عندما تسقط رفح في «الإعلام» قبل «الميدان»!

سيجري اجتياح رفح برضى وتأييد دولي، وأي اعتماد على الرأي العام الدولي لتخفيف معاناة أهل غزة، هو حسابات خاطئة.

فالاعلام الدولي يخضع بغالبيته الساحقة لنفوذ مؤيدي دولة اسرائيل

إذ ما يزال قسم كبير من الاعلام الدولي، على الرغم من اقتراب اجتياح رفح المخيف والدموي، ما يزال يتحدث عن إرهاب حماس في 7 أكتوبر، في حين أن صور المجازر التي تُرتكب في غزة شبه محجوبة عن شاشاته، حتى إنسانياً.

فالاعلام الدولي يخضع بغالبيته الساحقة لنفوذ مؤيدي دولة اسرائيل، من لوبيات وأموال دولية وأصدقاء لهم يؤيدون و/أو يتفهمون و/أو يتغاضون عما يجري في غزة!

ينقسم الرأي العام الدولي الى قسمين. القسم الذي يهتم بالسياسة وبالحياة العامة، والقسم غير المبالي، وهو الغالبية الساحقة.

أما بين المهتمين في الشأن العام وفي السياسة، فغالبيتهم لا يفقهون سوى بالسياسات الداخلية، وبتأثيراتها الاقتصادية على حياتهم اليومية.

أما أصحاب الالتزام في المجتمع المدني، فالقسم الأكبر منهم يرفض انسانياً ما يجري في غزة. وهو يتظاهر ويطالب بين حين وآخر بوقف إطلاق النار. ولكنه غير مؤثر في تغيير المعادلات السياسية.

أما غالبية الذين يتعاطون بالسياسة الدولية، في هذا الرأي العام الدولي، فهم يتأثرون بمصالح أحزابهم السياسية، وهم يقفون الى جانب اسرائيل. وهم يدعمون اسرائيل سياسياً، ويتفهمون ويغطون ارتكاباتها. وهم يؤيدون مواقف حكوماتهم الداعمة لها، ويريدون إنهاء حماس، وبالتالي اجتياح رفح، ولو سقط مليون ضحية.

العالم السياسي عينه على غزة وعقله وقلبه وراء مصالحه في البحر الأحمر

العالم السياسي، عينه على غزة، وعقله وقلبه وراء مصالحه في البحر الأحمر! وأسطول الاتحاد الأوروبي سيتدخل عسكرياً في باب المندب وليس في رفح، لا بل أنه سيبقي أيضاً عيناً على لبنان متفهماً لحرب اسرائيلية عليه، عما قريب.

الأهم بالنسبة للرأي العام الدولي هو أمران: أن تكون الأمور بعيدة عن ساحاته، وأن لا يتأثر بزيادة أسعار النفط وغلاء السلع، أما مسألة حقوق الانسان والقانون الدولي، فهي كانت مبتدأ ولكن لا خبر لها. وهي بقيت ممنوعة من الصرف!

السابق
التصعيد مستمر جنوب لبنان: إسرائيل تهاجم بنى تحتية للحزب واطلاق قنابل مضيئة!
التالي
بعدسة جنوبية.. اللبنانيون يستغلون استراحة الطقس على الكورنيش: متى ينحسر المنخفض؟