اقبال كثيف وتكريم أعلام الثقافة.. مهرجان الكتاب -انطلياس ينطلق في دورته الـ41

في بادرة سنوية تحرص من خلالها على التمسك بظاهرة الثقافة والحياة بمواجهة الظروف الأخطار التي يتخبط بها لبنان على كل المستويات، افتتحت الحركة الثقافية -انطلياس مهرجان الكتاب في دورته الـ41، خلال احتفال أقيم في مسرح الأخوين رحباني في دير مار الياس انطلياس، حيث تستمرّ يومياً ما بين الثالثة بعد الظهر وحتّى التاسعة مساءً حتّى 10 آذار باقامة نشاطات مختلفة من خلال برنامج متنوع هدفه ترسيخ مكانة الكتاب في عصر التطور التكنولوجي.

افتتحت الحركة الثقافية -انطلياس مهرجان الكتاب في دورته الـ41


“على الرغم من كل الأزمات التي تعصف بوطننا والأخطار التي تتهدّده، قرّرنا في الحركة الثقافية – أنطلياس مرةً جديدة رفع التحدي وإقامة المهرجان، بتشجيع من المثقفين وأصدقاء الكتاب والمؤمنين بلبنان وطن الحرية والثقافة والتفاعل الحضاري والحداثة على مدى تاريخه”، هذا ما أكد عليه الدكتور الياس كساب في تقديم الإحتفال، ثم كانت كلمة لأمين معرض الكتاب منير سلامة الذي أشار إلى أن “الإقبال فاق التوقعات، فشارك معظم المؤسسات الجامعية الكبرى بما فيها الجامعة اللبنانية بالرغم من ظروفها، أما عدد دور النشر المتعاقدة فناهز الخمسين وهي كلها لبنانية، بالإضافة إلى الجناحين الخاصين بالجيش اللبناني وبقوى الأمن الداخلي. كما خصصت الحركة منصّة “المنفردون” للمؤلفين الإفراديين وأتاحت المجال للراغبين منهم بتوقيع مؤلفاتهم في قاعة مخصصة لذلك”.

على الرغم من كل الأزمات التي تعصف بوطننا والأخطار التي تتهدّده، قرّرنا في الحركة الثقافية – أنطلياس مرةً جديدة رفع التحدي وإقامة المهرجان


وعرض للأنشطة المرافقة للمهرجان والتي تتلخص بتكريم أعلام الثقافة من البارزين في مجال الطب والمحاماة والأدب والمسرح والموسيقى وغيرها من المجالات العلمية والأدبية والفنية وإقامة ندوات عدة ابرزها في هذه الدورة ندوة حول الحرب في غزة وتأثيرها على لبنان وأخرى حول مشكلتي النزوح واللجوء وخطورتهما على مستقبل لبنان الديموغرافي والسياسي والثقافي، بالإضافة الى ندوات حول إصدارات عدة لدور النشر والجامعات. كما تستضيف الحركة على منبرها خلال المهرجان 78 شخصية فكرية من محاضرين ومتدّخلين”.


ثم كانت كلمة لرئيس الحركة الثّقافيّة الاباتي أنطوان راجح، فلفت إلى أنّ “المهرجانَ فرصةٌ للتّواصلِ الحميدِ، بالرّؤيةِ والإصغاء، بالسّماعِ والنّظر، باللّقاء للتكلّم، لا بصيغِ الفكرِ وحسبُ، بل ومن القلبِ، لصوغِ الوحدةِ في صميمِ الفكرِ المتنوّع والثري”.
وقال: “نحن بحاجة ماسّة، في مجتمعنا، إلى تواصل يُضرِمُ القلوب، ويكون بلسمًا على الجروح، ويُنير مسيرةَ الإخوة والأخوات؛ تواصلٍ يعرف كيف يشعلُ نارَ الإيمانِ بالوطنِ بدلاً من أن يحافظ على رمادِ هويّة ذاتيّةِ المرجعيّة. تواصلٍ يكون أساسَه التّواضعُ في الإصغاءِ، والجرأةُ في الكلام، ولا يفصِلُ أبدًا الحقيقةَ عن المحبّة. بذلك ننجحُ في أن نكونَ حرّاسًا، بعضُنا لبعضٍ”.


وكانت كلمة للأمين العام للحركة الثقافية جورج أبي صالح، الذي أشار إلى ان “الحركة تحرص على أن توجّه للرأي العام عبر هذه التظاهرة السنوية بضع رسائل، أولها أن الكتاب،على الرغم من تطوّر تكنولوجيات التواصل الحديثة وانتشارها، يبقى من أجدى الوسائل التعليمية والتثقيفيّة وأعمقها تأثيراً”.
وقال: “حركتنا تشاطر اللبنانيّين تطلّعهم إلى أدبيّاتٍ وسلوكيّاتٍ سياسيّة تُسهم في تعزيز الوحدة الوطنيّة والسلم الأهلي، وتأمل إقلاع البعض عن فرض خياراته بإعادتنا الى حكم الحزب الواحد الذي ولّى زمانُه، والعودةَ الى استئناف الحوار الموضوعي والمسؤول برئاسة فخامة الرئيس العتيد للجمهورية حول أمّهات القضايا الوطنيّة، وفي طليعتها الإستراتيجية الدفاعية، ومعالجة معضلة النازحين السوريّين، ومشاكل اللاجئين الفلسطينيّين وبناء دولة القانون والمؤسّسات”.

حركتنا تشاطر اللبنانيّين تطلّعهم إلى أدبيّاتٍ وسلوكيّاتٍ سياسيّة تُسهم في تعزيز الوحدة الوطنيّة والسلم الأهلي


ودعا “القوى السياسية كافةً الى عقد ميثاق شرف يقضي باحترام الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، أيّاً تكن الظروف، من انتخاب رئيس الجمهورية الى الانتخابات النيابية والبلدية والاختياري”، وأمل في أن “تُسهم التطورات المقبلة في تغليب قوىً سياسية قادرة على عكس المنحى الانحداري الانتحاري السائد في حياتنا الوطنيّة العامة. وفي الانتظار، لا يسعنا، مع سائر القوى الحيّة في مجتمعنا، غير أن نواصل قرعَ الجرس، أملاً في أن يتصاعد ذات يوم الدخانُ الأبيض”.

السابق
ترهيب في الضاحية.. حزب الله يشدد اجراءاته الأمنية: توقيف دبلوماسي اسباني يصوّر في الضاحية؟!
التالي
توقيع كتاب «قصاصات العلامة السيد».. قانصو في ندوة «مراجع الشيعة»: جيل النجف الجديد يتمتع بتكوين ثقافي أكثر حيوية