«قمة القاهرة»: التهجير القسري جريمة حرب!

السيسي قمة القاهرة

رفض عدد من الرؤساء العرب والمسؤولين الاوروبيين والامميين في قمة “السلام” في القاهرة “التهجير القسري للفلسطينيين. ودعوا الى وقف الحرب وايصال المساعدات الانسانية للفلسطينيين.

وانطلقت قمة القاهرة للسلام، السبت، بكلمة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وذلك بحضور رؤساء عدة دول من مختلف أنحاء العالم، لبحث الصراع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وفي كلمته في افتتاح القمة، أدان السيسي “استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين”، معتبرا أن “تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث”.

كما جدد السيسي رفض بلاده لـ”التهجير القسري للفلسطينيين إلى صحراء سيناء”. 

وأضاف أن “مصر تعبر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها 2.5 مليون فلسطيني في غزة، يفرض عليهم عقاب جماعي وحصار وتجويع وضغوط عنيفة للتهجير القسري، في ممارسات نبذها العالم المتحضر”.

وتابع: “مصر دفعت ثمنا هائلا من أجل السلام في هذه المنطقة”، داعيا إلى توفير “الحماية الدولية للفلسطينيين”. وقال إن حلول هذه القضية تأتي “بحصول الفلسطينيين على حق تقرير المصير”.

“خارطة طريق”

وقال الرئيس المصري، إنه “دعا الزعماء للتوصل إلى اتفاق بشأن خارطة طريق لإنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وإحياء طريق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين”.

وأضاف أن أهداف خارطة الطريق تشمل: “إيصال المساعدات إلى غزة، والاتفاق على وقف إطلاق النار، يليه مفاوضات تؤدي إلى حل الدولتين”.

ويحضر القمة عدد من قادة البلدان العربية وبينها الأردن والإمارات والبحرين وقطر، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى عدد من رؤساء الحكومات الغربية مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا.

كذلك، يحضر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ورئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل.

وتأتي هذه القمة في ظل تقارير عن استعداد إسرائيل لتنفيذ توغل بري على غزة، ضمن حملتها العسكرية التي تشمل أيضا قصفا متواصلا على القطاع، ردا على هجوم حماس.

ملك الاردن

وشدد العاهل الأردني، عبد الله الثاني، على ضرورة “إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والدواء دون انقطاع لغزة”، مؤكدا على أن “حياة الفلسطينيين لا تقل أهمية عن حياة الإسرائيليين”.

إقرأ ايضاً: الجنوبيون ينزحون ويؤخذون بجريرة «حزب الله»..والسوريون تحت المجهر الأمني واللجان الشعبية!

وأردف: “قصف غزة مرفوض وانتهاك واضح للقانون الدولي.. يجب وقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات” بعد أن مر أسبوعين “على حصار غزة وسط صمت دولي”. وقال إنه يشعر “بالحزن جراء الهجمات التي استهدفت المدنيين”.

“لا استقرار دون حل الدولتين”

وطالب ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، بحل الدولتين على أساس حدود 1967، قائلا إنه “لا استقرار في الشرق الأوسط دون حل الدولتين”.

وقال العاهل البحريني إن بلاده “اتخذت خيارها الاستراتيجي للسلام لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار”، في إشارة لاتفاقية إبراهيم التي أقامت المملكة الخليجية الصغيرة بموجبها علاقات مع إسرائيل عام 2020.

ومع ذلك، أكد موقف البحرين “الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني”، بما في ذلك “الرفض القاطع لتهجير شعب غزة من أرضه وأرض أجداده”.

وتابع: “يجب توفير الحماية للمدنيين من انعكاسات الحرب وإطلاق جميع الأسرى والرهائن والمحتجزين..  لدينا إدراك راسخ أن حل الدولتين ضمانة حقيقية للتعايش بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.

واندلعت الحرب بين الجانبين بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس المصنفة على لائحة الإرهاب على إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة في السابع من أكتوبر.

وقُتل أكثر من 4300 شخص في القطاع جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي منذ بدء الحرب، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة.

في الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول لهجوم حماس، حسب السلطات الإسرائيلية.

