الشاعر جوزيف حرب عقد على الغياب..و«ما في باب حزين»!

جوزيف حرب

توفي الشاعر جوزيف حرب مساء 9 شباط (فبراير) 2014، في بلدته الجنوبية المعمرية، قضاء الزهراني. وكان قد عاش فيها عدة سنوات حتى وفاته. وكان يرى في هذه المساحة الجغرافية «صورة الحياة الطبيعية. إنها المكان الطبيعي الذي أداوم فيه كي أحقق حضوري الإنساني الطبيعي. ليست المدينة مكان سيء لكنها بالتأكيد لا تحمل ولا يمكن لها أن تقدم للإنسان الحياة الخاصة التي يمكن أن تتوافر في الريف. الريف مكان الإنسان الجميل الذي يساعد على بناء الصفاء الداخلي للإنسان».

إقرأ ايضاً: بالفيديو والصور: غارات وقصف اسرائيلي على حولا وكفركلا!

يكتمل العقد على غياب كبيرنا جوزيف حرب، واذا ما سعينا الى استذكاره، سوف تعصف الكلمات وتحدث طنيناً في المساحات والآفاق الواسعة، فقصائده خير إيقاع يطرب النفس والذوق الإنساني،
وفي ذكراه العاشرة، نستحضر ومضة من قصائده الفوّارة في مدى الدهر الذي عاشه الراحل ، وأورثنا وأورثه للأجيال الطالعة.
إطلالة على ومضة شعرية(أغنية الأبواب) كتبها الراحل،وغنتها السيدة فيروز:
“على باب بنوقف تانودع الأحباب
نغمرهن وبتولع ايدينا بالعذاب
أبواب أبواب
شي غُرب.. شي أصحاب
شي مسكّر وناطر
تايرجعو الغيّاب”
والباب في توصيف وتأويل جوزيف حرب أبعد وأوسع وأرق من ذلك الباب الذي نألفه ونعرفه وعشنا معه، هو فاتحة كل بيت فتحناه ودخلنا،كل باب عبرناه ونعبره سريعاً دون تأمل، كل باب خرجنا منه الى واحة الأيام التالية. وهو في رؤية الشاعر رمز واسع، وسع الحياة، رمز بعيد لروح قاطنه، ومن هذا المنظار الهائل، رأى جوزيف أشكالاً من الأبواب،بل أشكالاً من الحياة تتجسّد في وطن اسمه (باب )، وليس الاختلاف بينها(الأبواب) اختلافاً شكلياً خارجياً في النقوش والألوان وخامة الباب، إنما هو تنوع في أشكال وألوان الحياة.

يكتمل العقد على غياب كبيرنا جوزيف حرب واذا ما سعينا الى استذكاره سوف تعصف الكلمات وتحدث طنيناً في المساحات والآفاق الواسعة

يقول جوزيف وتغني فيروز:
“في باب غرقان بريحة الياسمين
في باب مشتاق
في باب حزين
في باب مهجور أهلو منسيين
هالأرض كلها بيوت
يا رب خليها مزيني بابواب
ولا يحزن ولا بيت
ولا يتسكّر باب”
يكتب ويرسم ويعبّر حرب “يارب خليها مزيّني بابواب” ففي هذه الصورة الشعرية دلالة عميقة على الأمان والاستقرار، وخاصة عندما ربطها بالزينة، وهي في رأي جوزيف ما ينتفي معها الحزن والرحيل:
“يا رب خليها مزيّني بابواب
ولا يحزن ولا بيت
ولا يتسكّر باب”
إن أكثر الأبواب وأهمها هي تلك التي تشغل الشاعر،مثل باب أسماه (باب العذاب) حيث هناك قلب آخر عمره وقف على انتظار من هم خارج بابهم:
“وقت اللي بلوّح لك
وبسكّر الباب ياخذني الحنين
بفكر رح اشتق لك
بفكر عاهالباب رح انطر سنين
آه يا باب المحفور عمري فيك
رح انطر واسميك باب العذاب
آه.. البواب”..
ويطول سحر الكلام في “أبواب” الشاعر الراحل،وتُفتح الأبواب على وسعها،من باب الغياب الى باب الحضور، أبواب الشاعر جوزيف حرب المفتوحة لكل أبناء الحياة.

السابق
مقتل اسيرين جديدين في غزة..وتطورات جديدة حول «الهدنة» بين إسرائيل و«حماس»!
التالي
«أمل» تنزف على مذبح الجنوب مُجدداً.. «الصليب الأحمر» و«جمعية الرسالة» ينجوان بأعجوبة!