«إشتباك لفظي» بين ابناء الضحيتين وموقوفين.. «جريمة بتدعي» الى دفعة جديدة من الشهود

بـ”غضب عارم”، أدلى اربعة اشقاء من ابناء الضحيتين صبحي وزوجته نديمة الفخري، اللذين قتلا في منزلهما في بتدعي صبيحة الرابع عشر من شهر تشرين الثاني عام 2014 ، عندما “داهمت” منزلهما مجموعة مسلحة بهدف الاستيلاء على سيارات اهل المنزل، للفرار بها هربا من مطاردة الجيش اللبناني الذي كان ينفذ يوما امنيا في البقاع.

وفي الجلسة الاولى التي يواجه فيها اولاد الضحيتين مع الموقوفين ومعظمهم من آل جعفر، شهدت سجالات محدودة بين الطرفين و”إشتباك لفظي”، سرعان ما تدخل رئيس المجلس العدلي القاضي سهيل عبود لعدم تطور الوضع الذي كان متوترا، لدرجة ان ثلاثة من ابناء الضحيتين رفضوا النظر الى وجوه المتهمين، للتعرف عما اذا كانوا من ضمن “المجموعة المسلحة ” التي داهمت منزلهم، واشاحوا بوجوههم عن قفص الاتهام مكان مثول الموقوفين، لدرجة ان احدهما باتريك، قال علنا متوجها الى رئيس المجلس:”لو كرامتك ما جيت”.

وبدا الشقيقان رواد ورودريك اكثر”تماسكا” من شقيقيهما روميو وباتريك، خلال الادلاء بافاداتهم امام المجلس ، والثلاثة الأُُوَل كانوا شهودا على الجريمة المزدوجة واصيبوا بنتيجة اطلاق النار عليهم اصابات متفاوتة، كانت ابلغها لرودريك في يده اليسرى والذي يعاني من تشوه دائم بها، ولرواد الذي تعرض للضرب من ب 7 على صدره من قبل المسلحين” ولا زلت الى اليوم اعاني من اوجاع واعصاب ومرض نفسي”.

وكان ملفتا، انتشار عناصر من قوة مكافحة الشغب في قاعة المجلس العدلي، بعد تهديدات تلقاها باتريك الابن البكر للضحيتين في الجلسة السابقة من الموقوفين، وفق ما صرح امام المجلس، الذي رفع الجلسة الى الثامن شهر كانون الاول المقبل لسماع افادات ثمانية شهود، ومن بينهم باسكال الفخري احد ابناء الضحيتين الذي اعتذر عن حضور الجلسة لعارض صحي.

العصابة التي اقتحمت منزلهم كان جميع افرادها مسلحون

إفادات الاشقاء الاربعة المدعين التي إستفزت الى حد بعيد معظم الموقوفين، تقاطعت على التأكيد بان “العصابة التي اقتحمت منزلهم كان جميع افرادها مسلحون، وان احدهم كان يحمل ب 7 ، فضلا عن ان اي منهم لم يكن في سيارة الجيب التي حضروا بها الى المنزل “، وهذه الواقعة تتناقض مع اقوال الموقوفين وخصوصا علي ياسين جعفر الذي اكد بان المتهم الفار قزحيا جعفر هو الوحيد الذي دخل الى منزل الضحيتين وبقي والآخرون في السيارة.

وبرزت واقعة اخرى اكد عليها المدعون وهي ان اي منهم لم يكن بحوزته اي سلاح حربي وبالتالي لم يطلق النار، وهو ما زعمه جعفر المذكور الذي تحدث اثناء استجوابه في جلسة سابقة عن تعرضهم لاطلاق نار من داخل المنزل، منزل الضحيتين اللذين اصيبا على عتبة منزلهما ، وقبل ان يلفظ الوالد صبحي انفاسه كان ابلغ باتريك في المستشفى ان”قزحيا وعلي ياسين جعفر اطلقا النار عليه ووالدته”.

وعندما اجمع الشهود على ان اي منهم لا يعرف الموقوفين او اي من المتهمين الفارين التسعة ، إنتفض علي ياسين جعفر في قفص الاتهام متوجها الى الشاهد باتريك بالقول:”عم بتكذب بدي ادعي عليه”، ليرد الشاهد: “إلكم عين تحكو”، ليعود الاخير ويوضح ان سيارة قزحيا جعفر معروفة في المنطقة “وكل شخص يريد مياه يجب ان يطلب ذلك من قزحيا”، مضيفا:”انا لم ار هذا الشخص قزحيا في منزلنا ابدا”، وذلك ردا على ما ذكره سابقا المتهم علي ياسين جعفر من ان شقيقه قزحيا كان على معرفة بصبحي الفخري وتوجد زيارات بينهما.
وبسماعه ، افاد باتريك الفخري انه لم يكن في المنزل يوم الحادث انما بعد حصوله قصد مستشفى دار الامل وكان الوضع متشنجا وانه حاول تهدئة الامور كونه كبير العائلة، وقال:” بدنا الدولة تاخود حقنا فنحن تدمرنا وعائلاتنا”.

وتابع بصوت متهدّج:”انا مش جايي اسمع هالجماعة وما قادر احمل بقا”، موضحا ان طوافة للجيش اللبناني كانت على علو منخفض من المنزل اثناء حصول الحادثة ومن المفترض انها صورت ما كان يجري” فمن لم يصب من اشقائي بالرصاص اصيب بأعقاب البنادق”.

