الشيخ ابراهيم العاملي نعى العلامة تفاحة..كان عالماً وفقيهاً ونصيراً للمظلومين

السيد احمد تفاحة

نعى خطيب منبر سيد الشهداء عليه السلام الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي فقيد العلم والجهاد العلامة الحجة السيد أحمد زكي تفاحة الحسيني أعلى الله مقامه الذي وافته المنية صباح أمس الثلاثاء بعد معاناة مريرة مع المرض.

وأشار العاملي الى ان “الفقيد  صرف الفقيد شبابه في تحصيل العلوم الدينية في حوزة النجف الأشرف الكبرى ، فدرس على يد كبار فقهائها كالمرجعين الراحلين السيد محسن الطباطبائي الحكيم والسيد أبو القاسم الموسوي الخوئي رحمهما الله”.

وأضاف انه “عاد بعدها من النجف إلى جبل عامل مكللاً بالشهادات العلمية ، ولينتقل لاحقاً للإقامة في بيروت ، متخذاً منها منطلقاً لحركته التبليغية داخل لبنان وخارجه ؛ وليبدأ بذلك حياته الجهادية وكفاحه للدفاع عن كيان ومصالح الطائفة الإسلامية الشيعية. فواكب الحركة الإصلاحية للإمام القائد المغيب السيد موسى الصدر ، وبعد تغييبه احتضن الفقيد شباب حركة أمل يوم هجمت الأحزاب على هذه الحركة بهدف تصفيتها .. فكان الفقيد صاحب الموقف في الانتصار للمحرومين والمستضعفين بصلابة وقوة منقطعي النظير “.

 وتابع العاملي:”أسس الفقيد مركزاً إسلامياً في منطقة المصيطبة هو الأول من نوعه في المنطقة ليواكب الحاجات الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية للشيعة في لبنان ؛ ومن هذا المركز انطلقت الحالة الإسلامية وتربى عدد كبير من الكوادر التي رسمت طريق المقاومة نحو تحرير بيروت والجنوب من الاحتلال الصهيوني ؛ كما كان لتلامذة الفقيد الدور الريادي في حماية الطائفة من عبث القوى الفئوية أثناء الحرب الأهلية”.

أسس الفقيد مركزاً إسلامياً في منطقة المصيطبة هو الأول من نوعه في المنطقة ليواكب الحاجات الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية للشيعة في لبنان

 وصنف الفقيد عشرات الكتب العقائدية والفقهية وفي السيرة والتاريخ والوعظ والتحليل والفكر والسياسة والاجتماع والاقتصاد والأخلاق والآداب .. ومن أشهر كتبه : ” أعلام الهدى ” الذي وجد فيه العلماء ضآلتهم ، تناول فيه الفقيد سيرة أهل البيت عليهم بالدراسة والتحليل بأسلوب رائع ، وسد حاجة فكرية واجتهادية كبيرة لفهم السيرة النبوية وحياة أئمة الشيعة .. “..

 وتربطنا بالراحل الكبير علاقة الخدمة الحسينية منذ أربعين سنة حيث كان أول من بعثنا لزيارة الخطيب الشهير العلامة الشيخ عبد الوهاب الكاشي رحمه الله، للقراءة في عاشوراء في مسجد وحسينية المصيطبة.

واستمر العلامة تفاحة محافظاً على هذه الرابطة بنا لنقرأ عنده لسنوات طويلة في عاشوراء وفي ذكرى وفيات المعصومين عليهم السلام ، وفي كل ليلة جمعة ، وفي مختلف المناسبات.

وكان المؤمنون يحتشدون للمشاركة في هذه المجالس من أطراف بيروت وكل لبنان ، وقد دفع الحضور الكثيف فيها العلامة تفاحة للتفكير في توسعة مسجده وحسينيته .. وبقي الفقيد على تواصل معنا حتى اللحظات الأخيرة من حياته.

إقرأ ايضاً: بالأرقام.. طيران الشرق الأوسط «يُطيّر» المغتربين والسياح!

وكان الفقيد يصحبنا للقيام بزيارات لعلماء الطائفة، وتدور في هذه اللقاءات مباحثات ومناظرات علمية تستدعي التوقف عندها كثيراً .. خصوصاً ما كان يجري في مكتبة العلامة الحجة الشيخ حسن طراد سلمه الله في منطقة الغبيري .. وفي دارة العلامة السيد عباس علي الموسوي سلمه الله صاحب التفسير والمؤلفات المعروفة .. ودارة العلامة الشيخ حسن عبد الساتر سلمه الله صاحب الموسوعة الأصولية الشهيرة ..

    وشكلت خطب الجمعة ومحاضرات العلامة تفاحة في لبنان خارطة طريق للعمل الإسلامي استفاد منها كل المنصفين، كما وجه الفقيد نجله العالم المجاهد القاضي السيد حسين تفاحة سلمه الله للدراسة الحوزوية على يديه وفي حوزة الراحل الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله ، وليتابع السيد حسين ما بدأه والده محافظاً على تراثه وإنجازاته .. فخير خلف لخير سلف.

شكلت خطب الجمعة ومحاضرات العلامة تفاحة في لبنان خارطة طريق للعمل الإسلامي استفاد منها كل المنصفين

    حشر الله الفقيد مع أوليائه الطاهرين محمد وعترته المعصومين، وليرقد بسلام في وادي السلام في جوار مولى المتقين وأمير المؤمنين عليه السلام رزقنا الله زيارته في الحياة ومجاورته بعد الممات إنه سميع مجيب الدعوات ..

   وإلى روحه وأرواح العلماء والشهداء وعامة المؤمنين والمؤمنات ثواب الفاتحة  …

السابق
بالأرقام.. طيران الشرق الأوسط «يُطيّر» المغتربين والسياح!
التالي
جنين تشييع شهداءها بطوفان بشري بعد انتهاء العدوان الاسرائيلي