حزب الله في ذروة جهوزيته لأيّ احتمال على الحدود!

مناصرين وجمهور حزب الله

قالت مصادر مطلعة على أجواء «حزب الله» لـ«الجمهورية»: «انّ استنزاف العدو الاسرائيلي سيستمر بوتيرة تصاعدية، والعمليات ستتواصل طالما انّ عدوانه مستمر على قطاع غزة، وهو ما أكّد عليه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله».

ولفتت المصادر الى «انّ «حزب الله» في ذروة جهوزيته لأيّ احتمال على الحدود، وقد صَعّد من وتيرة عملياته في الآونة الاخيرة، لأنّ أي تَراخ امام هذا العدو سيجعله يتمادى في عدوانه اكثر، فالعدو تجاوز قواعد الاشتباك وحاول ان يفرض قواعد جديدة بتماديه في اعتداءاته الى عمق الاراضي اللبنانية لمسافة اربعين كيلومترا عن الحدود، حيث وصلَ الى الزهراني واقليم التفاح والبقاع الغربي، ولذلك كان لا بد للمقاومة من أن ترسل رسالة واضحة للعدو، لتكرّس من خلالها معادلة: مدني – مدني، بيت – بيت، عسكر – عسكر، وعمق – عمق». وكما هو واضح فإنّ العدو، وبعد العمليات المكثفة التي نفذتها المقاومة كمّاً ونوعاً وشمولية مطلع الاسبوع الجاري، فهمَ الرسالة، وهو الامر الذي دفع الجيش الاسرائيلي الى طلبه للمستوطنين في مستوطنات الجليل العودة الى ممارسة حياتهم الطبيعية».

وبحسب المصادر عينها فإنّ «حزب الله» يبقي الاحتمال قائماً بأن تبادر اسرائيل الى عدوان على لبنان. وإنّ تطوّر الامور، كما قال السيد نصرالله، رهن بتطورات الميدان العسكري، كما يُبقي على جهوزيّته في اقصى مداها لمواجهة اي احتمال». واستخلصت المصادر من اجواء الحزب ما مفاده انه «يتوعّد اسرائيل بمواجهة شرسة لأي عدوان تقوم به، ولن يترك لها ان تسبيح لبنان، ويخبىء للاسرائيلي ما يعلمه لديه، وما لا يعلمه».

على انّ اللافت في هذا السياق هو انّ القنوات الاميركية بقيت مفتوحة مع لبنان، في ما بَدا انه جهد متواصل تبذله الولايات المتحدة الاميركية لاحتواء الموقف وعدم انزلاقه الى مواجهات اكبر، وعلى ما قال مسؤول كبير لـ«الجمهورية» ان واشنطن لا تريد تصاعد حدة المواجهات لكي لا ينتج عنها واقع اكثر خطورة، وما زالت تشدد على منع «حزب الله» من جَرّ لبنان الى حرب». وفسّر المسؤول عينه كثافة الحضور الاميركي على خط التهدئة، فإنه تعبير عن خشية كبرى لدى الولايات المتحدة من أنّ تطوّر الامور في الجنوب اللبناني قد يؤدي الى أن تتدحرج في المنطقة الى حرب واسعة النطاق لا يُعرف مداها، وما قد ينتج عنها، والتدحرج الى الحرب يشكل تهديداً لمصالح اميركا في المنطقة».

وضمن هذا السياق، يأتي تحرك المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا في اتجاه المسؤولين، وكذلك تتحرّك قوات اليونيفيل في الجنوب مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي لدرء مخاطر الانزلاق الى حرب، وفق ما أكده قائدها العام الجنرال ارولدو لاثارو، الذي قال انّ الوضع على الحدود يُنذر بمخاطر، بالتوازي مع حراك فرنسي في هذا الاتجاه. وعلمت «الجمهوريّة» ان وفدا فرنسيا يزور بيروت حاليا، نقل اجواء تفيد بأنّ باريس، ومنذ بداية الحرب الاسرائيلية على غزة، تحرّكت على خطين: الأول مع لبنان، وأرسلت رسائل مباشرة بوجوب حماية لبنان وتجنّب مفاقمة التصعيد العسكري في الجنوب. والثاني مع اسرائيل، بتوجيه تحذيرات مباشرة من حرب اسرائيلية تجاه لبنان وعدم انفاذ التهديدات التي اطلقتها اسرائيل باستهداف مدنه، لا سيما بيروت».

وبرز في هذا السياق، تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحسب وكالة «نوفوستي»، بأنّ طهران وبيروت لا تريدان التورّط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولن تشاركا فيه إذا لم تكن هناك استفزازات». وقال لافروف: «لا أعتقد أنّ إيران أو لبنان يرغبان في التورّط في هذه الأزمة، ولا أرى أيّ رغبة من جانب أيّ من الدولتين لشن حرب واسعة النطاق في المنطقة. المشكلة في التعامل مع ضبط النفس هذا بوصفه ضوء أخضر للقيام بكل ما تريده في غزة. هذا خطأ كبير»

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 16 تشرين الثاني 2023
التالي
غارات وقصف مدفعي صباحي على بلدات جنوبية