اما رواد الفخري الذي اصيب بكسرين من ضلوعه نتيجة تعرضه للضرب من ب 7 ، افاد انه استيقظ على صوت والدته وطلقات نارية”ويا ريتني ما وعيت”، مضيفا انه شاهد والدته على عتبة المنزل مصابة على الارض ومسلحون بكامل عتادهم “فالمجرمون كان بمواجهتي وهم حوالي 8 اشخاص واطلقوا النار يمنة ويسرة”، اضاف ان الحادثة لم تستغرق اكثر من دقائق قليلة “وكنت مصدوما وفي حالة اضطراب شديد.

وعندما طلب منه رئيس المجلس النظر الى قفص الاتهام حيث يمثل ستة موقوفين بهدف التعرف على اي منهم ، رد رواد:”اسمحلي ما إطلّع، مرت تسع سنوات وكأن الحاثة تعاد اليوم امامي”.

جميع المسلحين كانوا داخل المنزل ولم يكن احد منهم في سيارة الجيب التي حضروا بها

واكد رواد ان جميع المسلحين كانوا داخل المنزل ولم يكن احد منهم في سيارة الجيب التي حضروا بها ، ولم يسمع اي منهم يهدىّء الوضع انما”والدي طلب منهم ذلك”، مشيرا الى ان الذي منع المسلحين من اطلاق النار عليه هو بسبب وجوده بينهم فتلقى ضربات على صدره من ب 7. وبسؤاله افاد ان المسلحين غادروا بعدما لم يستحصلوا على مفاتيح السيارات”شو كان بعد بدهم، قتلونا”، موضحا بان اي من المسلحين لم يبحث عن مفاتيح السيارات قبل مغادرتهم.

وهل ان والده ذكر اسما امامه من المسلحين، اجاب رواد ان والده لم يذكر اسما معينا “وما بيشرّفنا نعرفهم”، مشيرا الى ان هناك شلال مياه يمر بقرى المسلحين “وهم مسيطرين عليه”.

وردا على سؤال قال رواد انه لا يستطيع ان يحلل سبب اطلاق النار عليهم “يمكن خوفا من الجيش ونحن لم يكن بحوزتنا اي سلاح”، ليؤكد ردا على سؤال ممثلة النيابة العامة القاضية ميرنا كلاس ان اي من المسلحين لم يصب باطلاق نار.

اعتقدت للوهلة الاولى ان المسلحين دواعش من ذقونهم ولحملهم ب 7

وافادر رودريك الفخري انه اصيب بيده اليسرى اصابة بليغة وقد عولج في اميركا ، وان هذه الاصابة الزمته المنزل كونه اصيب بإعاقة دائمة حيث كان يعمل في اميركا” وقد بعنا املاكنا لتعالج”. ويوم الحادثة استيقظ على صوت قوي كصوت قنبلة وصراخ والدته التي كانت على الارض والدماء تنفر من صدرها، وتابع يقول:”اعتقدت للوهلة الاولى ان المسلحين دواعش من ذقونهم ولحملهم ب 7 “، ثم شاهد والدته مصابا ايضا في بطنه وكان شقيقه رواد يحاول مساعدته، واضاف ان جميع المسلحين وعددهم 7 او 8 كانوا يطلقون النار مؤكدا بانه” لم يحصل اطلاق نار من قبلنا”، وقال بانه حاول ابعاد المسلحين عن والده فاطلقوا عليه النار واصابوه في يده وانه حاول طلب النجدة من الطوافة التي كانت تحوم على مقربة من منزلهم وذلك قبل ان يفقد وعيه.

وبنظرة خاطفة ، التفت الشاهد صوب قفص الاتهام، رغم ان شقيقه باتريك طلب منه عدم النظر”ما تطلّع فيهم يا زلمي”،ليقول بعد ذلك الشاهد انه لم يعد يذكر وجوه المسلحين بعد مرور تسع سنوات انما “يلي قوصني شب حلاوة وجّو مدوّر ولابس تياب نضاف”.

قال:”ابدا بتاتا لم يحصل اطلاق نار من قبلنا”، متحدثا عن وجود اكثر من طائرة فوق المنزل اثناء الحادثة

واخيرا استمع المجلس الى افادرة الشاهد روميو الفخري الذي افاد بدوره انه استيقظ على صوت رصاص قوي، ليشاهد والداه مضرجين بدمائهما، وعندما حاول اسعاف والده لان وضعه كان اصعب من وضع والدته اصيب برصاصة في يده مؤكدا ان الوضع كان فوضويا والحادثة لم تتعد الدقائق القليلة ، وقال:”ابدا بتاتا لم يحصل اطلاق نار من قبلنا”، متحدثا عن وجود اكثر من طائرة فوق المنزل اثناء الحادثة ، وان المسلحين غادروا بعدما لم يتمكنوا من الاستيلاء على السيارات . كما اكد من جهته ان اي من المسلحين لم يكن موجودا في سيارة الجيب التي حضروا في الى منزلهم وكانوا جميعه مسلحين”عصابة مسلحة”.

وفيما تحاشى الشاهد النظر الى الموقوفين اكد ان”هؤلاء هم من اطلقوا النار”، ليعود ويوضح ان ما يقصده هي المجموعة التي كانت في منزلهم اطلقت النار، موضحا ان هناك كاميرات شكلية في المنزل ولا تحفظ الصور، فيما افاد اشقاءه الثلاثة انه لا توجد كاميرات.

السابق
«لنحمي لبنان بتحييده عن الحرب».. وقفة امام المتحف غدا
التالي
موقع «ابو دجاج» بمرمى «حزب الله»