عبد الرؤوف جرادي.. عاش «متطوعا» مقداماً ومات «متحسراً» على «وظيفة» الدفاع المدني!

مات عبد الرؤوف جرادي ( ابا شادي ) ٦٠ عاما ، ورائحة شهداء الاطفال والمسنين والنساء ، ترافقه الى لحده ، في بلدته الجنوبية ياطر .

كان ابو شادي ، الذي تطوع في جهاز الدفاع المدني اللبناني عام ١٩٩٧ ، وبقي متطوعا فيه ، دون ان يحظى بلقب الموظف المثبت ، مقداما في عمله ، في هذا الجهاز ، دون ان يحسب اي حساب لراتبه المتدني او وسام تنويه من هنا او هناك ، فرحل بعدما هده المرض وهو في ريعان الرجولة .

ابا شادي الذي عايشته في تلك الحرب من موقعي الصحفي لم يتأفف يوما على المهام التي اوكل نفسه فيها انطلاقا من وطنيته وانسانيته اللامحدوتان

في ايام عدوان حرب تموز – آب من العام ٢٠٠٦ تفوق على الكثيرين باندفاعه اللامحدود ، فاخذ على عاتقه توضيب جثامين مئات الشهداء ، الذين تحولوا الى اشلاء ، ووضعهم في السيارات المبردة مؤقتا ، بعدما عجزت برادات مستشفيات صور ، ومنها المستشفى الحكومي في منطقة البص عن استيعابهم ، لكن ابا شادي الذي عايشته في تلك الحرب من موقعي الصحفي ، لم يتافف يوما ، على المهام التي اوكل نفسه فيها ، انطلاقا من وطنيته وانسانيته اللامحدوتان .

بالمحصلة فأن ابو شادي الذي عمل في انبل المهام الانسانية، قد ابكر الرحيل، محتفظا بلقب المتطوع كما جاء في نعي المديرية العامة للدفاع المدني .

لقد خسرنا مع رحيل ابو شادي قيمة انسانية متفانية بالعطاء قل نظيرها

عمل عباس غريب، رئيس مركز الدفاع المدني السابق في صور، الذي تعرض للعدوان الاسرائيلي بالطيران الحربي، ما تسبب باستشهاد اكثر من ١٦ شخصا ، عمل الى جانب زميله ابو شادي واخرين في مختلف محطات الحروب الاسرائيلية على الجنوب.

ويتحسر غريب عبر “جنوبية” بالقول، “لقد خسرنا مع رحيل ابو شادي قيمة انسانية متفانية بالعطاء قل نظيرها.

السابق
خاص «جنوبية»: «حزب الله».. الغجر «كاريش» الترسيم البري بعد البحري!
التالي
جريمة برالياس.. «الجيش» يكشف عن مصير القاتل