معارك «عين الحلوة»: «حماس» تتمدد تحت شعار «حزب الله» توحيد الساحات!

لليوم الثالث على التوالي، تجددت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين اليوم، بين حركة فتح والفصائل الاسلامية، بعد اغتيال القائد العسكري في فتح اللواء أبو أشرف العرموشي مع أربعة من رفاقه في كمين الأحد، وفق ما أفاد القيادي في الحركة منير مقدح لوكالة فرانس برس.

تسببت الاشتباكات حتى الان وفق وكالات الانباء بسقوط 6 قتلى، وبنزوح عدد كبير من أهالي عين الحلوة وتضرّر أملاكهم، كما اصيب جندي لبناني بجروح متوسطة بعد سقوط قديفة قرب موقعه على مدخل المخيم.

ولم يلتزم مقاتلو المخيّم باتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه أمس الأحد، في اجتماع الفصائل الفلسطينية بمقر حركة أمل في حارة صيدا.

اغتيال القائد الفلسطيني هدفه توجيه ضربة قوية للحركة وافتعال معارك هدفها تغيير وجه المخيم لاحقاً

مساع للتهدئة

وأعلن محافظ الجنوب منصور ضو، عن إقفال المؤسسات في سراي صيدا الحكومي لقربها من المخيم، كما أعلنت الجامعة اللبنانية – الفرع الخامس والمدارس التي تنظم دورات صيفية عن تعطيل الدروس. وكذلك اعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الادنى (أونروا)، التي تقدم خدمات أساسية لنحو 50 ألف شخص يعيشون في عين الحلوة، عن تعليق جميع عملياتها في المخيم.

وحذر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي من أن بلاده تدفع مرة أخرى الثمن، وقال إن “توقيت الاشتباكات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية”.

واعلنت عصبة الأنصار الإسلاميَّة” المقربة من حركة حماس، انها لم تشارك في اشتباكات عين الحلوة ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.

هناك توازنات دقيقة بين الفصائل في مخيم عين الحلوة ترعاها أجهزة أمنية وقوى محلية واقليمية خارج المخيم

كما عقد اجتماع في مكتب النائب أسامة سعد مع هيئة العمل الفلسطيني المشترك، وبحضور ممثلي أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية من أجل الاعلان عن وقف جديد لإطلاق النار، وعلم ان حركة فتح تريد مطلبين رئيسيين هما: تسليم قتلة قائدها الميداني اللواء العرموشي، ووقف اطلاق النار.

من جهته، وفي تعليق له اليوم على ما يجري في مخيم عين الحلوة، رأى رئيس تحرير “جنوبية” علي الامين، ان “حركة فتح تتعرّض لهجوم منظم من قبل الجماعات الاسلامية التي يدعمها حزب الله، وان الهدف هو “توحيد الساحات”، وهو الشعار الذي أطلقه قبل اشهر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، بما يقول انه من اجل التصدي للمشروع الاميركي الصهيوني في المنطقة.

فتح تحاصر جند الشام

ميدانيا، أفاد مصدر متابع في مدينة صيدا ل”جنوبية” ان “المعارك مستمرة ولكنها تتركز عند حي الطوارىء حيث يحاصر مقاتلو فتح مركزا يتحصن فيه عناصر من “جند الشام” و”الشباب المسلم”. وسأل المصدر : هل مسموح لحركة فتح الاقوى عسكريا ان تقتحم المركز المذكور وتقضي على التنظيمين الاسلاميين المتطرفين”؟!

وشرح المصدر ان “هناك توازنات دقيقة بين الفصائل في مخيم عين الحلوة، ترعاها أجهزة أمنية وقوى محلية واقليمية خارج المخيم، والى الان لا يبدو ان هذا التوازن بوارد التعديل”.

أما عن سبب اندلاع الاشتباكات واغتيال المسؤول الميداني في فتح اللواء العرموشي ومرافقيه قال المصدر، أن “هناك اسباب خارجية تتعلق بالتوترات والمناوشات، التي تحصل بالضفة الغربية بين حركتي فتح وحماس، ورغبة حماس في التمدد في المخيمات الفلسطينية عبر الفصائل الاسلامية التابعة وابرزها عصبة الانصار التي يدعمها حزب الله”.
وكشف ان حماس “سيطرت على غالبية مخيمات الجنوب عدا صيدا، وتُستخدم الفصائل الاسلامية المتطرفة في المخيمات، مثل جند الشام وغيرها كأدوات لافتعال الاشتباكات عند الحاجة، ويبدو ان اغتيال القائد الفلسطيني هدفه توجيه ضربة قوية لحركة وافتعال معارك هدفها تغيير وجه المخيم لاحقاً.

وأكد المصدر ان “زيارة رئيس المخابرات الفلسطيني ماجد فرج الى لبنان الاسبوع الماضي، أتت في سياق تحذير انصاره والاستعداد للتصدي لمحاولة حماس وفصائلها الاسلامية السيطرة على مخيمات لبنان، لا سيما مخيم عين الحلوة، لانهاء وجود فتح ومنظمة التحرير فيها”.

السابق
توقف المركزي عن قبول طلبات صيرفة.. ماذا عن المنصة؟
التالي
إليكم تسعيرة المولدات الخاصة في تموز 2023