بعد تحطيمها أسطورة « ثاني أقوى جيش في العالم».. أوكرانيا تنقذ العالم من إستبداد روسيا!

الجيش الاوكراني
في هذه الأيام، يُحدد الانهيار الحضاري بثمن حياة الجنود الأوكرانيين، الذين يحمون بلادهم من الحرب الاستعمارية التي بدأها بوتين. فأوكرانيا اليوم تمثل درعًا قويًا يحمي الحضارة الغربية وحقوق الإنسان والديمقراطية والكرامة الإنسانية، من وحشية وظلام قرون طويلة يحملهم الجيوش الاحتلالية الروسية.

لفترة طويلة، كانت أوكرانيا تُعرف بأنها “terra incognita” – أرض مجهولة، إقليم هادئ تقريبًا في الإمبراطورية الروسية، ومع ذلك، بدأ تأسيس دولة أوكرانيا المستقلة والصراع العنيف الذي خاضه الشعب الأوكراني ضد السادة الروس، جعل العالم يتحدث عن “أوكرانيا الجديدة”، دولة تتبنى اتجاهًا خاصًا للتنمية، وتعد دولة حديثة وإبداعية تضم مجتمعات مختلفة من الأشخاص الحرين الذين لديهم قيمهم الخاصة. إنها دولة تروّج للتقدم والحضارة بدلاً من الوحشية والديكتاتورية. يمكن لأوكرانيا الحديثة أن تقدم العديد من الأمور للعالم.

قبل كل شيء، تقدم مجموعة من القيم التي تلهم التضامن والاحترام المتبادل والدعم في الأوقات الصعبة، التنظيم الذاتي القوي للمجتمع والتعاون المتبادل، الذي سمح لشعب أوكرانيا بالصمود في أيام الغزو الروسي الأولى والأكثر رعبًا وهي: الوضوح والانفتاح العاطفي، واستعداد للتخفيف من معاناة الآخرين، وتقديم مأوى، ومشاركة الطعام والضروريات، وإنقاذ الحيوانات…

أصبحت القوات المسلحة الأوكرانية درعًا لا يمكن كسره أمام جيش الاحتلال الروسي واكتسبت احترام ودعم العالم المتحضر

تحطيم اسطورة ثاني جيش في العالم

السياسة والدبلوماسية الأوكرانية، أصبحت عاملًا لتعزيز السياسة والدبلوماسية الغربية، مما أدى إلى تفكيك نظام الافتراضات والتحذيرات، وتجاوز الخوف الدائم من روسيا باعتبارها السلطة العالمية. انهيار أسطورة “اقوى ثاني جيش في العالم” حدث بفضل أوكرانيا، التي تخوض حرباً شاملة منذ عام ونصف ضد هذا الاحتلال لذي يمتلك مواردًا هائلة.

أصبحت القوات المسلحة الأوكرانية درعًا لا يمكن كسره أمام جيش الاحتلال الروسي، واكتسبت احترام ودعم العالم المتحضّر، فهذه الحرب أفسحت المجال لرؤية بديلة بشأن مصير الاستعمارات القديمة التي لم تكن لها فرصة لتصبح مشاركين كاملين في العلاقات الدولية على مر القرون. في الواقع، ساهمت أحداث أوكرانيا في زيادة تأثير دول “الجنوب العالمي”.

إنها دفعة هامة من أجل إصلاح الاتحاد الأوروبي، والمفاوضات المستقبلية حول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. إن أعظم مأساة للشعب الأوكراني، الذي دمر على مر القرون، تتحول إلى انتصار حضاري لأوروبا، التي ستستعيد عظمتها التاريخية وستكون في طليعة الاتجاهات الديمقراطية في الغرب.

أوكرانيا تقوم بتغيير جذري في مفهوم العلوم العسكرية، من خلال إدخال أساليب إبداعية في مجال الحرب وتدريب الجيش، تتوافق مع التطورات التكنولوجية والهيكلية في القرن الواحد والعشرين.

يمكن أن تكون الخبرة الأوكرانية في التوحيد المدني، مفيدة للتغلب على الأزمات الاصطناعية التي تستلهمها روسيا في أوروبا، وأيضا في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

الصمود الاوكراني

في عامي 2022 و 2023، تعرضت أوكرانيا لهجمات صاروخية غير مسبوقة، تستهدف البنية التحتية الحيوية للطاقة، فلم تقاوم فقط هذه الهجمات، بل نجحت أيضًا في استئناف بيع الكهرباء إلى بولندا ورومانيا ومولدوفا، في أقصر وقت ممكن، هذا يحققه بلد يخوض حربًا ويتعرض لهجمات صاروخية جماعية!

أوكرانيا تقوم بتغيير جذري في مفهوم العلوم العسكرية من خلال إدخال أساليب إبداعية في مجال الحرب وتدريب الجيش

مواجهة الدعاية الروسية لها أهمية كبيرة، سواء بالنسبة لأوروبا التي تتأثر تقليديًا بهذه الدعاية، أو بالنسبة لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية، من أجل مقاومة “استعمار” روسيا النشط، والتغلب على تأثير الآلة الإيديولوجية الروسية على بلدان “الجنوب العالمي”.

إعادة إنشاء المناطق على أسس الطاقة المبتكرة وضغطات الطاقة، وضمان استدامة الهياكل الإدارية ودعم النظام العام، وتعزيز حركة التطوع. كل هذا يمكن أن تقدمه أوكرانيا للمجتمع العالمي، كنموذج للتغلب الناجح على الأزمات الكبرى، وتوحيد المواطنين حول فكرة الحفاظ على وتطوير البلاد. في مسار التحول إلى دولة حديثة مبتكرة تحترم الحريات، تستفيد أوكرانيا من دعم المجتمع الدولي.

كييف تتلقى دعمًا قويًا من التحالف الغربي، هذا الدعم يمنح الشعب الأوكراني القوة لمواجهة العدوان الروسي الإجرامي، وكذلك القدرة على وضع مسار تنمية، هو الخاص في العالم المتنوع والحديث.

هذا يعني أن العالم بأسره، فهم عمق الجريمة التي ارتكبها بوتين في 24 فبراير 2022، ووقف إلى جانب أوكرانيا وجنودها، الذين يضحون بحياتهم من أجل إنقاذ أرضهم الوطنية، وأطفالهم الذين تقتلهم الصواريخ الروسية، تحت السماء المفتوحة في الميادين الرئيسية لمدن أوكرانية مزدهرة.

الأسلحة الحديثة – الدبابات والطائرات والصواريخ على مدى بعيد، والطائرات بدون طيار ذات التكنولوجيا العالية، التي توفرها الشركاء الغربيين لأوكرانيا، ستسمح بتحرير الأراضي الأوكرانية، وإنشاء حاجز لا يمكن اختراقه أمام الظلام الروسي القديم، الذي يسعى لابتلاع النور، وكل ما هو إنساني، من أجل إحياء الاستبداد السوفيتي الدموي.

السابق
خلف بعد اجتماع لجنة الدفاع: ما جرى اليوم استمرار لنهج مخالف لكل القواعد والاصول القانونية
التالي
كم اصبحت التسعيرة الجديدة لإنترنت أوجيرو؟