إلى سكان مخيم «عين الحلوة».. استعدوا للخيام!

مخيم عين الحلوة

عملياً، انتهى مخيم عين الحلوة من الوجود، فالقنبلة الموقوتة التي تم زرعها فيه، والتي اسمها الجماعات الإسلاموية، صار وقت انفجارها الآن، وذلك لدفع لبنان الى مزيد من الازمات، والتي بتراكمها تباعاً ستبقي لبنان في حالة اللا دولة، لكي تستمر دويلة حزب الله تفعل ما تشاء.

تماماً على خطى مخيم اليرموك، والذي كان أول الداخلين إليه فصيل حماس، المسمى أكناف بيت المقدس، مع بقية التفاصيل المشبوهة

تماماً على خطى مخيم اليرموك، والذي كان أول الداخلين إليه فصيل حماس، المسمى أكناف بيت المقدس، مع بقية التفاصيل المشبوهة، التي أطلقت على نفسها في ذلك الوقت (معارضة) وكانت كلها ضمن دائرة الشبهة، والتي انتهت بين فصيل الأكناف وجبهة النصرة وصولاً إلى تنظيم داعش، الذين أجادوا تماماً الأدوار على الأرض، حتى انتهى مخيم اليرموك من الوجود.

كصحفي فلسطيني لم أكن بعيداً عن الزمان والمكان، والبداية كانت عندما أطلق تنظيم احمد جبريل، مبادرة لتوزيع الأسلحة على سكان مخيم اليرموك، بحجة حمايته من المعارضة المسلحة (المفترضة) آنذاك، وذهبت بنفسي كمراسل لفضائية فلسطينية معروفة، ودار بيني وبين المسؤول عن هذا الملف حوار طويل، ولكن دون وضوح في الصورة، وبالنتيجة قدم تنظيم احمد جبريل 400 قطعة سلاح لمجموعات من الشباب، ثم قام بتخزين أطنان من الأسلحة والأغذية في مقر التنظيم المعروف باسم ( الخالصة)، ثم وفي ساعة الصفر، انسحب عناصر تنظيم أحمد جبريل دون قتال، وبتنسيق مشترك بينهم وبين العناصر التي اقتحمت المخيم في 18 كانون الأول 2012.

أنا شخصياً، وليعلم الجميع، كنت موجودا على مقربة من مشفى فلسطين في آخر المخيم، وشاهدت بعيني عملية التنسيق التامة، التي حدثت بين جماعة جبريل وبين العناصر التي اقتحمت المخيم، وبالتحديد في الموقع الموجود في آخر حارة من المخيم، المعروفة باسم حارة أبو إسكندر، حيث غادر عناصر احمد جبريل ودخلت المعارضة المفترضة، والذين كانوا هم أنفسهم الذين اعطتهم السلاح جماعة أحمد جبريل.

الى هنا يكفي، لأن التفاصيل مثيرة، والأحداث كثيرة، لكنني أردت ان أقول أن الآتي الى عين الحلوة، هو تماماً ما حدث لسكان مخيم اليرموك، غير أن المعادلة اليوم، هي أن المحسوبين على منظمة التحرير الفلسطينية، هم اليوم من سيدفع الثمن لمعركة، قد يحدث فيها هدنة، وقد تصمد أسابيع واشهر، ولكن نهاية مخيم عين الحلوة مقبلة.

نحن أمام ظاهرة خطيرة، تهدف الى تدمير مخيم عين الحلوة

ما يريده حزب الله وكافة مشغليه من انهاء ظاهرة المخيم، هو إضافة أزمة لجوء جديدة لسكان مخيم عين الحلوة، والذي يضم الآن المئات من أبناء مخيم اليرموك الذين لجأوا اليه قبل سنوات، وما سينتج عن هذه الأزمة، هو صراع حول المكان، في هذا الزمان الصعب، فما يقارب من 70 الف لاجئ ليسوا رقماً سهلا، وهو ما سيجعل الحضن الحمساوي يستنفر لكي يتسع الجميع، فبعد الخطوة التي تستهدف سحق حركة فتح، لن يجد الفلسطيني من أبناء مخيم عين الحلوة سوى الحضن الحمساوي، وهكذا ستحصل حماس على الاف الشباب الجدد، والذين سيجدون انفسهم أمام خيار واحد وهو سلاح حماس حزب الله، خصوصاً وأن الدولة اللبنانية بشكلها الحالي ومن خلال دور حزب الله فيها، قامت سابقاً بتعقيد ملف مخيم نهر البارد، وأمام هذه الذاكرة سوف تصبح حركة حماس الوعاء والجسد والمخيم وكل شيء.

باختصار:
نحن أمام ظاهرة خطيرة، تهدف الى تدمير مخيم عين الحلوة، ووضع الشباب الفلسطيني أمام خيار واحد، وهو سلاح حماس، التي انتشرت في بعض الأماكن في الجنوب ولكنها تواجه نقصاً في الأعداد البشرية، وبهذه الخطة يعود لبنان إلى زمن المليشيا.

السابق
«إتهامية بيروت» تستدعي رياض سلامة في هذا الموعد!
التالي
رسالة حاسمة من «الكونغرس» الى بايدن: نبيه بري هو امتداد لـ«حزب الله»!