الجنوب «المتأرجح» بين خفض نبرة نصرالله وتصعيد «ميدان الحرب»!

السيد حسن نصرالله

منذ بدء عملية “طوفان الاقصى”، كان “حزب الله” هو البادئ في عمليات الإسناد لغزة والاشغال لاسرائيل، وشن أولى عملياته على مواقع اسرائيلية في شبعا وكفرشوبا داخل الاراضي اللبنانية المحتلة، ثم رسم تدريجيا قواعد اشتباك جديدة، غير تلك التي كانت قائمة منذ حرب تموز.

وفي هذا السياق، لفتت مصادر سياسية مواكبة ل”جنوبية”، الى إن “حزب الله” حتى إنتهاء الشهر الاول للحرب على غزة، كان هو الممسك بزمام المبادرة ويفرض وتيرة المعركة على الارض والمساحة الجغرافية لها حتى نوع السلاح المستخدم فيها حيث ربط الأمين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصر الله، مستوى العمليات الحربية بسير الحرب على غزة”.

لفتت مصادر سياسية مواكبة ل”جنوبية” الى إن “حزب الله” حتى إنتهاء الشهر الاول للحرب على غزة كان هو الممسك بزمام المبادرة ويفرض وتيرة المعركة على الارض

وأوضحت انه “رغم عدم ارتقاء المعادلة على الحدود اللبنانية، الى حجم الابادة التي يمارسها الاحتلال على الشعب الغزاوي، إلا أن الحزب حافظ على وتيرة عملياته على عكس التوقعات، او الترويج الممانع عن استعداد الحزب لدخول المعركة بكل قواه، إذا اجتاحت اسرائيل غزة وهذا لم يحصل”.

وأشارت الى انه “مع دخول الحرب شهرها الثاني، وتوغل اسرائيل داخل القطاع، أصبح رد العدو الإسرائيلي أكثر شراسة، ثم تحول من الدفاع الى الهجوم خارقا قواعد الاشتباك الجديدة، ولم يوفر في قصفه سيارات الاسعاف والمدنيين، ووصلت قذائفه لاول مرة الى الزهراني على عمق ٤٠ كلم من الحدود، كما قصف مركزا للحزب في سوريا ادى الى مقتل ٨ عناصر بينهم قائد عسكري كبير، وترافق هذا مع رفع النبرة التهديدية لوزراء الحرب بتحويل بيروت الى غزة”.

الحزب حافظ على وتيرة عملياته على عكس التوقعات او الترويج الممانع عن استعداد الحزب لدخول المعركة بكل قواه


واعتبرت انه “رغم الاشارة الاسرئيلية بأن القصف جاء ردا على تجاوز الحزب الخطوط الحمراء، فانه على ما يبدو اسرائيل، اصبحت ربما اكثر قدرة على فتح جبهة ثانية، بعد شبه سيطرتها على شمال غزة”.

وتوقعت “ألا تكتفي اسرائيل بضريات تاديبية للحزب، بل التخوف من تصعيد عنيف من الجانب الاسرائيلي يطال كل لبنان، اذا بقيت حسابات الحزب كما كانت في السابق، لان المرحلة قد تغيرت، ولبنان لا يحتمل حربا مدمرة، بمشاركة اميركية وسلاح جديد فتاك هذه المرة”.

وصفت “خطاب نصر الله الثاني ب “أكثر انضباطا ومنخفض النبرة”، ربما لعلمه المسبق بأن اسرائيل استوعبت الطوفان، وقد تتفرّغ للبنان إذا استمر الحزب بمناوشاته وهجماته، خصوصا انها انهت تفريغ معظم المستوطنين، الامر الذي يجعلها اكثر قدرة على التفوق في أي حرب محتملة”.

الرسائل التحذيرية التي وصلت للحزب جدية ويجب عدم تجاهلها رغم رسالة الطمأنة التي مررها الرئيس الايراني

وخلصت الى ان “الرسائل التحذيرية التي وصلت للحزب جدية، ويجب عدم تجاهلها رغم رسالة الطمأنة التي مررها الرئيس الايراني خلال القمة العربية الاسلامية، بأن إجراءات “حزب الله” مبنية على الحكمة والعقلانية والردع، في إشارة الى أنه لن يدع “حزب الله” يتدحرج نحو حرب واسعة”.

السابق
غزة العالقة في «عنق الكارثة».. أين المفر؟!
التالي
المدينة الأسطورة التي صمدت في وجه الغزاة.. غزة ملهمة الشعراء ومنارتهم في أنفاق التخيل