عبداللهيان يطمئن من لبنان: المنطقة تسير نحو الحل

وزير خارجية ايران عبد اللهيان

على وقع المفاوضات الدولية الجارية في محاولة لربط النزاع على الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل، جاءت زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان الى لبنان.

وقد ذكر عبداللهيان، في مؤتمر صحفي في ختام زيارته إلى لبنان، بعد لقائه نظيره اللبناني “أنني أجريت محادثات بناءة مع الجانب اللبناني والعلاقات بين طهران وبيروت في أفضل أحوالها”.

ولفت إلى أنّ “في خصوص طرق تعزيز التعاون من أجل تقدم لبنان كانت لدينا مباحثات في هذا المجال، وبخصوص القضايا الاثليميو فوجهات النظر مشتركة بين لبنان وإيران”، موضحًا أنّه “رغم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والكيان الإسرائيلي في استمرار الحرب، إلّا ان الانطباع حاليًا يشير إلى أن المنطقة تسير نحو الحل والاستقرار”.

وأشار عبداللهيان، إلى أنّ “نهاية الحرب في غزة تعني نهاية عمل نتانياهو وحكومته”، مشيرًا إلى أنّ “نتانياهو يسعى لأخذ البيت الأبيض رهينة كي يبقى أطول مدّة ممكنة في السلطة”.

وذكر أنّ “الكيان الإسرائيلي لم يحقق أيًا من أهدافه المعلنة، وحلفاؤه يعتبرون أنه يجب التركيز على الحل السياسي”، لافتًا إلى أنّ “رغم الدمار والقتل المأساوي في نشهد في غزة، عملت المقاومة بكل عقلانية وحكمة”، موضحًا أنّ بعض الأفكار التي طرحت من قبل حماس، هو جزء من الواقعية.

ورأى أنّ “الكيان الصهيوني لا يستطيع خوض حرب في جبهتين، قوة المقاومة في لبنان وحزب الله لا يمكن للكيان الصهيوني أن يتصوّرها”، موضحًا أنّ “حزب الله في الحرب ضد غزة استطاع أن يعمل بشكل جيّد في الدفاع عن السيادة في لبنان واستطاع أن يدافع عن الشعب الفلسطيني”، معتبرًا أنّ “حزب الله استطاع أن يرد بشكل قويّ على الافكار الاعتدائية للكيان الصهيونية، ونحن على علم بالقدرات العالية للمقاومة اللبنانية”.

وشدد عبداللهيان، على أنّ “أي خطوة يقدم عليها الكيان الصهيوني بشن هجوم واسع ضد لبنان ستحدد اليوم النهائي لنتانياهو”، مضيفًا “المقاومة والجيش والشعب اللبناني سيحولون دون تحقيق هذه الأفكار”.

وأوضح أنّ “تاريخ لبنان يُظهر أنّه يقف في الخطوط الأمامية للمقاومة”، مشيرًا إلى أنّ “إيران لا تريد سوى الخير للبنان ولو لم تكن المقاومة في لبنان لما بقي لبنان”.

بو حبيب

بدوره، أشار وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني عبداللهيان، إلى أنّ “لبنان لم يرغب يوما في الحرب ونريد الاستقرار والهدوء والسلام الشامل والعادل في المنطقة ويريد استعادة الحقوق لأصحابها”.

ولفت إلى أنّ هناك تطابق في وجهات النظر مع عبداللهيان حيال الحرب على غزة، مشيرًا إلى “أننا أكّدنا ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته لردع إسرائيل”.

وأوضح بوحبيب “أنني قدمت لوزير الخارجية الإيراني رؤيتنا لحل شامل للتوتر في جنوب لبنان تستند للقرار 1701”.

وكان قد افتتح عبد اللهيان، زيارته إلى لبنان، بلقاء مع أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، الذي استقبله برفقة السفير الإيراني في بيروت مجبتى أماني، حيث تم عرض آخر التطورات في المنطقة ولا سيما الحرب المستمرة على قطاع غزة.

وأكد نصرالله خلال اللقاء، أنّ “الجيش الاسرائيلي يعيش في أزمة استراتيجية، ولم يحقق أياً من أهدافه في الميدان”. وتابع، أنّ “المقاومة باتت تشكل عنصراً مهماً في المعادلات الإقليمية ولاشك أن انتصار الشعب الفلسطيني والمقاومة أمر حتمي”. وقال نصرالله “إنّ مواقف قائد الثورة الإسلامية، الحكيمة والصريحة والقوية حيال تطورات الأحداث في غزة والضفة الغربية فريدة في نوعها مقارنة بباقي قادة العالم”.
بدوره، أكد أمير عبد اللهيان، أنّ “المقاومة الفلسطينية عملت بحكمة وقوة سواء في مقاومتها وصمودها، أو في اهتمامها بالحلول السياسية”.

