«حزب الله» يَشرب «بَحر» حرب تموز ويَغُص في «ساقية» طوفان الأقصى!

مناورة حزب الله

منذ الاعلان عن عملية “طوفان الأقصى”، والانظار شاخصة نحو الحدود اللبنانية الفلسطينية، في ظل حديث عن توحيد الساحات”، وكثرت التساؤلات حول مدى إستعداد “حزب الله” واسرائيل، فتح الجبهة على مصراعيها والدخول في حرب شاملة، كما حصل في حرب تموز 2006، وهل أن الحزب سيكتفي بسقف عرض عضلات ميدانية ورفع خطابات كلامية؟!

مصادر مواكبة لفتت ل “جنوبية” أن “حزب الله تلقى الإثنين أولى الضربات الرادعة من اسرائيل، بعد أن تجاوز الخطوط الحمراء وسمح للجهاد الاسلامي بعبور الحدود والعبث بقواعد اللعبة، فتلقى صفعة صادمة لم يكن يتوقعها أسفرت عن سقوط 8 قتلى و 5 جرحى، إعترف الحزب بثلاثة منهم، للتخفيف من هول الخسارة، والاكتفاء بردّ أولي محدود، حفاظا على ماء وجهه، وخوفه من التوحّش الاسرائيلي كما حصل في تموز 2006”.

“حزب الله” محكوم بظروف وتغيّرات وإعتبارات، على المستويين الداخلي والخارجي تختلف عن تلك التي كانت أبان حرب تموز وتمنعه من توسيع رقعة الحرب

ورأت أن “لا مصلحة لكلا الطرفين بالدخول في حرب مفتوحة، فحكومة نتنياهو التي لم تخرج من الازمة السياسية الداخلية، والتي تحاول استيعاب صدمة الطوفان الكارثية، واستعادة هيبتها المتهشمة، ليست في وارد تشتيت تركيزها وجهودها في تدمير غزّة وإنهاء حماس، إلا أنها في الوقت عينه، لن تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء معها على جبهة الجنوب”.

وتابعت”: اما “حزب الله” فهو محكوم بظروف وتغيّرات وإعتبارات، على المستويين الداخلي والخارجي تختلف عن تلك التي كانت أبان حرب تموز وتمنعه من توسيع رقعة الحرب لكنها تتيح له جسّ النبض وبث الرسائل الصاروخية على ان لا يتجاوزحدود قواعد اللعبة التي أرسيت باتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل”.

وأكدت المصادر أن “أي سيناريو لحرب تشرين في العام 2023 بين حزب الله واسرائيل ستكون مختلفة عن تلك التي اندلعت في تموز 2006، وكلا الطرفين يدركان ذلك”.

أي سيناريو لحرب تشرين في العام 2023 بين حزب الله واسرائيل ستكون مختلفة عن تلك التي اندلعت في تموز 2006، وكلا الطرفين يدركان ذلك

ولفتت الى انه :قد تكون القدرة القتالية للحزب تطورت وأصبح اكثر جهوزية على الصعيد العسكري بعد مشاركته في الحرب السورية واليمنية، وامتلاكه صواريخ بعيدة المدى، إلا أن نقاط الضعف والمحاذير الداخلية والخارجية وموازين القوى تغيّرت”.

وفندت هذه المتغيرات على الشكل التالي”: أولا على صعيد البيئة الحاضنة، والتي شاركت في حرب تموز 2006 لوجستيا وكانت سلاحا معنويا الى جانب حزب الله، هي في تشرين 2023 تعاني أزمة إقتصادية خانقة، لا تسمح لها بتحمّل أي تبعات مغامرة يقوم بها الحزب ، فقد أصابها النفور منه وانفضّ معظمها عنه، بعد ان تركت لمصيرها في طوابير تصارع رغيف الخبز، وهي تدرك اليوم أن بعض المناطق ستقفل في وجهها لأسباب عدة، وأن سوريا لم تعد حضنا آمنا وصالحا لها، بعد مشاركة الحزب في الحرب هناك، وتشريد شعبها، ونزوح أكثر من مليونين منه الى لبنان ما يفاقم الأزمة”.

إقرأ ايضاً: «اللعب على حافة الهاوية» في الجنوب..وجلسة حكومية لـ«رفع العتب» غداً!

وأضافت”: ثانيا في العام 2006، كان للشيعة مأوى وبيئة حاضنة عند الطوائف الأخرى، وفتحت لهم البيوت والمدارس عندما قصفت قراهم وبيوتهم، لكن الظروف السياسية والامنية والاقتصادية إختلفت اليوم، لم يعد حزب الله حليف اكبر تيار مسيحي في لبنان، منحه غطاء سياسيا ولوجستيا في حينها، ولم تعد علاقته مقبولة مع باقي الاحزاب كما كانت في السابق”.

في العام 2006 كان للشيعة مأوى وبيئة حاضنة عند الطوائف الأخرى وفتحت لهم البيوت والمدارس عندما قصفت قراهم وبيوتهم لكن الظروف إختلفت اليوم

وتابعت”: ثالثا في السياسة، لبنان اليوم بلا رئيس وحكومة مشلولة، وهناك محاذير دولية وأميركية، خصوصا من أي عبث بالأمن، أو أي تصعيد قد يؤثر على عملية التنقيب عن الغاز في حقل قانا.

بعد حرب تموز ساهمت الدول الخليجية بشكل اساسي في إعمار لبنان أما اليوم فعلاقة هذه الدول بلبنان ليست طبيعية بعد الاساءات المتكررة من حزب الله لهذه الدول وانظمتها

وبعد حرب تموز ساهمت الدول الخليجية بشكل اساسي في إعمار لبنان أما اليوم فعلاقة هذه الدول بلبنان ليست طبيعية بعد الاساءات المتكررة من حزب الله لهذه الدول وانظمتها، ومشاركته بالحرب في اليمن، لذلك أي حرب كبيرة ستشرّد الشيعة لسنوات طويلة”.

وخلصت الى انه رغم “ان سيناريو الحرب يبقى مطروحا، الا أنها لن ترقى الى مستوى حرب تموز، وتبقى رقعتها واهدافها محدودة، فالموانع كثيرة أمام أي مغامرة، لا يعلم أصحابها الى أين تصل بلبنان وشعبه، فعبارة “لو كنت أعلم لم تعد تمر”!

السابق
لقاء لـ«ملتقى التأثير المدني» عن «لبنان والمادّة 95 من الدّستور: وقف تسييس الدّين وتديين السّياسة»
التالي
بعد إحتجازها من قبل «حزب الله»..الزميلة هاشم لـ«جنوبية»: عشت ساعات أشبه بالمجهول ولا يزايدن علينا فلسطينياً!