1000 شريحة إتصال أذلّت الإحتلال.. أسرار «تنويم إسرائيل» يوم 7 أكتوبر تتكشف

y.m

بعد قرابة الخمسة أشهر على يوم العبور في السابع من أكتوبر الماضي، ما زالت تتكشف أسرار ذلك اليوم الذي انهارت فيه شبكة “الأمان” الإسرائيلية واستخباراتها، وجديدها قصة شرائح اتصال استخدمها مقاتلو حماس عندما عبروا إلى المستعمرات القريبة من قطاع غزة.

قبل ساعات من الهجوم تعرفت أجهزة المخابرات الإسرائيلية على أكثر من 1000 شريحة اتصال إسرائيلية تم تفعيلها في غزة”.

في تفاصيل القصة التي سُمح بنشرها في الأراضي المحتلة، ومن ثمّ اعترض الجيش الإسرائيلي على تفاصيلها، إنه قبل ساعات من الهجوم، تعرفت أجهزة المخابرات الإسرائيلية على أكثر من 1000 شريحة اتصال إسرائيلية، “تم تفعيلها في غزة”.

مقاتلو حماس يبدّلون الشرائح

وكشف مكتب الرقابة العسكرية في إسرائيل إنه و”وفقا لآخر النتائج، فإن المئات من مقاتلي النخبة في صفوف حماس، هم من قاموا بتبديل شرائح الـSIM في هواتفهم في منتصف الليل بالضبط”، مشيرا إلى أن “المخابرات الإسرائيلية التقطت هذه الإشارات، وأجرت مشاورات مع الجهاز الأمني، لكن لم يتم إبلاغ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، بالأمر مباشرة ولا حتى المستوى السياسي”.

المخابرات الإسرائيلية التقطت هذه الإشارات وأجرت مشاورات مع الجهاز الأمني لكن لم يتم إبلاغ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي

وأشار المكتب إلى أن “الغرض من استخدام شراح الـSIM الإسرائيلية من قبل مسلحي حماس، هو تحسين القدرة على التواصل مع بعضهم بعضا خلال تواجدهم داخل إسرائيل أثناء تنفيذ الهجوم”.

هذا الكشف سرعان ما أدى إلى استنفار الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) فدافعا عن نفسيهما، في بيان، قالا فيه إن هذه التقارير “مضللة”، مؤكدان أن ذلك “كاذب وبعيد عن الواقع”.

من جهته، تحدث النائب السابق لقائد فرقة غزة العميد احتياط أمير أفيفي صباح اليوم الثلاثاء قائلا “نحن نعلم أن وعلى الرغم من كل هذا، فإن كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي والشاباك لم يفهموا الحادث بشكل صحيح”، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “معاريف”.

تنويم إسرائيل بـ”فوانيس حمراء ساطعة”

بدوره شنّ يوآف ليمور في صحيفة “إسرائيل اليوم” هجوما لاذعا على السلطة بعد هذا الكشف، كاتبًا “من كل المؤشرات التي وصلت، فان استخدام شرائح الـSimبالذات اعتبر ذا مزايا ضعيفة نسبيا. فقد نفذت حماس مناورة مشابهة عدة مرات في الأشهر التي سبقت الازمة، وعليه ففي هذه المرة أيضا اعتقدوا في جهاز الامن بان هذه مناورة”.

وأضاف “في نظرة الى الوراء واضح ان حماس نومت إسرائيل الى أن هاجمت؛ هكذا تصرفت أيضا في هجمات مشابهة نفذتها باتجاه الجدار، وفي سلسلة أخرى من الأمور – ظهرت بعضها في تحذيرات مجندات المراقبة وفي الوثائق والمعلومات التي لم تفسر كما ينبغي – والتي تبدو جميعها اليوم كفوانيس حمراء ساطعة”.

وأردف يوآف ليمور “لكن في الزمن الحقيقي كانت المنظومة أسيرة المفهوم المغلوط. فقد آمنت بان حماس مردوعة وتخاف من المعركة، وتفضل خليط المال والعمال على الحرب. هذا المفهوم طورته الحكومة على مدى السنين. فقد ردت بحزم كل من أراد التشكيك فيه – سواء بالاقتراحات لتصفية قيادة حماس (التي طرحها ثلاثة رؤساء الشباك الأخيرين)، ام بالاقتراحات لوقف المساعدات القطرية (التي عمل عليها رئيس الموساد الحالي)”.

روايات نتنياهو

وشن ليمون هجوما على رئيس وزراء مجلس الحرب، وكتب “سارع نتنياهو لان يدعي بانه علم بفتح شرائح الـ Simالإسرائيلية مما نشر في وسائل الاعلام اول أمس فقط. كان هذا كذب. فقد علم بذلك فورا، وطفا الموضوع أيضا في عدة مداولات شارك فيها في الأيام الأولى من الحرب. نتنياهو لم يكن الوحيد الذي عرف: معظم وزراء الكابينت، وعدد لا يحصى من الجهات أيضا بمن فيهم تقريبا كل صحافي يعنى بالمجال. والسبب في ان الموضوع لم ينشر يرتبط بالرقابة المتشددة التي فرضت عليه، خوفا (حقيقيا) من المس بالدولة: فالعدو يتعلم من مثل هذه المنشورات ويسد ثغرات”.

كما أضاف “نتنياهو وان كان بدل لاحقا روايته واعترف بانه كان يعرف، لكن ينبغي لنا ان نكون قلقين من الخفة التي يكذب فيها رئيس الوزراء، واكثر من ذلك – من محاولته المتواصلة لان يلقي بكامل المسؤولية عن قصورات السبت الأسود على جهاز الامن، في محاولة لان يبعدها عن نفسه”.

في نهاية الحرب سيستقيلون ويرحلون الى ديارهم أيضا

وإذ أشار إلى أن “مسؤولية كبار رجالات الجيش والشباك واضحة ومعروفة: فقد اخذوها على انفسهم. وفي نهاية الحرب سيستقيلون ويرحلون الى ديارهم أيضا. قبل ذلك سيجرون تحقيقات ثاقبة، بدايتها باخطائهم هم انفسهم. كما أنهم سيتعاونون بشكل كامل مع كل تحقيق واستجواب خارجيين لاجل السماح بالإصلاح وتحسين المنظومات التي يقودونها”.

وختم ليمور “إن قضية شائح الـ Sim هي مجرد نقطة واحدة في سلسلة طويلة من الأمور التي ستفحص. وهي تتضمن قصورات في جمع وتحليل المعلومات، في فهم العدو، وبالطبع في الحماية الفاشلة عن بلدات الغلاف. كما اسلفنا، من فوق كل هذه ستحوم دوما مسألة المفهوم المغلوط الذي تحت رعايته سمحت دولة إسرائيل للوحش الحماسي بان ينمو ويزدهر الى ان هاجم”.

السابق
«الشيعة وقضايا الوطن الجامعة».. ندوة للحركة الثقافية انطلياس
التالي
قاعدة «ميرون» بمرمى «الحزب».. ماذا عن استهداف الهرمل؟