«حزب الله» ينقلب على نفسه رئاسياُ.. ماذا عن البدائل؟!

مناصرين وجمهور حزب الله

أن يُصبح “حزب الله” متأكداً من أن حليفه رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية، لن يصل إلى رئاسة الجمهورية، فهذا أمر ليس بجديد ولا يُفاجئ الحزب، الذي كان لمس منذ أشهر بعيدة، مدى صعوبة هذا الأمر، فكان القرار مع حليفه الرئيس نبيه برّي، اللعب في الوقت بدل عن ضائع والمُناورة على جبهة المطالب التعجيزية، علّهما يتمكنان من تحقيق بعض المكاسب السياسية، أقلّه في الموضوع الحكومي بحيث يكون المسعى ينصبّ فقط بالحصول، على بعض الوزارات المُصنّفة بين سيادية وخدماتية.

مصادر ل”جنوبية”: ما يجري اليوم من نقاشات وعروضات بين الحزب ورئيس “التيّار الوطني الحر” النائب جُبران باسيل هو مُحاولة منهما لإضاعة المزيد من الوقت


في السياق، كشفت مصادر ل”جنوبية” على إطلاع واسع على فحوى المُجريات المُتعلقة بـ”حزب الله”، سواء الحوارية أو القرارات الداخلية أن “ما يجري اليوم من نقاشات وعروضات بين الحزب ورئيس “التيّار الوطني الحر” النائب جُبران باسيل، هو مُحاولة منهما لإضاعة المزيد من الوقت بين نقاشات دولية ـ إقليمية وحوارات داخلية، فالطرفان لديهما حسابات ومصالح خاصّة، لا يُمكن تحقيقها على أرض الواقع إلّا من خلال كسب عامل الوقت، فعلى سبيل المثال فإن كُل ما يُطرح من مطالب لباسيل، إن بموضوع اللامركزية الإدارية أو الصندوق الإئتماني، هو مُجرّد عناوين عريضة الهدف منها تحصيل مكاسب في بعض المراكز الحالية لا سيّما قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان.”
وأوضحت انه”: “كذلك الأمر بالنسبة إلى “حزب الله” ومعه الرئيس برّي، فالتهويل الحاصل منهما على طريقة إمّا فرنجية وإمّا لا إنتخابات رئاسية أو الفوضى، جميعها هي الأخرى مُجرّد بالونات لاختبار مدى قُدرة الطرف الأخر على تحمّلها، ويبدو أن هذه البالونات قد فقدت اليوم قُدرتها على التكيّف مع حالة الضغوطات الدولية التي بدات تُمارس على إيران و”الحزب”، وسيُلمس قريباً جداً، تعديلاً لكي أقرب الى التراجع، في الخطاب الإيراني بحيث بدأت المؤشرات تميل لمصلحة قائد الجيش جوزاف عون، وسيكون الإيراني أوّل الداعين إلى هذا الحل، إنطلاقاً من مقولة مُرغم أخاك لا بطل.”

حزب الله بدأ يلمس حجم الخسارات التي يتكبدها داخلياً بعد أن أوضع نفسه في “شرك” الشكوك التي بدأت تتكاثر حوله


وجزمت المصادر أن “حزب الله بدأ يلمس حجم الخسارات التي يتكبدها داخلياً، بعد أن أوضع نفسه في “شرك” الشكوك التي بدأت تتكاثر حوله، إمّا لجهة المساعي السريّة التي يقوم بها للهيمنة على القرار الشيعي الديني والسياسي، وسط تهيئته أجواء إزاحة شريكه في المُعادلة أي الرئيس بري، وإمّا لجهة نزع الغطاء المسيحي عنه بعد جولات وصولات الشكوك والإتهامات المُتبادلة مع “التيّار الوطني الحر”، وتحوّل العلاقة معه من شريك في الرؤى الإستراتيجية، إلى نزاع حول تحصيل المكاسب.”
وخلصت المصادر الى انهو”يبدو أن حزب الله أصبح مُقتنعاً أكثر من أي وقت، أن إشعال حرب المُخيّمات أو تصفية من يصفهم بالعملاء، أو السعي إلى الهيمنة على القرار الشيعي، من خلال الإنقلاب على أحد أهم ركائز أُسس الإعتدال داخل الطائفة الشيعية، المُمثلة برجال دين من أصحاب الفكر المتنوّر والمُستمد من زمن السيّد موسى الصدر والراحلين السيد محمد حُسين فضل الله والشيخ محمد مهي شمس الدين، لن يُزيده إلّا تخبّطاً وتراجّعاً، كما سيكتشف عاجلاً ام آجلاً، أن ترتيب البيت الشيعي الداخلي مُرتبط إلى حدّ كبير بترتيب البيت اللبناني، فالدين هو وطن ومن لا خير فيه لملّته، لن يُتوقّه منه خير لوطنه.”

السابق
قنبلة يدوية في وداي خالد.. والجيش يضرب طوقاً أمنياً
التالي
الحواط: حوار التيار – الحزب بيعة جديدة للبلد