عباس: لن نترك أرضنا

وحذر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مما وصفه “محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من غزة أو الضفة أو القدس”، مشددا على أن الفلسطينيين “لن يتركوا أرضهم”.

وقال: “شعبنا يواجه عدوانا وحشيا ينتهك القانون الدولي الإنساني ونطالب بوقفه على الفور”، مضيفا: “نرفض استهداف المدنيين من الجانبين وندعو لإطلاق سراح كافة الأسرى والمحتجزين”.

وجدد رئيس السلطة الفلسطينية التأكيد على رفضه الكامل “لقتل المدنيين من الجانبين”. 

وتابع: “الأمن والسلام يتحققان بحل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.. دوامة العنف تتجدد كل فترة بسبب غياب العدالة والحقوق المشروعة لشعبنا”.

ودعا عباس، مجلس الأمن إلى “تحمل مسؤولياته لحماية شعبنا والاعتراف بدولة فلسطين”.

“وقف فوري لإطلاق النار”

أما الأمين العام للأمم المتحدة، فدعا لوقف إطلاق النار على نحو فوري وإطلاق سراح المختطفين، قائلا إنه “حان الوقت للعمل لإنهاء الكابوس المروع.. ويجب إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني لأن مطالبه عادلة وشرعية”.

وبينما أكد على ضرورة حل الدولتين لإنهاء هذا الصراع ودعا إسرائيل للعمل على تحقيق ذلك، قال غوتيريش: “يجب الالتزام باتفاقيات جنيف وتجنب استهداف المدنيين والبيوت والمستشفيات”.

وتابع: “بالأمس ذهبت لمعبر رفح ووجدت كارثة إنسانية على ناحية، وعلى الناحية الأخرى شاحنات تحمل مساعدات”، موضحا أن “شعب غزة بحاجة إلى إرسال المزيد من المساعدات ونعمل مع كل الأطراف المعنية لحل هذه المشكلة”. 

رئيسة الوزراء الإيطالية

كذلك، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إنه يتعين على المجتمع الدولي منع تصاعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس ووضع خارطة طريق لحل الدولتين بهدف إنهاء الصراع الإسرائيلية الفلسطيني.

وأضافت في كلمتها أمام زعماء قمة القاهرة للسلام أن “مصلحتنا المشتركة تقتضي منع تصاعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.

رئيس جنوب أفريقيا

بدوره، دعا رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوسا، كافة الدول المعنية إلى الامتناع عن مد أي من جانبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بالأسلحة.

وقال رامابوسا إن “استخدام إسرائيل القوة وقصف قطاع غزة ينتهك القانون الدولي”.

وأضاف: “نتمسك بوجهة نظر ثابتة بأن الهجوم على مدنيين في إسرائيل والحصار المستمر على غزة وقرار تهجير سكان غزة قسرا، إلى جانب الاستخدام العشوائي للقوة من خلال القصف، هي انتهاكات للقانون الدولي”.

وفي كلمته أمام القمة ذاتها، قال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن عملية السلام المتعلقة بالصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ينبغي لها أن تستمر على أساس حل إقامة دولتين.

وتابع ميتسوتاكيس: “لا يمكن لأي تدخل عسكري أن يحل محل حل سياسي قابل للتطبيق”.

رئيس الوزراء العراقي

من جهته، تساءل رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في كلمته قائلا: “ألم يحن الوقت لوقف المعاناة عن الفلسطينيين؟”، مضيفا: “متى نقر أن الظلم لا يبني سلاما ولا استقرارا؟”.

وكرر وزير الخارجية السعودي موقف بلاده من الحرب قائلا إن المملكة تؤكد على رفضها لانتهاكات القانون الدولي من أي طرف.

وزير الخارجية السعودي

وطالب الأمير فيصل بن فرحان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار على غزة ووقف العمليات العسكرية وفتح ممرات آمنة لعبور المساعدات إلى القطاع الفلسطيني.

وأضاف أن “السعودية تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه وترفض محاولات إسرائيل لتهجير سكان غزة قسرا”.

السابق
إستهداف سفارة إسرائيل في قبرص..وتل ابيب تحذر رعاياها في مصر والأردن والمغرب!
التالي
عودة التوتر الى الجنوب: «حزب الله» يستهدف موقع العباد وبرج مراقبة..وقصف اسرائيلي يسبب حرائق!