مي المصري بـ«أحلام المنفى» تواجه الاحتلال والعدوان!

نكبة فلسطين المتواصلة منذ أكثر من سبعين سنة، تدخل اليوم في أخطر مراحلها وأعنفها ،فحرب غزة وتدميرها فوق رؤوس أهلها من قبل الاحتلال الاسرائيلي، يرفع منسوب العدوان الى درجة الجريمة الكبرى بحق شعب ووطن ..

غير أن المرآة الثقافية لمشهد الموت والابادة ، تعكس صورة الأمل بغد حر متحرر من نير الاحتلال.

في سياق ثقافي سينمائي داعم ومتصل، نظم وعرض نادي لكلّ الناس، بالتعاون مع جمعية السبيل الثقافية، فيلم (أحلام المنفى) للمخرجة مي المصري. وتلا العرض حوار مع المخرجة، في المكتبة العامة لبلدية بيروت -مونو (أحلام المنفى).


56 دقيقة

يحكي الفيلم قصة فتاتين فلسطينيتين من مخيم شاتيلا في لبنان ومخيم الدهيشة في فلسطين. من خلال تجربة هاتين اللاجئتين ندخل الى واقع جيلهما الفلسطيني المنسي والمهمّش. يتزامن تصوير الفيلم مع تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الصهيوني وبداية انتفاضة الأقصى. نعيش مع منى ومنار قسوة الغربة وزخم اللقاء، من جانبي الأسلاك الشائكة، الذي يحطّم العزلة ويحاكي المستقبل.

(مع المخرجة)

بعد عرض فيلمها (أحلام المنفى) تحدثت وناقشت المخرجة الفلسطينية مي مصري جمهورها،وقالت: “الفيلم يمس الناس على المستوى الإنساني. وأنا أريد أن يرى الناس الفلسطينيين كما هم، وليس كما يتم تصويرهم في الأخبار. أريد أن يرى الناس الأطفال الفلسطينيين كأطفال عاديين، يرغبون في الضحك، ويرغبون في الحياة”.

ومن الطبيعي والمؤثر جدا أن الفيلم قد مس بعمق مشاعر مشاهديه. فمع انتهائه ظل الجمهور يصفق له طويلاً.. وعبّر أحدهم بقوله: “إنه فيلم مؤثر حقا، وقوي جدا، وهذا يعود في جانب منه إلى أنه يخاطب المشاهدين العرب والمشاهدين الغربيين على السواء”.

ويأخذ (أحلام المنفى) المشاهدين إلى حياة الأطفال الفلسطينيين اللاجئين في مخيمين، هما مخيم شاتيلا في لبنان ومخيم الدهيشة في بيت لحم في الضفة الغربية. ويروي حكاية الأطفال من خلال عيون فتاتين، منى ابنة الثالثة عشرة في مخيم شاتيلا ومنار ابنة الرابعة عشرة في مخيم الدهيشة.

ويسجل الفيلم المشاهد شديدة العاطفية عند الحدود اللبنانية – “الإسرائيلية” في الأيام التي تلت الانسحاب الإسرائيلي في مايو 2000. فقد تدفق الفلسطينيون من مخيمات اللاجئين في لبنان باتجاه الجنوب ليشاهدوا فلسطين عبر أسلاك الحدود الشائكة، الكثيرون منهم للمرة الأولى، وليحاولوا الالتقاء بأقاربهم، الذين تدفقوا إلى الحدود من الجهة المقابلة.

وتعكس المشاهد مزيجاً من الدموع والفرح فيما الفلسطينيون الذين لم يشاهدوا بعضهم بعضا لأكثر من خمسين عاماً، يتبادلون الأخبار، ويخبرون بعضهم البعض عن الظروف التي يعيشون في ظلها، ويتبادلون الطعام والصور الفوتوغرافية والهدايا عبر الأسلاك.
وكانت مي مصري قد عرضت هذا الفيلم لأول مرة في لبنان.

مي المصري ، مخرجة سينمائية فلسطينية، تخصصت في الاخراج من جامعة سان فرانسيسكو عام 1981، وأخرجت العديد من الأفلام التي نالت الجوائز العالمية، وعرضت في أكثر من 100 محطة تلفزيونية عالمية، ومن بين أفلامها “أطفال شاتيلا” 1998، “حنان عشراوي” 1996، “أطفال جبل النار” 1990، “أحلام معلقة” 1992 “بيروت جيل الحرب” 1988، “زهرة القندول” 1986، “تحت الأنقاض” 1983، و”أحلام المنفى” الذي تزامن تصويره مع تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي وبداية الانتفاضة.

السابق
قصفٌ إسرائيلي وقنابل مضيئة.. اليكم المشهد على الحدود‬⁩
التالي
كلام عن «حزب الله».. هذا ما قاله مسؤول في «حماس»