الحوثيون «يأكلون الضرب» مرتين.. وإيران «تتفرج»!

علي الامين
يبدو وكأن الحوثيين "أكلوا الضرب" مرتين بفعل الضربة الغربية على قواعدهم العسكرية أولاً ، عدم قدرتهم، ثانياً على الرد الا "رمزياً"، لكون راعيه الإيراني، لن يسمح له أن "يأخذ راحته"، ويشعل حرباً إقليمية هو بغنى عنها، فقضية الملاحة هي شأن اكبر من حجمهم ودورهم، ولن يكونوا اكثر من أداة إبتزاز في يد واشنطن حينا وايران غالبا.

من المتوقع، ان يعمد الحوثيون الى الرد على الاستهدافات العسكرية لقواعد ومطارات عسكرية يمنية، قامت بها القوات الاميركية والبريطانية، لكن الرد سيبقى دون الذهاب الى مواجهة ” حوثية” مع الاساطيل الغربية في البحر الأحمر، وعلى رغم ان الحوثيين، جددوا التأكيد انهم لا يستهدفون الملاحة الدولية، في البحر الاحمر و عبر “باب المندب” انما يستهدفون السفن المتجهة الى اسرائيل تضامنا مع غزة.

القرار الاميركي البريطاني، باستهداف القواعد اليمنية التي تهدد الملاحة البحرية، يأتي بعد سلسلة تحذيرات صدرت عن تحالف “حارس الازدهار” للحوثيين، وبعد صدور القرار ٢٢٧٢ عن مجلس الامن الدولي قبل ايام، يدين هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وهو قرار لم تستخدم فيه روسيا ولا الصين حق النقض.

ادركت السعودية منذ ذلك الحين، ان الاتكاء على واشنطن لن يوفر لها الأمن

وليس خافيا على المتابعين لحركة الحوثيين، ولا سيما في المواجهة مع السعودية، ان واشنطن لم تعمد الى لجم تمددهم، بل قامت الادارة الحالية برفع تنظيم “انصار الله” عن لائحة الارهاب، وقبل ذلك، لعبت واشنطن بالاضافة الى لندن وبرلين، دورا في منع سقوط الحديدة بيد التحالف العربي، من خلال مؤتمر ستكهولم عام ٢٠١٨، الذي وفر فرصة لسيطرة الحوثيين، ومنع تمدد القوى اليمنية المساندة من قبل السعودية والامارات.

الحاضنة الغربية والاميركية للحوثيين، برزت ايضا في صمت واشنطن، عن عمليات استهداف الحوثيين للسعودية وصولا لأرامكو، فواشنطن كانت صاحبة مصلحة في ابتزاز السعودية، وبالتالي ادركت السعودية منذ ذلك الحين، ان الاتكاء على واشنطن لن يوفر لها الأمن، وهذا مهد للاتفاق مع ايران برعاية صينية.

ايران لن تسمح للحوثيين بالذهاب بعيدا في التخريب على الموقف الاميركي المدعم بقرار دولي

الحوثيون ربما اعتقدوا بقدراتهم اكثر مما يجب، فامن باب المندب، ليس شأنا سعوديا، ولا حتى عربيا فقط، انما هو شأن دولي، لا يمكن ان تكون ردة الفعل على استهداف الملاحة فيه، كما كان الحال مع ارامكو السعودية، صدور قرار عن مجلس الأمن يكفي للتدليل على حجم الاعتراض الدولي على سلوك الحوثيين على هذا الصعيد، فيما المواقف التي صدرت بشأن الضربة العسكرية على اليمن، بداية هذا اليوم (الجمعة)، لم تتجاوز الاستنكار او الدعوة الى ضبط النفس.

الأرجح ان الحوثيين سيميلون الى التهدئة، لا التصعيد

الموقف الايراني لن يذهب بعيدا عن الاستنكار، ذلك ان ايران لا يناسبها تدحرج الاوضاع نحو التصعيد، فهي اعتمدت سياسة عدم التصادم مع واشنطن والسير في سياسة منضبطة، وبالتالي فهي لن تسمح للحوثيين بالذهاب بعيدا في التخريب على الموقف الاميركي المدعم بقرار دولي.

الأرجح، ان الحوثيين سيميلون الى التهدئة، لا التصعيد، سيما حجم الاعتراض الدولي على سلوكهم، سيضعف موقعهم في التسوية الداخلية، وسينزع عنهم غطاء دوليا، استثمره الحوثيون في السيطرة والتحكم باليمن، واستفزاز دول الخليج.

ايران المستعجلة على انقاذ الاتفاق النووي تتفادى اي مواجهة في المنطقة

ومن المعلوم أيضاً،ان الصين لن تقبل بتدهور الملاحة على باب المندب، لادراكها انها ستكون من اكثر المتضررين بسبب حجم تجارتها الكبير في هذه المنطقة.

في الخلاصة، ايران المستعجلة على انقاذ الاتفاق النووي، ومتعلقاته مع واشنطن مع ادارة جو بايدن بعدما الغاه الجمهوريون، تتفادى اي مواجهة في المنطقة، قد تعرقل تناغمها مع واشنطن، سواء كانت صادرة من قبل اسرائيل، او من قبل اتباعها من الحوثيين.

السابق
المواجهات تتراجع بين «الحزب» واسرائيل… خطة نصرالله نجحت وماذا عن «المعنويات» المُعادية؟
التالي
بالصور: محبو الراحل غالب ياغي يتوافدون لمواساة عائلته