فاقوا الثمانين الفا نهاية 2023.. نازحو الجنوب يتخبطون في معاناتهم و«لا من يسأل»!

يستقبل نازحو الجنوب، من البلدات والقرى الجنوبية، عامهم الجديد لا سيما أهالي البلدات الحدودية، بعمق أكثر من خمسة كيلومترات، عن حدود فلسطين، في مراكز الإيواء العامة والقرى والمدن، على إمتداد أقضية الجنوب، وخصوصا قضاء صور، الذي يشكل أكبر مركز إستقطاب للنازحين، رغم ان أكثر من عشرة قرى في القضاء نفسه، تقع عند الحدود مباشرة، وقد نزحوا بشكل كامل، عن عدد من هذه البلدات، ومنها طيرحرفا، الجبين، شيحين، علما الشعب والناقورة وشمع، بنسبة أقل، الضهيرة، يارين ، البستان، الزلوطية ومروحين.

يبلغ عدد النازحين من قرى بنت جبيل أعدادا مضاعفة نظرا لحجم تعداد سكان هذه البلدات


بينما يبلغ عدد النازحين، من قرى بنت جبيل، أعدادا مضاعفة، نظرا لحجم تعداد سكان هذه البلدات، مثل عيتا الشعب، التي يقارب عدد سكانها ال١٤ ألف نسمة، بحسب بلديتها، كذلك عيترون، حيث تزيد أيضا على ال١٨ الفا، تليها ياررون ومارون الراس وعيناثا وكونين وبيت ياحون وحانين ورميش ودبل وعين إبل والقوزح وبيت ليف ورشاف وبنت جبيل نفسها.
ويتركز النزوح، في منطقة مرجعيون، على بليدا، ميس الجبل، وهي أكبر بلدات المنطقة، كفركلا، عديسة، رب ثلاثين، محيبيب، دير ميماس، الطيبة، حولا، مركبا، القليعة،الخيام، الوزاني وغيرها.
اما في منطقة حاصبيا- العرقوب، تعد شبعا وكفرشوبا، من كبرى بلدات المنطقة، ولم يبق فيهما الا القليل، وتحديدا شبعا، كما يسجل نزوح في كفرحمام والهبارية وراشيا.
لا يوجد إحصاء دقيق للنازحين، من البلدات المذكورة وغيرها من البلدات الأبعد نسبيا من الحدود، وقد تعطلت فيها نواحي الحياة والعجلة الإقتصادية والامان الإجتماعي، ما دفع الكثير من أهلها الى مغادرتها شمالا، سواء الى صور وجوارها، او الى النبطية ومحيطها، وايضا منطقة ساحل الزهراني- صيدا وصولا إلى الشوف وخلدة وبيروت، ولجوء عائلات كثيرة مقتدرة نسبيا، إلى مغادرة لبنان، إلى تركيا وقبرص ودول افريقية واوروبية وعربية واميركا، خاصة منهم من يحمل جنسيات، او تمضية هذه الفترة من الحرب عند أبنائهم في بلاد الإغتراب، ريثما تتضح صورة الحرب في غزة وربطا بها على الحدود الجنوبية .

لا يوجد إحصاء دقيق للنازحين من البلدات المذكورة وغيرها من البلدات الأبعد نسبيا من الحدود وقد تعطلت فيها نواحي الحياة والعجلة الإقتصادية والامان الإجتماعي


