50 ألف نازح جنوبي «متروك» ليواجه خوفه و«قلة حيلته»..هل يغيثهم «حزب الله»؟!

نزوح من الجنوب
منذ أن بدأت حرب "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول الجاري، بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني بدأت مخاوف اللبنانيين من تطور النزاع إلى فتح الجبهة الجنوبية على مصراعيها، ضد إسرائيل كما كان يعد دائماً أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله.

تأتي مخاوف اندلاع حرب شاملة بين “حزب الله” وجيش الاحتلال الاسرائيلي، لما لمثل هكذا حرب من تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية ومعيشية, على مجمل سكان لبنان, يصعب تحملها في هذا الظرف الحرج والدقيق، الذي يمر على اللبنانيين، بسبب الضائقة المعيشية والأزمة المالية والانهيار النقدي، وتزداد هذه المخاوف عند أبناء الجنوب، الذين لم يرتاحوا ولم يلتقطوا الأنفاس من حروب إسرائيل المستمرة والمتتالية على الجنوب، في فترة 75 سنة مضت وحتى اليوم.

عودة عمليات المقاومة

هذا وقد وجد “حزب الله” الفرصة سانحة، بعد غزوة “طوفان الأقصى”، لمعاودة فتح باب العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني، الذي كان شبه مغلق منذ حرب تموز 2006، ويعاود “حزب الله” فتح هذا الباب، بحجة استعادة الأراضي اللبنانية المحتلة، والتي ما زالت تحتلها إسرائيل حتى الآن، خصوصاً تلك التي عند الحدود على نقاط الخط الأزرق، المتنازع عليها بين لبنان والدولة العبرية.

هذا وما زالت إسرائيل تحتل القرى اللبنانية السبع منذ سنة 1948، دون أن تحرك الدولة اللبنانية ساكناً في هذا الملف، بل ساهمت بعملية التنازل عن الخط 29 البحري للعدو، هذا الخط البحري المرسوم منذ زمن البريطانيين، ويعطي لبنان الحق في الاستفادة من الثروة النفطية والغازية في حقل كاريش، الذي بدأت إسرائيل باستثماره منذ أشهر، وقامت بتصدير مئات الآلآف من أطنان الغاز المسال الطبيعي من هذا الحقل حتى الآن، على مرأى ومسمع من قوى الممانعة، المتسببة بسيطرة إسرائيل على هذا الحقل بسبب سوء إدارتها لهذا الملف.

إقرأ ايضاً: نصرالله يجمع «أركان الحرب» الإيرانية في غزة..وتحذيرات دولية جديدة من «المغامرة الجنوبية»!

فلبنان له الحق ببسط سلطته على هذا الحقل، بموجب ترسيم عام 1967 الذي يحتفظ الجيش اللبناني بنسخة منه في خزانة الخرائط العسكرية، ولكن قوى الممانعة قفزت فوق كل هذه الحقائق لتعتبر التنازل عن هذا الحقل نصراً مبيناً ، كما أخذت تدافع عن هذا التنازل معتبرة إياه إنجازاً في السياسة ..

أزمة نازحين

واليوم وبعد فتح “حزب الله” الجبهة الجنوبية الحدودية بشكل جزئي دعماً ل”طوفان الأقصى”، وبعد القصف الصهيوني المدفعي والصاروخي على القرى الحدودية، رداً على العمليات العسكرية التي ينفذها “حزب الله”، تزايد عدد النازحين اللبنانيين عند الحدود ليصل إلى أكثر من 50 الف نازح حتى الساعة، بينهم 20 ألفا نزحوا الى مدينة صور.

تزايد عدد النازحين اللبنانيين عند الحدود ليصل إلى أكثر من 50 الف نازح حتى الساعة بينهم 20 ألفا نزحوا الى مدينة صور

ومن أصعب المشكلات التي يعاني منها النازحون، غلاء بدلات إجار البيوت، في المناطق التي لجأوا إليها، ينشدون الأمن فيها، كما يواجهون أزمات معيشية، كون الكثير منهم من العاطلين عن العمل، وبعضهم من العاملين بالزراعة ومن العمال بالأجر اليومي، مما يجعل قدرتهم على تحمل بدلات الإجارات المرتفعة أمراً بالغ الصعوبة، لذلك بدأ بعضهم، بحسب العديد من أهالي هذه المناطق، بمطالبة “حزب الله” يتوفير المأوى لهم، حتى اقترح البعض على مسؤولي الخدمات الاجتماعية في “حزب الله”، تأمين بيوت على الساحل السوري في اللاذقية وطرطوس لتحييد المدنيين اللبنانيين النازحين، كون علاقة “حزب الله” قوية بالقيادة السورية وتستطيع فرض تأمين مثل هذا الطلب منها، مع لفت النظر، الى أن الحاجة للاستعانة ببيوت في الساحل السوري قد تتزايد، مع احتمال اتساع رقعة العمليات العسكرية بين المقاومة وإسرائيل في جنوب لبنان.

اقترح البعض على “حزب الله” تأمين بيوت على الساحل السوري في اللاذقية وطرطوس لتحييد المدنيين اثناء الحرب

فهل يتمكن “حزب الله”، من إيواء نازحي قرى الشريط الحدودي في مناطق آمنة، في داخل لبنان وفي مناطق آمنة من سورية، فضلاً عن نازحي بقية المناطق فيما لو توسعت رقعة الحرب؟

وما معنى تصريحات مسؤولي الحزب، عندما يعلنون أنهم على أتم الجهوزية للمواجهة الشاملة مع إسرائيل، أليس إيواء الناس وارداً في حسابات هؤلاء المسؤولين، أم أنهم لا يحسبون للناس حساباً في مغامراتهم المسلحة؟

السابق
«إعلاميون من أجل الحرية» دانت استهداف اسرائيل لعائلة الدحدوح
التالي
ملتقى التأثير المدني: ترسيخ ثقافة اللادولة انتحار بطيء