منتدى المدينة نظّم لقاءه الرابع حول واقع المخيّمات الفلسطينية وانعكاساته محليًا وإقليميًا

نظم منتدى المدينة (منتدى تشاوري، سياسي،اجتماعي، اقتصادي) مساء أمس ندوته الرابعة في مركز توفيق طبارة، الصنائع برعاية النائب ابراهيم منيمنة وحضور أعضاء وأصدقاء المنتدى المهتمين بخلق مساحة حرة للنقاش والتفاعل في المدينة للخروج بتثقيف سياسي ومقاربات تخدم وتجيب عن أسئلة ملّحة حول قضايا وشؤون لبنانية وعامة؛ وقد كان تحت عنوان “المخيمات: الواقع الأمني والاجتماعي، أبعاده تداعياته وانعكاساته محليًا وإقليميًا” في ظل الإشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة مؤخراَ.

استضاف المنتدى في محوره الأول الباحث والكاتب الفلسطيني صقر أبو فخر الذي عرض فيه واقع المخيمات في لبنان، تعداد سكانها وتشعب الملف المرتبط بها، حيث حمّل الدولة اللبنانية مسؤولية تقصيرها تجاه هذه المخيمات التي يتم التعاطى بشأنها من منطلق أمني لا رعائي، مركزاً على الإهمال في الحقوق الانسانية والاجتماعية، كما أشار إلى خلوّ خمس مخيمات من أصل ١٢ من السلاح تمامًا، وفنّد الجماعات المتطرفة المتواجدة في المخيمات وختم بسؤال حول من يغدق الأموال ويساهم في تمويل هذه الجماعات فيها؟!
أما المحور الثاني فكان مع الإعلامية ديانا مقلد التي طرحت “تأثير الواقع الأمني والاجتماعي للمخيمات على الداخل اللبناني” حيث وصفت آلية تحويل جموع قاطني المخيمات إلى كتلة بشرية مهمشة مع ما يعكسه واقع التهميش هذا أمنيًا على المحيط ولبنان ككل؛
وتابعت كيف أن تجاهل واقعهم الاجتماعي يزيد من شيطنة هذا الواقع وأثره السلبي على البلاد، وشددت على رفض مصطلح التوطين واعتماده كحجرة عثرة لسلب الحقوق الانسانية، إذ لا قيامة لدولة تحفظ حقوق اللبنانيين دون أن تحفظ حقوق الآخرين.
لتقدم الباحثة والدكتورة ماري قرطام عبر تطبيق زوم من فرنسا مقاربتها في المحور الثالث “السلاح في المخيمات أبعاده وتداعياته الإقليمية” وتقول أن تكرار كلمة السلاح الفلسطيني يضيع البوصلة أمامنا، لأن هذه المخيمات هي مخيمات مفتوحة ما عدا مخيم عين الحلوة والسلاح يدخل ويخرج منها وإليها ومن جهات عدة.
إن هذا السلاح وارتباطه بالقضية الفلسطينية فقد شرعيته بعد أن كان سلاحًا للنضال والمقاومة ضد الاسرائيليين إذ بات اليوم أداة بيد كل من تسوّل له نفسه التلاعب بأمن المخيمات والأرجاء. لقد كان السلاح الفلسطيني فيما ما مضى سلاحًا يصحبه تثقيفًا سياسيًا أما اليوم فقد أضحى بيد جماعات مهمشة ومتطرفة.
لتلخص تداعيات هذا السلاح في المخيمات بكون الأخيرة عرضةً للتجاذبات والنزعات الإقليمية والدولية عبر مآرب المشروع الأميركي-الاسرائيلي والمشروع السوري-الإيراني بذراع وتنفيذ الداخل اللبناني المتمثل بحزب الله وأعوانه.
ليختم الباحث والدكتور علي مراد بطرح “مقاربة جديدة وحل لواقع المخيمات في لبنان” عبر المعادلة التالية: (السيادة الكاملة مقابل الحقوق الكاملة) بمعنى أنه لا حقوق للفلسطينيين/ات من دون سيادة لبنانية تامة ولا سيادة لبنانية من دون حقوق فلسطينية وكلاهما غير مشروطة أو منتقصة، فالمقاربة الأمنية للموضوع الفلسطيني غير مجّدية في حال انعدام الحقوق، لذا يجب العمل على مشروع قانون يقدم هذه المسألة كحل لتردي الواقع الفلسطيني في لبنان من مختلف نواحيه مما يعرض الواقع الأمني اللبناني لترددات وهزّات متعددة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن منع الحقوق لا يبعد التوطين ولا إعطاء الحقوق يقرّب التوطين.
ثم قدمت أسئلة ومداخلات من قبل أعضاء وأصدقاء المنتدى الحاضرين بعد المحاور الأربعة لمدة ٤٥ دقيقة من الوقت أغنت الحوار والنقاش.
يذكر أن منتدى المدينة يقيم ندواته دوريًا في الخميس الأخيرمن الشهر.

السابق
بالصور.. عبداللهيان في عين التينة وقصر بسترس: انتخاب الرئيس شأن داخلي
التالي
أكثر من مئة قاضٍ يعلنون التوقف القسري عن العمل