إيران «تلتف» على الرد الاميركي و«تلوي» ذراعها العراقي.. قصة ثورة وساحات «أفُل نجمها»!

يبدو أن إيران، قائدة "محور الممانعة، في المنطقة، لم تكن يوماً كما هي عليه اليوم، من تقهقر سياسي وعسكري ومعنوي، منذ بدابة "تصدير الثورة"، الى "تفريخ" أذرعتها في المنطقة، وصولا الى "وحدة الساحات"، وذلك بالتزامن مع تفجر "طوفان الأقصى"، وتنصلها منه، الى اضطرارها الى تعليق نشاط فرع "حزب الله العراقي"، لإستشعارها هذه المرة، بخطر ضربة إميركية كبيرة، رداً على إراقة الدم الأميركي، إثر سقوط ثلاثة من جنودها، بصواريخ تحمل "الدمغة الإيرانية".

الآداء الايراني حيال الاستعداد الاميركي، للرد على استهداف جنودها في المثلث العراقي السوري الاردني، يدفع الى توقع قيام واشنطن بضربة عسكرية محرجة لايران، وذلك للأسباب والدوافع التالية:

1 – المواقف التي صدرت عن فصائل ولائية في العراق، بعد تبنيها لعملية قتل الجنود الاميركيين، كشفت عن تراجع غير مألوف في ادبيات الأذرع الايرانية تجاه الوجود الاميركي في المنطقة، التي طالما بشرت باخراج الاميركيين من العراق والمنطقة، اذ اعلنت هذه الفصائل عن وقف استهدافاتها للجنود الاميركيين وقواعدهم، لا بل اكدت انها لن ترد على اي اعتداء اميركي يطالها.

2 – على ان الاهم في هذا السياق، هو التبرؤ الايراني من اعمال هذه الفصائل التي عملت على تأسيسها وتسليحها وتوفير الدعم المالي لها، وما ذهبت اليه الدبلوماسية الايرانية على هذا الصعيد، كان اكثر من موقف دبلوماسي، حين اكد ممثل ايران في الامم المتحدة، عدم علاقة ايران بما جرى، وانها لا تتحمل مسؤولية ما يقوم به البعض خارج دولته.

3- سحب ايران مسؤولين وكوادر امنية وعسكرية من الاراضي السورية في خطوة استباقية لأي عملية رد اميركية، قد تستهدف قواعد ايرانية في سوريا.

التبرؤ من وحدة الساحات

في المقارنة مع الخطاب السياسي والايديولوجي للقيادة الايرانية، وللفصائل التابعة او الموالية لها، تبدو المواقف الاخيرة ولغتها تتسم بالانكفاء والتراجع المهين، وابرز مظاهره:

1- ان يتبرأ المسؤولون في ايران من اذرعهم مشهد غير مسبوق، وهو تقويض لكل مقولة “وحدة الساحات”، التي بدأت في اعقاب عملية “طوفان الأقصى”، حين نأت ايران بنفسها عن هذه العملية.

قصف اسرائيلي الجنوب

2- من وحدة الساحات الى استقلاليتها، ومن مرحلة تقديم دور ايران، على انها يدير عملية المشاغلة على امتداد ساحاتها الاقليمية مع واشنطن، الى انها لا علاقة لها بكل ما يستهدف الوجود الاميركي ولا نتحمل مسؤوليته.

من الاستعلاء السياسي الى الاستصراح المهين

التخبط الاستراتيجي الايراني سمة السلوك السياسي، الذي طالما اتسم بالسطوة والاستعلاء السياسي والايديولوجي، يبرز في عجز الايراني على التقدم والمواجهة، وفي الوقت نفسه عاجز عن التراجع، اذ طالما كانت السياسة الايرانية قادرة على الالتفاف، لا سيما في تظهير العداء لواشنطن، في خضم التقاطع الميداني معها في اليمن والعراق وسوريا.

طالما كانت السياسة الايرانية قادرة على الالتفاف، لا سيما في تظهير العداء لواشنطن

العداء لطهران في انتخابات اميركا

كل ذلك يؤشر على قلق ايراني جدي، يبرز لأول مرة، في الاستصراح المهين لتفادي الرد الاميركي، ويشير الى ان التناغم الاميركي الايراني في مرحلة مفصلية، فالعلاقة اليوم بينهما ولا سيما الديمقراطيين، أسيرة الانتخابات الاميركية، التي لن تتيح تسويق اي تفاهم او اتفاق، في ظل طغيان الصوت العدائي لايران، على مستوى الرأي العام الاميركي، ولدى الجمهوريين وبعض الديمقراطيين داخل الكونغرس.

ستبدو ايران امام ارباك اضافي، وأخطر مرحلة يمكن ان تواجهها منذ عقود

بانتظار ما ستقوم به واشنطن عسكريا في سوريا او العراق، وربما في ايران نفسها، ستبدو ايران امام ارباك اضافي، وأخطر مرحلة يمكن ان تواجهها منذ عقود.

السابق
«حزب الله العراقي» ذراع إيران الأقوى يُعلّق عملياته كرمى لطهران.. وهذه سيرته و«كواليسه»!
التالي
العمليات المتبادلة لا تهدأ جنوباً.. والطائرات الاسرائيلية تدمر تعاونية غذائية!