هل يتحول «عين الحلوة» الى نهر «دم» بارد ؟!

يعيش فلسطينيو مخيم “عين الحلوة” وأهالي المناطق المجاوره، مثل صيدا وحارة صيدا ومغدوشة وعبرا وغيرها، أجواء حرب تعكسها أصوات القذائف والرصاص المتطاير، الذي ينهمر في محيط المخيم. ويتخوف كثيرون من توسع رقعة القتال الى مخيمات أخرى مثل صبرا وشاتيلا في بيروت!

ولكن مخيم “عين الحلوة” ليس مخيم “نهر البارد”، ولا ظروف القتال متشابهة. فالمواجهة في “نهر البارد” كانت بين جماعة “فتح الاسلام” المتطرفة، المسيطرة بالكامل على المخيم وبين كل اللبنانيين. والهدف كان تحويل شمال لبنان الى إمارة للمتطرفين. فتدخل الجيش في معركة بطولية كلفته حوالى 170 شهيداً. ولكنه نجح في القضاء على المجموعة الارهابية التي كانت بقيادة الفلسطيني شاكر العبسي، الذي كان قد أُخرج من السجون السورية من دون أن تُعرف الأسباب، على الرغم من مطالبة الأردن به بسبب ارتكابه جرائم فيها!

أما في “عين الحلوة”، فالإشكال فلسطيني – فلسطيني (في الظاهر على الأقل)، والاغتيالات متبادلة، أبرزها اغتيال اللواء عمروشي، من حركة فتح. فالقتال هو بين حركة فتح وبين معارضيها من المتشددين، مثل جند الشام وغيرهم. ولكن تحريك بعض الجماعات قد يكون بتوجيه غير فلسطيني، ولأهداف قد يُراد منها “تحريك” الأمن في المخيمات!

ما يعني أن الجيش اللبناني ليس طرفاً، إلا بقدر استهدافه. ولا شيء يمنع من محاولة “توريطه”، وإن كان من واجبه أن يستمر بمحاولة حفظ الأمن ومنع الاقتتال من التوسع. أما التعاون بين الدولة اللبنانية مع دولة فلسطين تجعل التنسيق العسكري بين “حركة فتح” وبين الجيش اللبناني ضرورة لحفظ الأمن. وعلى أي حال، فإن أي تدخل للجيش في “عين الحلوة” سيكون بمشاركة فلسطينية، وهذا ما لم يحصل في نهر البارد، إذ أنه ليس هناك فصيل فلسطيني واحد يسيطر على مخيم “عين الحلوة”، كما كان الحال في “نهر البارد”.

ولكن الجيش سيواجه، ولو بعد فترة زمنية غير محددة، مسألة جمع السلاح الفلسطيني من المخيمات، كما جمع السلاح المتفلت في البلاد، بمعزل عن إشكالية وجود سلاح “حزب الله”. وبالطبع لن يكون الأمر سهلاً على الاطلاق، وهو يحتاج الى تعاون كبير من الجانب الفلسطيني “الرسمي”.

السلاح الفلسطيني في لبنان يقتل بشكل أساسي الفلسطيني، وهو طبعاً بعيد عن تحرير القدس أو عن تحرير أي شبر من فلسطين المحتلة، وبعيد عن أي مواجهة مع العدو الاسرائيلي، وهو لا يقدم إلا خدمة للأعداء وللاستقواء على بعض، واحتمال توسع رقعة المواجهات ممكن طبعاً مع توالي الفشل في مساعي التهدئة، ومع الابقاء على السلاح متفلتاً داخل “عين الحلوة”، وفي المخيمات الأخرى. وبعيداً عن دروس ضرورة الوحدة وتوحد الفصائل لمواجهة العدو وبهدف التحرر، فإن الوحدة تخلق استقراراً في حياة الفلسطينيين اليومية داخل المخيمات ومع المناطق المحيطة بها، بدلاً من أن تتحول الى غيتوهات تحمي خارجين على القانون!

العودة، وحق العودة، في الوقت الحاضر، هما في خبر كان، وحتى ولو لم يكن ذلك توطيناً، فإنه من الضروري عمل فلسطينيي المخيمات على الأقل لتحسين شروط الحياة اليومية، بدلاً من اقتتال لا يمكن حسمه عسكرياً إلا فوق حمام من الدم، وذلك في غياب الوعي لدى بعض الأطراف المتطرفة. فبقاء السلاح المتفلت يعني استعادة المشكلة مرات عدة في السنة الواحدة ولفترة سوف تدوم وتدوم وتدوم!

السابق
حركة فتح تكشف المستور: جند الشام دخل إلى عين الحلوة بمعرفة حزب الله!
التالي
جديد قضية اغتصاب الطفلة لين.. توقيف الجدة بهذه التهمة!