي هوكشتاين الفرصة لتبليغ رسائله والحصول على اجوبة، وإن كانت فضفاضة بعض الاحيان، إلا انها تلبي الحاجة في ضرورة إنجاح مهمة هوكشتاين، في لجم التصعيد ومنع مغامرة من قِبل احد طرفي الحرب، لتجنيب لبنان الدمار الذي ينتظره، في حال اندلاع حرب شاملة، لا “حزب الله” قادر على تحمل نتائجها على لبنان وبيئته، والتي بدأت تتعالى اصوات الاعتراض جنوباً، من جراء الخسائر المادية والبشرية الكبيرة، فكيف إذا اندلعت الحرب الشاملة؟
هذا الامر قد يساهم في انجاح مهمة الوسيط الاميركي، وتجنيب لبنان اثار التدمير الشامل، كما يستطيع وقف مسلسل التدمير الممنهج في المناطق الحدودية الجنوبية.

السابق
شبلي يوقّع كتابه «الشيعية السياسية..عقدة المظلومية وولاية الفقيه» في معرض الكتاب بانطلياس
التالي
بالصور.. هوكشتاين يستهل نشاطه في لبنان بزيارة عين التينة: أنا هنا لإيجاد حل دبلوماسي