المخرج السوري الراحل عمر أميرالاي..يطل من «سرسق» الأشرفية

عمر اميرالاي

الفن السابع ، الشاشة الكبيرة، السينما..وما الى ذلك من وقائع الصورة الناطقة بوقائع وشواهد الزمن القائم والعابر والمتحرك وفق جدلية الحياة، تبقى وتستمر بصمة دامغة في مرآة العيش وفي مساحة الحياة الممتدة الى ما لا نهاية. وفي هذا السياق السينمائي المعجّل غير المكرر ، قدم ونظم وعرض”نادي لكلّ الناس”، بالتعاون مع “متحف سرسق”، لقاء تعارف مع (اميرالاي) “لتتعرّفوا أكثر إلى المخرج السوري الراحل “عمر أميرالاي” ، وذلك من خلال عرض ومناقشة أفلام وثائقية عُرضت على مدار يومين، في متحف سرسق،الأشرفية.

فقد عرض فيلم (عمر أميرالاي: الألم، الزمن، الصمت) من إخراج هالة العبدالله وتلاه نقاش بين الحضور والمخرجة والكاتبة نجوى بركات.

(١٠٩ دقائق، فرنسا وسوريا)

ترسم هالة العبدالله صورة مؤثرة للمخرج السوري الوثائقي عمر أميرالاي الذي عمل للسينما العربية برؤيته المثيرة للجدل حول السينما السياسية، وبالأخص صناعة الأفلام الوثائقية المستقلة. نشاطه النضالي في الدفاع عن حقوق المدنيين السوريين وانتقاد النظام البعثي أدى إلى حظر أعماله في سوريا بشكل كامل. بعد وفاته المفاجئة في عام ٢٠١١، وعشية انتفاضات الربيع العربي في سوريا، انطلقت هالة العبدالله في رحلة استمرت لمدة عقد من الزمن لتكريم صديقها ولتتأمّل في صناعة الأفلام كفعل مقاومة. جمعت مقاطع المقابلات والمحادثات الحميمة التي جمعتهما عن الصمود والحياة والموت وقوة السينما الثورية.

عمل بعد العام 1980 في فرنسا لصالح محطّات تلفزيونية مختلفة له أعمال سورية وعالمية حيث حقّق العديد من الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة

كما عرض أفلام قصيرة من إخراج الراحل عمر أميرالاي (والنبذات مرفقة):
(طبق السردين) و(هناك أشياء كثيرة كان يمكن أن يتحدث عنها المرء) و(الدجاج).

(سيرته)

عمر أميرالاي (1944 – 5 فبراير 2011) مخرج سينمائي سوري من مواليد دمشق. تتميّز أفلامه بنزعتها الانتقادية السياسية والاجتماعية، وقد كان له دور بارز في ربيع دمشق عام 2000.

درس المسرح في جامعة «مسرح الأمم» في باريس عامي 1966-1967، ثمّ التحق بالمعهد العالي للدراسات السينمائية في باريس، لكنّه انقطع عن الدراسة بسبب أحداث الطلبة عام 1968. عاد إلى دمشق عام 1970. أسلوبه الفني مختلف عن غالبية المخرجين السوريين الذين درسوا في الاتحاد السوفييتي أو أوروبا الشرقية.

إقرأ ايضاً: ناشطون بيئيون يحتجون على آلية الاشغال في محمية صور..ومخفر الشواطىء يوقف العمل!

من أفلامه الوثائقية ثلاثية حول وادي الفرات. في فيلمه الأول محاولة عن سدّ الفرات، (1970)، إنتاج التلفزيون السوري، يوجّه أميرالاي تحيّة لأحد أكبر مشاريع التطوير السورية. لكنّه في فيلميه التاليين يتّخذ موقفاً نقديّاً واضحاً منه، كما في الحياة اليومية في قرية سورية (1974) الذي يبيّن فيه أميرالاي التأثير السلبي لبناء السدّ على حياة الأشخاص العاديين في إحدى القرى الواقعة على نهر الفرات، وفي زيارة ثانية للمكان عام 2003 حقّق أميرالاي فيلم طوفان في بلد البعث، الذي حوى نقداً سياسياً لاذعاً لسياسة حزب البعث الحاكم في مجاليّ التربية والتعليم، والذي كان من المفترض أن يكون عنوانه «خمسة عشر سبباً لكرهي حزب البعث».

فيلم بارز آخر له بعنوان وهنالك أشياء كثيرة كان يمكن أن يتحدّث عنها المرء، حيث اعتمد فيه أميرالاي على مقابلة مطوّلة مع المسرحي السوري سعد الله ونوس وهو في أوج صراعه مع مرض السرطان. يقابل الفيلم بين شهادة ونوس ومشاهد من حروب سوريا مع إسرائيل، وهزيمة الـ 67، وزيارة السّادات لإسرائيل، والانتفاضة الفلسطينية الأولى حيث تحولت القضية الفلسطينية إلى جزء مركزي من حياة مثقفي جيل كامل، وانتهاءً بحرب الخليج الثانية.

ومن بين أفلامه أيضاً الرجل ذو النعل الذهبي عن الرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريري.

في حين حققت أفلام أميرالاي شهرة عالمية منعت معظم أفلام أميرالاي من العرض في وطنه سوريا لأسباب رقابية

عمل بعد العام 1980 في فرنسا لصالح محطّات تلفزيونية مختلفة؛ له أعمال سورية وعالمية حيث حقّق العديد من الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة.

في حين حققت أفلام أميرالاي شهرة عالمية وعرضت في بعض من أهم المهرجانات المختصة بالسينما التسجيلية في العالم كمثل مهرجان امستردام الدولي للأفلام التسجيلية ، منعت معظم أفلام أميرالاي من العرض في وطنه سوريا لأسباب رقابية. قبل وفاته بقليل، حمّل المخرج عدداً من أفلامه على موقع يوتيوب ليستطيع السوريوون مشاهدتها.

وفاته

وتوفي في يوم السبت 5 شباط 2011 عن عمر يناهز الـ (67) عاماً إثر جلطة دماغية في بيته في دمشق.

السابق
لقاء أساتذة متعاقدين في التعليم المهني والتقني يرفع الصوت..اين النقابات ووزارة التربية من الترويج الدولي للشذوذ؟
التالي
روسيا وحرب الأطماع والتوسع..هل تُفتح جبهة بولندا؟!