لهذه الأسباب يُحجم «حزب الله» عن الانخراط بالحرب «الواسعة» ويكتفي بحدودها «الضيقة»؟!

مناصرين وجمهور حزب الله

جاءت التحذيرات الاميركية والتهديدات الاسرائيلية، والحسابات الايرانية والضغوط اللبنانية، لتكبح من جماح انخراط “حزب الله” بالحرب كما يبدو الحال، واقتصرت على المناوشات والاشتباكات المحدودة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية.
وقللت مصادر سياسية بارزة مواكبة عبر “جنوبية”، من “حجم انخراط “حزب الله” الكامل في الحرب الدائرة بين الفلسطينيين في قطاع غزة وببن الاسرائيليين، انما يقتصر عل تبادل اوراق الضغط بين حماس وحزب الله ضد اسرائيل”.

قللت مصادر سياسية بارزة مواكبة عبر “جنوبية” من حجم انخراط “حزب الله” الكامل في الحرب


واوضحت “ان قواعد الاشتباك بين الطرفين فيها مستقرة، ولا تخرج عن الفعل ورد الفعل المتوقع، وان ما حصل على الحدود لا يزال محدودا، وحصل مثله مرات عدة في السنوات والاشهر الماضية”.
وكشفت “أن ما يقوم به بعض الفلسطينيين المقربين من قوى اسلامية او ممانعة، بإطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني، حيث كانت إسرائيل تتعامل مع مصدر الصواريخ ثم يتوقف التراشق سريعاً، لم يكن مطروحاً أن يتم تبني اي صواريخ بشكل معلن من جانب أي منظمة فلسطينية أو حتى لبنانية، بل يتم التعامل مع الأمر باعتباره حدثاً محدوداً، ليس له ذيول أو تداعيات على قواعد الاشتباك المعروفة”.

قواعد الاشتباك بين الطرفين فيها مستقرة ولا تخرج عن الفعل ورد الفعل المتوقع وان ما حصل على الحدود لا يزال محدودا


واشارت الى “ان “حزب الله” لا يملك ملفاً مُلّحاً، كملف الأسرى، يمكن الاستناد عليه لشن حرب هجومية ضد إسرائيل، بل جل ما يفعله يدخل في السياق التحالفي الاستراتيجي، وجزء من تفاعل قرار الممانعة، اما الكلام عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، يعي الحزب انها مسألة اقليمية اممية دولية، لعدم اعتراف اسرائيل بلبنانيتها بل بسوريتها ،وتعزو السيطرة عليها الى حرب ١٩٦٧ وتحتاج الى موافقة دولية لاعادة ترسيمها واعتراف سوري بلبنانيتها، الذي لم يقر حتى اليوم ولم يزوظ لبنان اي مستند بهذا الخصوص”.
ولفتت الى “ان حزب الله قد حافظ على هدوء الجبهة اللبنانية طوال هذه السنوات بشكل لافت، ولم ينجر في أي مرة إلى تسخين هذه الجبهة بموازاة أي حرب إسرائيلية على غزة، مهما كانت مجرياتها قاسية ومؤلمة، وبالتالي فهو اليوم يقوم بالتكتيك عبر مناورة ضغط، وأنه يحافظ على هدوئه، بهدف إبقاء مشاركته بشكل موسع في الحرب كورقة للمساومة، يتم التهديد بها وليس تنفيذها بالفعل”.
وأردفت”: ولذلك تحديداً اهتم بإصدار بيان يعلن مسؤوليته عن قصف مزارع شبعا، وهو ما يعني ادخار وزنه الاستراتيجي، كي تستخدمه حماس للمساومة عند التفاوض حول التهدئة، وإرساء قواعد جديدة في التفاوض مع إسرائيل، وفي ذلك ترجمة فعلية لمبدأ “وحدة الساحات” الذي لوح به الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله”. واستدركت بالقول “: لكن في الوقت عينه، لا يمكن اعتبار أن توقيت خوض حرب موسعة مع إسرائيل، هو توقيت مثالي بالنسبة للحزب، فرغم سيطرته على المشهد السياسي اللبناني، لا يزال متخوفاً من انفلات الأوضاع بالكامل، في ظل الفراغ الرئاسي، حيث مارس الحزب خلال العام الماضي تعطيلاً محسوباً لانتخابات الرئاسة، كي يدفع بمرشحه المفضل إلى سدة الرئاسة، ولكنه ليس له مصلحة في الدخول في حرب مفتوحة يتحمل مسئوليتها بالكامل، في ظل فراغ وشلل المؤسسات اللبنانية الرسمية”.

حزب الله قد حافظ على هدوء الجبهة اللبنانية طوال هذه السنوات بشكل لافت ولم ينجر في أي مرة إلى تسخين هذه الجبهة


ويُضاف إلى ذلك، بحسب المصادر، “الوضع الاقتصادي الحالي للبنان، الذي يجعله خاضعاً لرحمة المساعدات الخارجية وخاصة من المؤسسات المالية الدولية ذات التمويل الغربي، أو المساعدات من الداعمين الخليجيين والعرب”.
وخلصت الى لنه “مع ذلك يُبقِي حزب الله احتمال مشاركته في حرب موسعة كورقة ضغط، كي تستخدمها حماس لتحسين شروط تفاوضها المرتقب مع إسرائيل، على قواعد جديدة للتهدئة، وهو في ذلك يؤدي أحد أدواره الإقليمية الأصيلة كذراع فاعل في ما يسمى بـ”محور المقاومة” في المنطقة”.

السابق
اجتماعات امنية وديبلوماسية لميقاتي.. وجلسة لمجلس الوزراء الخميس
التالي
بعدسة جنوبية: هدوء حذر في عيتا الشعب والضهيرة ورميش بعد ساعات «دامية»!