بحسب رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، ان “حزب الله” لن يسمح للعدو باستدراجه الى حرب، هو من يقررها وعلى طريقته، بل ان “حزب الله” هو من يحدد كيف يقاتل اسرائيل وعلى طريقته.
لم يعد خطاب “المقاومة الاسلامية” ومع تراجع اطلالات امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، عالي السقف والوتيرة، اذ لم يعد تدمير غزة وخنق حركة “حماس” دافعا لشن حرب على الكيان الاسرائيلي، ولا مبررا لاطلاق صواريخ دقيقة باتجاه حيفا او منصة كاريش، فلكل مقاومة شأن يعنيها ورب يحميها، بعدما تلاشت “وحدة الساحات”، في مهب الحسابات وطموح التسويات.
لم يعد تدمير غزة وخنق حركة “حماس” دافعا لشن حرب على الكيان الاسرائيلي
لا شك ان اللبنانيين وغيرهم، شاكرون عدم اندفاعة “حزب الله” الى التورط في حرب لن تبقي ولا تذر، لكنهم ايضا يعلمون ان حفظ اللبنانيين وما تبقى من دولتهم، ليس هو ما لجم “حزب الله” عن خوض غمار الحرب، التي طالما بشر بها قادة ايرانيون وفي “حزب الله”، بل امور اخرى هي من علم الغيب الايراني وتقديرات ولي الفقيه، الذي لا يرى في تدمير غزة واقتلاع سلطة “حماس”، مبررا لايران في اطلاق حرب نجدتهم من براثن العدو الزرقاء.
بين مشهد “طوفان الاقصى” في ٧ اكتوبر، ومجزرة الدخول الى رفح، يكمن واقع مؤلم، وحقيقة تزيل ما بقي من اوهام شعارات محور “المقاومة” حول اسرائيل ووهنها، وحول قرب موعد زوالها.
البراعة العسكرية والأمنية والتميّز لمقاتلي “حماس” شهد لها العدو قبل الصديق
البراعة العسكرية والأمنية والتميّز لمقاتلي “حماس”، شهد لها العدو قبل الصديق، لكن هذه البراعة التي احرجت اسرائيل جيشا ومجتمعا، وهزت بنيانها المعنوي، اطلقت التنين، الذي يُكاد يُظن انه بات اعجز من ان يحرق غزة واهلها، بل بدأت تطلق التهديدات من على الضفة اللبنانية، بأنه لو حاول التنين واتباعه الزحف البري الى غزة، فسوف تنطلق جحافل المقاومين من لبنان الى فلسطين المحتلة، وسيرمى وابل من الصواريخ الدقيقة، وسوى ذلك من تهديدات، بدت عاجزة حتى عن ابطاء ماكينة القتل الاسرائيلية، او الحدّ من استباحة المستشفيات والمساجد ومراكز التعليم، وحتى مصادر المياه والكهرباء، وكل ما يؤشر الى حياة البشر.
ما تكشفه الوقائع الميدانية اليوم، ولغة الميدان هذه تقوض كل اللغات
ما تكشفه الوقائع الميدانية اليوم، ولغة الميدان هذه، تقوض كل اللغات التي طالما رفعتها الاذرع الايرانية، التي لم تتوقف عن تقديم الدروس، لكل من يخالفها في الرأي او النظرة، او يعمل على توجيه نقد، كانت المقاومة بما هي بنية عسكرية وسياسية، اشبه بالإله الذي لا يجب ان يمس او يساءل، بل تحولت الى غطاء لتبرير كل السياسات المدمرة للمجتمعات والدول، ووفرت الذريعة لكل الدماء التي سالت في سوريا وغيرها، وصارت “ورقة التوت” التي يجري من خلالها الى تغطية عورة هذا وذاك، من القتلة والمفسدين في السلطة وخارجها.
الفكرة الصحيحة بذاتها، لا يعني ان تطبيقاتها صحيحة او صائبة بالضرورة، هكذا فكرة “المقاومة”، لا يعني ان كل من ادعى حملها وتطبيقها، هو مقدس وخارج المساءلة، وهو شرف لا يمس الا بالورد والتهليل.
درس غزة و”وحدة الساحات”، يكشف كم ان محور الممانعة الذي تقوده ايران، اما انه لا يدري او اتقن فن الخداع، ضد جمهوره وليس ضد العدو، الخداع والمفاجآت اظهرتها القدرة الامنية والعسكرية الاسرائيلية، والاصوات التي طالما كانت تتوعدها، لم تكن الا وسيلة، لجلد أبناء جلدة هذه الاصوات، وشركائها في الوطن او الدين او المختلف، بل جلّ ما تريد هو الاستعلاء والسلطة بلا مساءلة ولا محاسبة، اذ كيف يُحاسب من يرفع شعار المقاومة والخلاص من الاحتلال الاسرائيلي.. وراعيه “الشيطان الاكبر”!؟