قبل ساعات قليلة من “عملية طوفان الاقصى” التي شنتها عناصر من “كتائب القسام” التابعة ل”حركة حماس”على اسرائيل في قطاع غزة، كان الفلسطيني فادي الصالح ماثلا امام المحكمة العسكرية يقّر بكل”سلاسة” تقديمه “الدعم اللازم لعملاء اسرائيل” وتقاضيه مقابل ذلك آلاف الدولارات عبر البريد الميت.
لم يألُ رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن خليل جابر جهداً في تأنيب الصالح ولومه الى حدّ اتهامه بالخيانة، “خصوصا وانك فلسطيني”، ليحيد الاخير بوجهه عن هيئة المحكمة قبل ان يردّ يعترف:”بعرف، انما مشكلتي كانت ان اسمي كان عندهم وخفت من ان يتعرضوا لي”.
جواب المتهم على “خيانته” الذي اعقبه بالتأكيد على انه تواصل مع احد مسؤولي سرايا المقاومة في حزب الله لابلاغه عن تواصله مع الموساد، لم يشفع له
جواب المتهم على “خيانته” الذي اعقبه بالتأكيد على انه تواصل مع احد مسؤولي سرايا المقاومة في حزب الله لابلاغه عن تواصله مع الموساد، لم يشفع له، فهو، على الرغم من طلب ذلك المسؤول منه قطع الاتصال استمر بالتواصل بحجة انه كان يريد الحصول على طلب لجوء الى دولة اوروبية وهو الامر الذي لم يحصل.
ولم تكن مهمات الصالح التي اوكلت اليه من مشغله المعو”مايك” الذي يتحث”عربي مكسّر”، تقتصر فقط على تصوير مقاطع فيديو لمواقع في مناطق في سن الفيل وبنت جبيل والبيسارية والجيّة، وارسالها الى”مايك”، انما شملت ايضا بتصوير حاجزين للجيش في منطقة كفرفالوس، واستكشافه مواقع للجيش اللبناني ومراقبتها في الجنوب، وعندما سئل عن المهمة الاخيرة قال بانه لم يصوّر بتقنية الفيديو انما صورة عادية اخذها”مرقة طريق”.
على الرغم من طلب ذلك المسؤول منه قطع الاتصال استمر بالتواصل بحجة انه كان يريد الحصول على طلب لجوء
كان الصالح قد تعرف على “مايك” بعد إنشائه صفحة على الفايسبوك بإسم”وسيط عقارات”، حين تلقى اتصالا من شخص عرّف عن نفسه بانه يدعى “سمير” وطلب منه شراء شقة له في صور بعدما عرض عليه ثلاث شقق في المنطقة. وقد حصل حينها الصالح منه على”رعبون” عبر حوالات مالية او بريد ميت.
استوقف جواب المتهم رئيس “العسكرية” مستفسرا منه عن كيفية ذلك طالما ان”سمريا” لم يشتر بعد الشقة، فأجابه بان”الرعبون كان ربط كلام تمهيدا لشراء الشقة”.
بعد هذا الاتصال شعر المتهم ب”الريبة”، ليتلقى بعده اتصالا من شخص آخر عرّف عن نفسه بانه يدعى “مايك”.
الصالح تعرف على “مايك” بعد إنشائه صفحة على الفايسبوك بإسم”وسيط عقارات”
والاخير لم يتردد مطلقا في البوح للصالح بانه”من كيان العدو”، ورغم ذلك استمر الصالح في التواصل معه وطلب منه دفعة ثانية من ثمن الشقة بعد مرض والدته لادخالها المستشفى، فأرسل له ما اراد.
يزعم الصالح امام المحكمة بانه بعد علمه ان”مايك” هو من الموساد”اقفلت الخط بوجهه” وابلغ سرايا المقاومة بما حصل معه، لكن”مايك ” عاد وتواصل معه عبر”السكايب” طالبا منه الحصول على جواز سفر ، وبالفعل انجز الصالح جواز سفره وارسل نسخة عنه الى مشغله . اما ما كان هدفه من ذلك، يقول الصالح انه اراد الحصول على طلب لجوء الى دولة اوروبية ، انما اقترح عليه”مايك” الاردن او المغرب مقابل حصوله على عشرة آلاف دولار، لكن الصالح”كسر” الفيزا ولم يسافر الى اي من هاتين الدولتين.
لم يتردد مطلقا في البوح للصالح بانه”من كيان العدو”، ورغم ذلك استمر الصالح في التواصل معه وطلب منه دفعة ثانية
وعلى مدى سبع مرات كان الصالح يستحصل على اموال عبر البريد الميت، بعد زرعها في مناطق محددة يتم تبليغه عنها، تحت حجر او شجرة محددة، وكان ان ارسل له “مايك ” مرة هاتفا خلويا، طلب منه فجأة إتلافه .
وبالعودة الى موضوع السفر، افاد الصالح ان مشغله ارسل له”فيزا” الى المغرب لكنه”كسرها”، لانه كان يرغب بالسفر الى دولة اوروبية، ليأتي جوابه هذا متناقضا مع اعترافاته الاولية عندما افاد بانه لم يستطع السفر “بسبب كورونا”.
الصالح الذي اوقف في حزيران عام 2022 بعد رصد الاجهزة الامنية حوالات مالية عائدة له، ارجئت محاكمته للمرافعة والحكم الى اوائل كانون الاول المقبل.
