هكذا يتخلص «الحزب» من معارضيه.. أي «أمن» قتل «ولاء عيتيت»؟!

حزب الله والبحر

قُتل حسن محسن المعروف بالحاج ولاء عيتيت في عملية “أمنية”، كما تبدو بالشكل، فجر السبت، “إنتقاما” لصورة ولي الفقيه المحروقة، بسلاح “أمن الدولة”، وبإشارة مباشرة من القضاء، لكنها بشكل غير مباشر من “حزب الله”، الذي ادعى ودبر ودفع لوقفه عن الحياة لا توقيفه على قيد الحياة، ليطرح السؤال نفسه بقوة.. “أي أمن قتل” ولاء!

“جريمة” ولاء أنه شيعي ثار على “أنصاف الآلهة” وأسقط صورهم في ساحة عيتيت

لم يكن مشهد تشيبع ولاء “اليتيم” إلا صورة عن حجم الترهيب والقمع الذي يمارسه “حزب الله” على معارضيه، “جريمة” ولاء أنه شيعي ثار على “أنصاف الآلهة” وأسقط صورهم في ساحة عيتيت الجنوبية، جريمته أنه طالب بحقوقه كجريح سابق في “حزب الله” بصوت مرتفع، فعولج بعبوة لاسكات صوته الجنوبي، في معرض عملية توقيفه “المريبة” بعد أن بات يعرّي الجسم الذي خرج منه الحاج ولاء، ويبوح بما يملك من مخزون معلومات وفضائح.

فبعد ان أخفقت دورية لقوى الأمن الداخلي من اعتقال ولاء” حيا أو ميتاُ”، إثر محاولة مداهمة منزله والاشتباك معه قبل يومين من تصفيته، كشفت معلومات مصادر معنية ل “جنوبية” انه ” ُطلب من جهاز أمن الدولة المحسوب على الحزب تنفيذ العملية، الذي تبناها ببيان ملتبس ومثير للشكوك”.

وفي التفاصيل، بحسب المصادر، أن “مجموعة من أمن الدولة، ويشتبه ان يكون برفقتها عناصر حزبية أمنية، تسللت الى دارة الحاج ولاء عند الرابعة من فجر السبت وزرعت العبوة في باب منزله في عيتيت، وطرقت الباب وما ان استيقظ لفتحه حتى انفجرت به وتناثر جسده على الارض والجدران، ثم قامت “القوّة القاتلة” بالعبث في المكان بهدف قلب الحقائق وطمسها”.

مصادر أمنية شرحت ل”جنوبية” كيف تتم عمليات مداهمة اجهزة الدولة في المناطق الشيعية، ولفتت الى انه “يُمنع على أجهزة الدولة الدخول الى أي منطقة شيعية، من دون علم مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا شخصيا، وإذن مسبق من اللجنة الأمنية، وفي حال الموافقة بالدخول، يتم مرافقة الدورية عناصر من “حزب الله” على أن يأتمر ضباطها وعناصرها بأوامر وتعاليم مسؤول الحزب”.

وكشفت انه في “أحيان كثيرة، تطلب اللجنة من اجهزة الدولة، الدخول الى منطقة في الضاحية او البقاع او الجنوب، لاعتقال من ينتفض عليهم داخل البيئة الشيعية، او يرفع الغطاء الحزبي عنه، كما جرى مع ولاء عيتيت، وتأمين صفا التغطية القضائية لهم لتنفيذ المهمة، على أن يلتزم عناصر ورتباء وضباط دورية الدولة، بأوامر عناصر الحزب وفي حال تمرد احد العسكريين يطلب من قيادته تشكيله وابعاده كعقوبة له، وأحيانا اعتقاله أو تهديده بالقتل”.

وهذا الأمر أكده أحد الضباط المتقاعدين في قوى الامن الداخلي فضل عدم الكشف عن اسمه، ل”جنوبية”، حيث “تعرضت دوريته في الضاحية الجنوبية عدة مرات للمحاصرة والاستيلاء على سلاح أحد الرتباء بالقوة ،والاعتداء عليه بالضرب وتهديده بالقتل وأذى عائلته، فقط لانه رفض المثول لأوامر أحد عناصر الحزب وعارض تعليماته”، كاشفا انه “عندما أبلغ قيادته بالامر نصح بطي الملف وعدم رفع دعوى قضائية بوجه “حزب الله”، والا لا أحد يضمن ماذا سيحل به”.

