بالأرقام.. طيران الشرق الأوسط «يُطيّر» المغتربين والسياح!

طيران الشرق الاوسط

هل يجوز أن تكون رحلة طيران مباشرة من باريس الى بيروت، أغلى بعشرة أضعاف عن رحلة مباشرة من باريس الى تل أبيب في اليوم نفسه.. كما خلال شهر تموز الجاري؟

هل يعمل لبنان كي تربح شركة طيران الشرق الأوسط، أم يجب أن تعمل شركة طيران الشرق الأوسط ليربح لبنان؟ ألا تدرك الشركة ويدرك مسؤولوها أن تسهيل زيارة مليون الى مليوني سائح الى لبنان، (ليس فقط من المغتربين) يؤدي الى زيادة في المداخيل السياحية تتخطى الملياري دولار في السنة؟!

وكيف تكون كلفة بطاقة رحلة مباشرة الى لبنان، أغلى بضعفين على الأقل من تكلفة رحلة غير مباشرة (بطائرتين)؟!

هل يعمل لبنان كي تربح شركة طيران الشرق الأوسط أم يجب أن تعمل شركة طيران الشرق الأوسط ليربح لبنان؟

لبنانيو كندا والولايات المتحدة والبرازيل وأوستراليا، وهم الأكثر عدداً بين المهاجرين اللبنانيين، محرومون من زيارة لبنان، كما يريدون، بسبب تكلفة تذكرة الطيران، التي تصل وتتخطى ال2500 دولار!

ليس الجدال هو على دقة الأرقام، بل على سياسة استبعاد اللبنانيين واستبعاد السواح، بزيارة 1.46 مليون وافد سنوياً (معظمهم من المغتربين اللبنانيين)، مقابل 14 مليون زائر الى دبي (10 أضعاف رقم لبنان)!

ماذا يجري حول لبنان؟

قام حوالي مليوني سائح بزيارة الأردن في الثلث الأول من العام الجاري (أي حتى نهاية شهر نيسان الماضي). وقد تخطى دخل الأردن السياحي في هذه الفترة 2.2 مليار دولار.

يزور تركيا سنوياً حوالى 50 مليون سائح، بينهم أكثر من 4.5 مليون سائح ألماني وحوالى 4 مليون سائح روسي! وقد فاق مدخول تركيا 46 مليار دولار من السياحة العام الماضي، مع متوسط انفاق يومي للسائح هو 89 دولاراً.

إقرأ أيضاً: ميقاتي «يغرق» جريمة القرنة السوداء بـ«بدعة» اللجان..والقضاء الفرنسي يَحجز على ممتلكات سلامة!

زار قبرص حوالى 3.2 مليون سائح في العام 2022. يزورها بالعادة 1.6 مليون سائح روسي سنوياً، وعدد مماثل من الزوار البريطانيين… وتقدر مداخيل قبرص السياحية السنوية بحوالى 2.7 الى 3 مليار دولار!

لبنانيو كندا والولايات المتحدة والبرازيل وأوستراليا محرومون من زيارة لبنان كما يريدون بسبب تكلفة تذكرة الطيران التي تصل وتتخطى ال2500 دولار!

ورشة كبيرة سياحية وإعمارية يجب على لبنان القيام بها لتسهيل مجيء السياح إليه، وليعود وجهة سياحية أساسية عربية وعالمية. وذلك، بالإضافة الى الاصلاح البنيوي، والسياسي والمالي والقضائي والإداري، ومحاربة الهدر والفساد… لا تنقص لبنان عناصر الازدهار، ولكن تنقصه إرادة المساهمة في بناء الدولة!

السابق
حبيب صادق..فارس الجنوب والثقافة يترجل
التالي
الشيخ ابراهيم العاملي نعى العلامة تفاحة..كان عالماً وفقيهاً ونصيراً للمظلومين