الحوثي يتوعّد.. تل أبيب وواشنطن في حالة تأهب قصوى.. وهذه كواليس الضربات الأميركية-البريطانية على اليمن!

شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، بعد استهدافهم على مدار أسابيع سفنا تجارية في البحر الأحمر تضامنا مع قطاع غزة الذي يشهد حربا مع إسرائيل، ومؤكدة انها تحتفظ بحق الرد.

وكشفت مصادر لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، الجمعة، الأسباب التي دفعت القوات الأميركية والبريطانية إلى شن ضربات تستهدف مواقع للحوثيين في اليمن.

وقال مسؤول أميركي كبير إن هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر الثلاثاء كانت بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير” بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أعطى الضوء الأخضر للمضي قدما في تنفيذ الضربات، على الرغم من أن الاستعدادات كانت مستمرة منذ بعض الوقت.

الهجوم الأميركي على اليمن

وأسقطت البحرية الأميركية، الثلاثاء، 21 صاروخا وطائرة مسيرة تابعة للحوثيين انطلقت من اليمن، بحسب بيان للقيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، في واحدة من أكبر هجمات الحوثيين في البحر الأحمر خلال الأشهر الأخيرة.

 وذكر المسؤول أن السفن الأميركية كانت من بين أهداف هجوم الثلاثاء.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إنه لم تلحق أي أضرار بالسفن ولم تقع إصابات نتيجة الهجوم الضخم بالمسيرات والصواريخ.

وكشف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بشن الضربات من المستشفى وتابعها عبر الاتصالات الآمنة، حيث شارك في اجتماع مع رئيس هيئة الأركان المشتركة وقائد القيادة المركزية الأميركية لمراقبة الهجوم “المعقد”.

لن يكون الهجوم الأخير

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الضربات الجوية الأميركية والبريطانية على مواقع الحوثيين قد لا تكون الإجراء الأخير الذي تم اتخاذه ضد الجماعة المدعومة من إيران، مما يشير إلى أنه قد يكون من الضروري اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية الناس والتجارة في البحر الأحمر، وأضاف: “قد لا تكون هذه الكلمة الأخيرة، وعندما يكون لدينا المزيد لنقوله ونفعله، سوف تسمعون منا”.

وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، في بيان بعدم التردد في “توجيه المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا والتدفق الحر للتجارة الدولية حسب الضرورة”، وتابع: “هذه الضربات رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر في أحد الطرق التجارية الأكثر أهمية في العالم”.

الضربات على اليمن

وذكر أن “القوات الأميركية بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا نفذت هذه الضربات الناجحة ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمردون الحوثيون لتعريض حرية الملاحة للخطر”.

ومع ذلك، فإن الخطوات التي وجهها بايدن الخميس، والتي جاءت بعد سلسلة من الاجتماعات مع فريق الأمن القومي الخاص به لمناقشة قائمة الأهداف وتحسينها، كانت تهدف إلى تدمير مواقع الحوثيين بشكل كبير.

تأهب اسرائيلي

نقل موقع “واللاه”  الاسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن تل أبيب في حالة تأهب قصوى تحسبا لتعرضها لهجوم بعد توجيه ضربات لمدن يمنية.

وقال المسؤول: “هناك حالة تأهب قصوى للرد ليلة الجمعة من وكلاء إيران ضد إسرائيل”.

وأضاف: “إيران هي أصل المشكلة في المنطقة بأسرها”.

توازيا، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي قوله: اننا أخطرنا مسبقا بالضربات الأميركية في اليمن وإسرائيل ونحن في حالة تأهب تحسبا لأي انتقام”.

وواشنطن أيضاً: من جهة ثانية، قال مسؤول أميركي، إن الضربات الأميركية والبريطانية التي نُفِذت اليوم الجمعة، سيكون لها تأثير كبير على قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن في البحر الأحمر، بحسب وكالة “رويترز”.

وأضاف المسؤول الأميركي، أن القوات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر متأهبة للدفاع عن نفسها في أعقاب الضربات الجوية في اليمن، لافتًا إلى أنه لا نية للتصعيد بعد الضربات على الأهداف الحوثية.

وأوضح أن الأعمال الحوثية تمثل تهديدًا لأميركا والعالم، محملًا إيران المسؤولية عن الدور الذي تلعبه في الهجمات ضد القوات الأميركية.

وتابع: “نعتقد أن إيران متورطة في كل مرحلة من هجمات الحوثيين، ولن نتفاجأ برؤية نوع من الرد من الحوثيين على هذه الضربات”.

وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أن الضربات على اليمن كانت موجهة بدقة ضد القدرات العسكرية للحوثيين وأنهم سعوا لتجنب الأضرار الجانبية.

الحوثيون

أكد المتحدث باسم حركة “أنصار الله” (الحوثيون) محمد عبد السلام، ان “عدوانا أميركيا بريطانيا سافرا تعرضت له الجمهورية اليمنية حماية لإسرائيل، ولوقف عمليات اليمن المساندة لغزة، وقد ارتكبوا حماقة بهذا العدوان الغادر”.

وأشار، في تصريح عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، إلى أنّهم “مخطؤون إن فكروا أنهم سيردعون اليمن عن مساندة فلسطين وغزة، فاليمن مستمر في موقفه الديني والإنساني، وسيظل إلى جانب غزة بكل ما يستطيع، ولن يزيده هذا العدوان إلا صلابة وقوة”.

وشدد عبد السلام على ان “لا مبرر أبدا لهذا العدوان على اليمن، فلم يكن من خطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي، والاستهداف كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة”.

هذا واعلن الحوثيون عن ان الغارات الأميركية والبريطانية أسفرت عن مقتل 5 وإصابة 6 آخرين ، مؤكدين عن انه لن نتردد في استهداف مصادر التهديد في البر والبحر”.

روسيا

اتّهمت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الضربات الأميركية والبريطانية على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، منددة بالخطوة التي تهدد بـ”التصعيد” وتحمل “أهدافا مدمّرة”.

واكد زاخاروفا ان “الضربات الأميركية في اليمن هي مثال آخر على التضليل الذي يمارسه الانغلوسكسونيون.. وتمثّل انتهاكا تاما للقانون الدولي بهدف التصعيد في المنطقة ليحققوا أهدافهم المدمّرة”.

السابق
ضربة جوية «زجرية» اميركية لإيران والحوثي..وهوكشتاين يسعى لفك لبنان عن غزة!
التالي
غزة ــ لبنان: بين فك الارتباط وفصل الاشتباك