نصرالله.. رفض علني وقبول ضمني بالترسيم البري!

السيد حسن نصرالله
رغم رفض السيد حسن نصرالله في خطابه أمس، إشاعة ان ما يحصل من مناوشات على الحدود بين لبنان واسرائيل، هو مقدمة لبدء مفاوضات ترسيم الحدود البرية بعد البحرية التي انجزت قبل ثمانية شهور، فإن ما يجري في الواقع هو عكس ذلك حسب جميع المصادر السياسية والاعلامية.

وسط تصاعد حدة المواجهات والنزاعات الحدودية بين لبنان وإسرائيل في قرية الغجر وكفرشوبا، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، استعداد بلاده “لترسيم كامل الحدود الجنوبية مع إسرائيل”.

وقال ميقاتي، في تصريحات صحفية: “نسعى جاهدين لحل قضية الخيم دبلوماسيا، ونعتبر أن بلدة الغجر لبنانية باعتراف الأمم المتحدة”، مؤكدا أن بيروت “أبلغت الأمم المتحدة استعدادها للقيام بالترسيم الكامل لكل الحدود الجنوبية”.

نصرالله يعترض ولا يمانع!

هذا الحديث لرئيس الحكومة عارضه امس امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ولكن بما يشبه مناورة سياسية وتبادل أدوار منسّق بينه وبين الحكومة، الذي نفى ان ما يحصل على الحدود هو مقدمة لمفاوضات بريةّ، قائلا : ” نحن وضعنا خيمتنا على أرض لبنانية باعتراف الدولة اللبنانية” ومضيفا، انه” لا يوجد شيء اسمه ترسيم الحدود البرية، لأن الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة مرسمة قبل قيام الكيان الغاصب”.

نصرالله: يجب أن يكون الموقف اللبناني حاسماً ويجب تحريرها وهذه مسؤولية الدولة والجهد سيكون متكاملًا بين الدولة والمقاومة وباسناد من الشعب اللبناني لاستعاد أرضنا.

واضاف نصرالله على انه ”لا يجوز السكوت عن احتلال قرية الغجر ويجب أن يكون الموقف اللبناني حاسماً ويجب تحريرها وهذه مسؤولية الدولة والجهد سيكون متكاملًا بين الدولة والمقاومة وباسناد من الشعب اللبناني لاستعاد أرضنا، أرض الغجر لن تترك للإسرائيلي، وكذلك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا”.

هذا الكلام الأخير لنصرالله يؤشر، رغم رفضه العلني، الى قبول ضمني بالتفاوض على الحدود البرية مع اسرائيل، عن طريق تعاون سياسي لحزبه مع الدولة لتصحيح الوضع كما قال، أي لحله سياسيا وليس عسكريا، وهو لا يكون الا عبر ترسيم برّي على نسق الترسيم البحري، الذي تم التوقيع عليه بين لبنان واسرائيل في شهر تشرين الثاني العام الماضي بوساطة أميركية، مع العلم ان الوسيط الاميركي نفسه آموس هوكستين المستشار الأميركي لشؤون الطاقة، سيصل الى اسرائيل لاستمزاج رأيها وابلاغه الى لبنان في الأيام المقبلة، كما أُعلنت وسائل الاعلام مطلع الاسبوع الحالي.

لبنان يوافق

وقالت وسائل اعلام لبنانية اليوم الخميس استنادا لكلام رئيس الحكومة اللبنانية حول استعداد بلاده “لترسيم كامل الحدود الجنوبية مع إسرائيل”، انه من حيث المبدأ أبلغ لبنان استعداده لترسيم كاملٍ على طول الخط الأزرق، واقترح تولي هوكشتاين المهمة بناء على انجازه السابق بترسيم الحدود البحرية. وبناء عليه وافقت أميركا وباشرت «اليونيفيل» التحضيرات، أمّا إسرائيل فلم تعلن موافقتها بعد في انتظار ما سيحمله الموفد الأميركي. وفي المعلومات الصحفيةنفسها، أن حزب الله المواكب للخطوة لم يمانع في الترسيم، وإن اشترط إعادة الجزء الشمالي من الغجر في المقابل.

أبلغ لبنان استعداده لترسيم كاملٍ على طول الخط الأزرق، واقترح تولي هوكشتاين المهمة بناء على انجازه السابق بترسيم الحدود البحرية

ولا شك أن مطالب ترسيم الحدود البرية مع إسرائيل، عملية مزمنة تعود إلى زمن تحرير جنوب لبنان عام 2000، حيث تم رسم الخط الأزرق، وسجل لبنان 13 نقطة تحفظ والتي منعت إمكانية العودة إلى الحدود الدولية المثبتة بخرائط إعلان دولة لبنان الكبير 1920، وفي الترسيم الذي أجراه الانتدابين البريطاني والفرنسي، اي خط هدنة 1949.

وبالعودة الى الترسيم البحري والاتهامات التي سيقت ضد حزب الله ورئيس الجمهورية السابق ميشال عون، بالتفريط بالحقوق وأضاعة جزءاً من الحقوق اللبنانية من خلال اعتماد الخط 29 بدلا من الخط 23 وكذلك عدم اعتماد النقطة البرية ،B1 ، فانه أخذ من المياه الإقليمية اللبنانية مساحة 3 كيلومترات مربّعة”، وكذلك استولت اسرائيل بسبب تلك التنازلات على 38 متراً في البرّ ايضا، كله مقابل الاعتراف الدولي بدور حزب الله المؤثر في لبنان حسب محللين، والضغط من أجل استبعاد تطبيق القرار 1559 الدولي، الذي ينص على نزع اسلحة جميع المليشيات في لبنان وحصر السلاح في الدولة، وهو الكأس المرّ الذي لا يريد حزب الله تجرّعه لأنه ينهي دوره السياسي والعسكري في لبنان وسوريا على وجه الخصوص.

السابق
نواب من قوى التغيير يطالبون خطياً وزير المال بنسخة عن تقرير التدقيق الجنائي
التالي
خاص «جنوبية»: السلة الفرنسية فارغة.. ولا حوار «طبقه الرئيسي» فرنجية!