صباح السبت توجه عبد اللهيان إلى السراي الحكومي، حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب  ميقاتي. وشارك في الاجتماع عن الجانب الايراني السفير مجتبى أماني والوفد المرافق، وعن الجانب اللبناني مستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر. واعتبر عبد اللهيان، بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أن “استمرار المحادثات مع لبنان والتشاور مع مسؤولي هذا البلد إحدى الأولويات المهمة لإيران”. وأكد، “دعم إيران القوي لاستقرار وأمن لبنان، والبعض حاول إيجاد خلاف بين الحكومة والشعب في لبنان والمقاومة، لكنهم لم ينجحوا”.

وشكر عبداللهيان، “لبنان ورئيس الوزراء على دعم فلسطين والمقاومة في فلسطين”. وأضاف: أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكد على دعم المقاومة في فلسطين كما فعلت في السابق، لكنها في الوقت نفسه حاولت خلال الأشهر الأربعة الماضية وقف هجمات الكيان الإسرائيلي ضد غزة ومنع توسيع نطاق الحرب في المنطقة”. وتابع: “الفلسطينيون هم أصحاب فلسطين الحقيقيون وهم من يجب أن يتخذوا القرارات الخاصة بفلسطين ومستقبلها، ونحن على علم بأن لديهم خطط ومبادرات سياسية لمرحلة ما بعد الحرب. والتطورات في غزة اليوم تتجه نحو الحل السياسي، لكن نتنياهو لا يزال يرى الحل في الحرب لإنقاذ نفسه”. ولفت عبداللهيان إلى “ضرورة أن يحاول الجميع إيجاد حل سياسي لإنهاء الهجمات الإسرائيلية وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن”.

بدوره وصف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، “الأوضاع في المنطقة بالمتغيرة والمعقدة”. وشدد على “أهمية قضية غزة وفلسطين، وأكد على ضرورة الاستمرار بالجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة”. وأضاف ميقاتي، أننا “نتطلع إلى السلام والاستقرار في المنطقة ويجب بذل الجهود لإنهاء الحرب على غزة وإزالة خطر توسيع نطاق الحرب في المنطقة”. وجرى خلال هذا اللقاء أيضاً، بحث بعض قضايا العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بما فيها العلاقات الاقتصادية.

وأكد عبداللهيان خلال لقائه بري “دعم إيران للعملية السياسية واستقرار وأمن لبنان”، وفق ما نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية. مشيراً إلى أن  “دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمقاومة وللشعب الفلسطيني أحد المبادئ الثابتة لإيران”. وأردف “جميع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية تعترف بأنه على الرغم من كل عمليات القتل التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي، فإن الحرب على غزة فشلت، بينما دعمت أميركا الكيان الإسرائيلي بكل ثقلها وقوتها، وللأسف لا تُشاهد حتى الآن أي بوادر على رغبة أميركا في إنهاء الحرب، وهذا يتعارض مع مزاعمهم بأنهم لا يبحثون عن اتساع الحرب في المنطقة”.

وشدد على أنّ “أميركا وبريطانيا ارتكبتا خطأً استراتيجيًا بالهجوم على اليمن”. وتابع: “أميركا وبريطانيا بانتهاكهما سيادة اليمن ووحدة أراضيه يؤججان تصعيد الأزمة في المنطقة والبحر الأحمر”. ولفت إلى أنّ “الحرب ليست حلًا ولن تأتي بأي نتائج لمثيري الحرب”. وذكر أنّ “الحل يكمن في الإنهاء الفوري للحرب على غزة وإعطاء الفلسطينيين الفرصة للاتفاق و اتخاذ قرار بشأن كيفية إدارة غزة والضفة الغربية بعد الحرب”. بدوره، ووفق وكالة “تسنيم”، شكر رئيس مجلس النواب دعم “الجمهورية الإسلامية الإيرانية للبنان”. وأكد “ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وخروج لبنان من الوضع الحالي”، وشرح آخر مستجدات العملية السياسية في لبنان. واعتبر بري قضية فلسطين “قضية حق وباطل”، وأثنى على “دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم فلسطين”. وشدد على “ضرورة مواصلة الجهود للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب ضد الفلسطينيين”. وأشاد بالمقاومة البطولية للشعب الفلسطيني في غزة، وقال “إننا نؤيد الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية لإدارة الأراضي الفلسطينية”.

السابق
هذا «فرمان» عبد اللهيان.. لنصرالله!
التالي
توقيف مطلوبَين في دورس!