لا جزية ولا فدية ولا غنائم حربٍ ولا «تبييض» للسلاح

عرض حزب الله العسكري

احتفظ حزب الله بسلاحه بعد الطائف خلافاً لباقي الميليشياّت اللبّنانية بحجة تصدّيه لاعتداءات العدوّ وتحرير مزارع شبعا. وهو يستمرّ بالتمسّك بسلاحه رغم توقيعه صفقة الترسيم مع إسرائيل الصهيونية برعاية الشيطان الأكبر محتفظاً بشمّاعة الحدود البرّية كعنصر ابتزاز دائم…
بالتوازي، وبعدما عجز عن فرض سليمان فرنجية رئيسًا للجمهوريةّ يطُلّ علينا حزب الله داعياً إلى الحوار عوضًا عن قبوله بمبدأ الانتخابات ونتائج الاقتراع، مذكّرًا بقدرته على تعطيل الاستحقاق الدستوريّ إلى ما شاء الله كما فعل في الماضي. في جعبة الحزب المقاوم مطالب لا علاقة لها بالمقاومة، فهو يدعو لإعادة النظر بالنظام وإعطائه تطمينات لسلاحه لا نعلم ما حدودها إضافة إلى تعديلات دستورية تكرّس مناصب جديدةً لصالحه، ليس أقلهّا وزارة المالية و”التوقيع الشيعي” وربما قيادة الجيش …
هكذا وبكل صفاقة يسعى فريق “المقاومة” بعدما قتل وهجّر أهل سوريا إلى لبنان وبعدما أدار سلاحه إلى الداخل مرات ومرات لقتلنا وتهديدنا ونهب خيرات لبنان ونخر مؤسساته وضرب اقتصاده إلى”تبييض” ومقايضة الفتُات من فائض قوّته لقاء مكاسب يفرضها علينا هي أشبه بغنائم حرب أو جزية نؤدّيها.
يعتمد الحزب في عمله على “عدّة شُ غل” قوامها: احتكاره للتمثيل النيابي والوزاري للطائفة الشيعية التي أخضعها بالمال والسلاح وسياسة “السحسوح” والتخوين. يتسلحّ بميثاقيةّ يفصّلها على مقاس أطماعه، يفرض حكومات “الوحدة الوطنية” الملغّمة من داخلها وينادي ب”ديمقراطية توافقيةّ”، في حين أنهّ بعيد كل البعد عن الديمقراطية والحرية التي شكّلت فرادة لبنان وسبب وجوده منذ نشأته. كما يعتمد سياسة فرّق تسد بين العشائر والعائلات الشيعية ويستفيد من حالة العَوَز عند بعض ضعفاء النفوس فيجندّ سرايا مقاومة هي أشبه بالمرتزقة. تتماهى مع حزب الله في غالبية مطامعه دول كبرى مثل أميركا وفرنسا خدمةً لمصالحها المختلفة في المفاوضات النوويةّ والعقود التجارية الدسمة مع إيران ،وفي تطمين إسرائيل التي يرُيحها أن ترى دول المنطقة ولبنان في حال تخبطّ داخليّ مستمرّ.
لذلك، على اللبنانين على تنوّع آرائهم وإتجهاتهم أن يقولوا لحزب الله بكلّ ثبات وعزيمة: لن ندفع فدية ولن نؤدّي جزية لمَ ن خدم ويخدم مصالح إيران على حساب لبنان ولن نمكّنك من الإمساك برئاسة الجمهوريةّ ومجلس النواب ومجلس الوزراء ولن نقبل أن يكون مصير مسيحيي لبنان كمصير مسيحيي فلسطين والعراق وسوريا ومصير سنّته كمصير سنّة سوريا والعراق.
لم يعد من المقبول أن نقدّم لك ولسلاحك أيّ تنازل من أي نوعٍ كان. ليس بوسعك أن تبتلع لبنان ولو احتليته بالقوّة. لن يكون بامكانك أن تقنع شيعة لبنان أنك الحلّ بالنسبة لهم. عدّ إلى ه ديك، اعتذر عمّا فعلت ببلدك وأهلك وادخُ ل السياسة كباقي المكوّنات اللبنانيةّ.

السابق
بعد حادثة القرنة السوداء.. قرار هام من ميقاتي
التالي
«فاجعة» زبقين .. مقتل مروان وساجد بزيع بحادث صدم