كشفت معلومات مصادر معنية ل “جنوبية” انه ” ُطلب من جهاز أمن الدولة المحسوب على الحزب تنفيذ العملية الذي تبناها ببيان ملتبس ومثير للشكوك

مصادر شيعية بارزة، عرضت لمسلسل ضرب “حزب الله” لمعرضيه، في السنوات الاخيرة، بسيف أجهزة الدولة الامنية والقضائية الواقعة تحت سطوته والتي تقدم أوراق إعتمادها لصفا ليبقى بعيدا عن الشبهات وعن نقمة الشارع عليه، وفي سجله عدد كبير من الاغتيالات التي بقيت طي المجهول او أقفلت ملفاتها”.

واستذكرت المصادر ابرزها، “مقتل الناشط هاشم السلمان عام ٢٠١٥ امام السفارة الايرانية برصاص عناصر حزب الله، اضافة الى اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم في الجنوب عام ٢٠٢١ والياس الحصروني في عين ابل ٢٠٢٣ وقضايا اخرى بقيت طي الكتمان، ودفنت دون تحديد المسؤول عنها”.
وتابعت”: يضاف اليها عمليات التهديد والتحريض التي مارسها “حزب الله” على عدد كبير من الناشطين الشيعة، الذين رفعوا الصوت بوجه سياسة حزب الله وتعرض بعضهم للاعتداء الجسدي والمعنوي، حتى ان الدعاوى التي رفعوها على مسؤولين في الحزب، أهملت ورميت في أدراج القضاة، الذين يتعرضوا لضغوط من صفا و مسؤولي اللجان الأمنية في المناطق اللبنانية”.

وكشفت ان “حزب الله” يسلك مراحل عدة قبل “التخلص من الناشطين، وتخليص نفسه من أصابع الاتهام وللهروب من النقمة الشعبية عليه، فهو قبل اغتيال ولاء عيتيت إتبع الخطوات التالية:

أولا، بعد سجنه وتعذيبه وإطلاق النار عليه اتبع “حزب الله” بحقه سياسة التجويع وقطع رزقه، فحرمه من حقوقه المادية كجريح بهدف تطويعه، الا ان المحاولة فشلت وجاءت عكسية.

ثانياً، عزله داخل بيئته من خلال محاولة تشويه صورته وسمعته وتخوينه، وشن حملات ممنهجة من قبل الجيش الالكتروني التابع للحزب لتحويله امام الرأي العام الشيعي، من مواطن يطالب بحقوقه الى سارق وعميل أو مشبوه، وبالتالي اسقاط وطنيته وشيطنته أمام بيئته الشيعية”.

ثالثاً، الطلب من أحد محامي الحزب تقديم دعوى قضائية عليه، بتهمة اثارة النعرات والتهجم على الرموز وخدمة العدو، وتسطير مذكرة بحث وتحر بحقه ، وبالتالي تحويله الى مطلوب للعدالة ملاحق من الاجهزة الامنية”. رابعاً، الطلب من مخاتير وبلدية عيتيت تصدير بيان دعم للحزب، واتهام ابن بلدتهم حسن محسن بالعمالة لاسرائيل، كما تم تهديد عائلته والضغط على اقربائه للتبرؤ منه.

هكذا يجرّد حزب الله معارضيه من كل حصانة انسانية ومواطنية وقانونية تمهيدا لاغتيالهم معنويا وجسديا

واكدت ان “هكذا يجرّد حزب الله معارضيه من كل حصانة انسانية ومواطنية وقانونية، تمهيدا لاغتيالهم معنويا وجسديا، وكان بإمكان القوى الامنية القاء القبض عليه، رغم انه كان في كل اطلالة يقول انه مستعد لتسليم نفسه، انما في منطقة ليست تحت سلطة الحزب، لكن احدا لم يسمعه او يعير اهتاما لجراحه”.

فيديو حقيقة مقتل ولاء عيتيت ومعلومات خاصة عن مسرح الجريمة

السابق
بالفيديو.. مياه الامطار تغرق مطار بيروت!
التالي
قصف اسرائيلي للجنوب وعمليات لحزب الله