وتعد معاناة النزوح، واحدة من اصعب، مفاعيل الحرب، نظرا لما يتعرض له النازحون، من ضغوط إجتماعية وإقتصادية وتربوية وصحية ونفسية، في ظل غياب الرعاية المنظمة للحكومة، التي تترك ( المبادرات) والمسؤوليات على عاتق المؤسسات المحلية، لا سيما البلديات والمجتمع المحلي والأحزاب الموجودة على الارض.
لا تقف هموم النازحين، عند مسألة واحدة، فتتعداها إلى امور متعددة، تبدأ بمراكز الإيواء ( المدارس ) غير المجهزة لحالات إيواء العائلات، حيث غالبيتها من الاطفال والأولاد والنساء، وبيوت الضيافة، التي تحتاج إلى تجهيزات مطبخية وفرش وأغطية وسواها، تزامنا مع فصل الشتاء البارد، لكن الطامة الكبرى تكمن في ( نهش) كثيرين من أصحاب الشقق المفروشة، النازحين الذين لم يجدوا منازل شاغرة، حيث يقدم أصحاب شقق مفروشة، في أكثر من منطقة في صور، إلى رفع
بدلات الايجار ليتجاوز بعضها الألف دولار شهريا .
وتشير وحدة إدارة الكوارث في إتحاد بلديات صور، ان عدد النازحين الى القضاء تجاوز ال٢٢ الفا، من بينهم ٧٢٢ شخصا، موزعون على خمس مراكز إيواء في صور والبرج الشمالي، وهذه الفئة من النازحين فقط ( ٧٢٢)، يحصلون على المأكل والمشرب وخدمات أخرى، تؤمن من مؤسسات وجمعيات دولية ومحلية، عبر إتحاد بلديات صور. .
وأكد عدد من العاملين في ملف النزوح، ان عائلات كثيرة، كانت إستأجرت منازل، في بيروت والجبل، مع بداية الحرب، لكنها بدأت بالعودة الى الاماكن الآمنة في الجنوب، بعدما طالت الفترة، وتراكمت أجور المنازل .

تشير وحدة إدارة الكوارث في إتحاد بلديات صور ان عدد النازحين الى القضاء تجاوز ال٢٢ الفا


ولفت م حجازي، من عيترون، الذي نزح مع أقاربه، إلى إحدى قرى صور، أنه تم إستقباله مع أقاربه في منزل احد الاقارب في البلدة، فأمن له منزلا مفروشا”. وقال ل”جنوبية”، “مضى على نزوحنا اكثر من شهرين ونصف، بدون عمل او اي مردود مادي، وكل ما قدم لنا خلال هذه الفترة حصتان غذائيتان، نتدبر أمورنا بالقلة، وبمعاونة أقاربنا”.
لم يختلف حال فاطمة، التي نزحت مع عائلتها، من عيتا الشعب، الى العباسية، وقالت ل”جنوبية”، “قدم لنا أحد أبناء البلدة منزلا من دون اي كلفة، وهذا ما حصل مع أقاربنا في بلدة طيردبا، لكن المشكلة تكمن في تأمين الاحتياجات الكبيرة ومنها الادوية المزمنة وتكاليف المعيشة”.

وكان وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، كشف، أن عدد النازحين عن القرى الحدودية في الجنوب وصل إلى 78 ألفاً، 97% منهم استأجروا منازل أو يقيمون عند أقاربهم، وذلك بعد أقل من أسبوع من إعلان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد النازحين يبلغ أقل بقليل من 73 ألفاً. وعشية بدء الشهر الرابع من النزوح، تواصل الجهات المانحة حجب التمويل اللازم لإغاثة النازحين، فيما لا يزال تدخّل الدولة محدوداً مقارنة بحجم الحاجات الآخذة في الارتفاع.

وكشف انه “ظل هزال الأداء الحكومي، ينحصر النشاط غير الحكومي بـ15 منظمة دولية وجمعية محلية، تركّز نشاطها على القاطنين في مراكز الإيواء (لا يتجاوزون 3% من مجمل النازحين).

خلف

وبدوره اكد النائب ملحم خلف، بعد جولة على عدد من قرى الجنوب من حاصبيا ، أن “هناك 44 قرية حدودية تعيش الحرب بكل ما للكلمة من معنى، ضحايا وشهداء، اقفال محلات، تعطيل للحياة اليومية، قلق، خوف، تدمير. جميع اهالي هذه القرى يدفعون فاتورة كاملة عنا، فيما نحن ندفن رؤوسنا في جلسات تحضيرية، لا تقارب، لا أولويات ولا قلق الناس، تساير الحكومة العاجزة ولا تسائلها”.

السابق
شريكة متميزة.. هوكشتاين يودّع شيا
التالي
2023 قضائيا: ملفات «مكربجة» وإستحقاق داهم.. و«طوفان الاقصى» لم يُشغل «حزب الله» عن «قضاياه»!