ميقاتي على توقيت «حزب الله».. والأسد «يغني على ليلاه»!

يسقط رئيس حكومة "اللاتصريف" لا الأعمال ولا الأقوال نجيب ميقاتي دوماً، في إمتحان حتى الحفاظ على "ماء وجه" سيادة لبنان، ويمعن في توقيت حرج،، بتسليمه الى "حزب الله" على "طبق من فضة" (رغم ان الحزب يهيمن على البلد من دون جميل دولته)، بإعلانه "زهده" عن المطالبة بإطلاق النار في الجنوب ما لم يتحقق في غزة، غير آبه، حتى صورياً، بمعاناة الجنوبيين المظلومين، ولا يكبد نفسه عناء إغاثتهم أو دعم صمودهم، فيما رئيس "النظام الممانع" بشار الأسد "يغني على ليلاه"!

فيما يرفض احد ابرز قادة محور “الممانعة”، رئيس النظام السوري بشار الأسد مساندة دولته “المحور”، في مشاغلة الجيش الاسرائيلي، يعلن الرئيس نجيب ميقاتي ان لبنان لن يعمل على وقف اطلاق النار طالما لم يتوقف في غزة.

المفارقة العجيبة على هذا الصعيد، تكشف كم ان فكرة انجرار ايران والميليشيات العراقية والافغانية واللبنانية، دفاعا عن نظام الأسد في وجه الثورة السورية، وتقديم عشرات الاف الضحايا، لم يكن في سياق فتح الطريق نحو القدس، كما اعلن اكثر من مرة رموز في محور “الممانعة”، وعلى رأسهم امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، بل كان دفاعا عن سلطة ونظام مستبد، كانت اسرائيل اول من كان قلقاً من سقوطه، لكونه الأكثر حرصا على عدم الاخلال بأمن الجولان والكيان الاسرائيلي بمجمله، وهو ما خبرته اسرائيل لعقود طويلة، من استقرار مديد على حدود الجولان المحتل مع سوريا، من الأسد الأب الى الابن.

ان يعمد ميقاتي الى انهاء اي تمايز للحكومة اللبنانية مع “حزب الله”، هو اعلان رسمي للبنان بأن ما يقوم به “حزب الله” يحظى بتغطية الحكومة ورئيسها

ان يعمد ميقاتي الى انهاء اي تمايز للحكومة اللبنانية مع “حزب الله”، هو اعلان رسمي للبنان بأن ما يقوم به “حزب الله” يحظى بتغطية الحكومة ورئيسها، علما ان الحزب نفسه لم يعلن انه بحاجة لهذا الاعلان، فلماذا مسارعة ميقاتي الى هذا الموقف، الذي لا مصلحة للبنان ولا للبنانيين، الذين قال ميقاتي باسمهم بعد ايام على اشتعال جبهة الجنوب، انه لا يمتلك قرار الحرب، فهل يمتلك هو اليوم قرار وقفها في الجانب اللبناني ام “حزب الله”، وهل يسأل الحزب اللبنانيين في شأن، هو من شؤون قيادة المحور في ايران؟

لم يكتف بشار الاسد بعدم الانخراط في مشاغلة الجيش الاسرائيلي كرمى لفلسطين، (انشأ لها في سوريا “فرع فلسطين” يعرفها الكثيرون من الفلسطينيين الناجين من سجونه) بل ذهب الى وقف السماح لايران، باستخدام المطارات السورية لنقل السلاح الى “المقاومة”.

ان يقنع اللبنانيين انه على مستوى رجل دولة قادر ان يتخذ القرارات وينفذها، لا ان يتلقاها ويتبناها.. من دون النظر الى الدولة والشعب

ميقاتي الذي يدير ظهره لعشرات الاف النازحين من المناطق الحدودية، ويعبر يوميا عن عجز حكومته، على مواجهة الازمات المعيشية والاقتصادية، ودعا اللبنانيين الى ان يتحملوا نكبات السلطة، لا يريد وقف اطلاق النار على الحدود، قد يحق له ذلك، لكن ما لا يحق له هو ان لا يقرن القول بالفعل، اي ان لا يعتبر نفسه وحكومته معنيان بتوفير شروط الصمود للبنانيين، وان يقنع اللبنانيين انه على مستوى رجل دولة قادر ان يتخذ القرارات وينفذها، لا ان يتلقاها ويتبناها.. من دون النظر الى الدولة والشعب.

السابق
الراعي في إطلاق «تجمع دولة لبنان الكبير»: يوم وطني بامتياز
التالي
بعد مرور اكثر من مئة يوم على العدوان: اسرائيل تعثر على جثة ٢١ اسيراً.. ومعارك الالتحام مستمرة!