بري يهرب من الإنتخابات الرئاسية «المؤخرة» الى النيابية المبكرة!

نبيه بري

تسارعت مروحة الأحداث المحلية والدولية مباشرة بعد واقعة الجلسة 12 التي تركت ألغازا وتساؤلات وإتهامات متبادلة ومناورات بين معسكري الممانعة والمعارضة، ففي الوقت الذي كانت فيه هذه القوى تلملم نقاط الربح والخسارة وتنكب على فكفكة شيفرات الصندوق الأسود وألغاز مغلفاته، وكانت قوى المعارضة تتهم رئيس البرلمان نبيه بري بالمناورة وبإدارته المشبوهة للجلسة، وبالتزامن مع لقاء قمة سعودية فرنسية في قصر الاليزيه دعت لوضع حدّ سريع للفراغ السياسي المؤسساتي، رمي من داخل أسوار قصر عين التينة قنبلة دخانية، كلّف بفك صاعقها نائب زعيم القصر الياس بو صعب بفك صاعقها حيث أطلق فكرة الذهاب الى إنتخابات نيابية مبكرة “إذا كان المجلس عاجزا عن العمل لإنتخاب رئيس للجمهورية والأفرقاء عاجزين على القيام بحوار”.

ورغم نفي مصدر مقرب من عين التينة لـ”جنوبية” أن “يكون بري وراء طرح فكرة الانتخابات المبكرة بل أيدها، أكد في الوقت عينه أن “الانتخابات المبكرة هي إحدى الحلول الديموقراطية، لإعادة تكوين سلطة قادرة على بناء الدولة والخروج من المأزق”.

أي انتخابات نيابية مبكرة ستفرز أكثرية وأقلية

وأكد المصدر أن “أي انتخابات نيابية مبكرة ستفرز أكثرية وأقلية، بعد أن بنت بعض التيارات كتلها على تحالفات باتت بحكم الماضي، وبعد أن أيقن الشارع أنه تعرّض لعملية غش وخداع، من نواب إدعوا الاصلاح وآخرين التغيير”.

تصريح بو صعب آثار جملة تساؤلات حول توقيت فكرة الانتخابات المبكرة ونوايا بري الحقيقية وجديته، وفي هذا الاطار إستغربت مصادر متابعة للملف الرئاسي ل”جنوبية”، “كيف لهذه السلطة أن تجري انتخابات مبكرة تحتاج لقرار دولي وأموال، في حين فشلت حتى في إجراء إنتخابات بلدية، إضافة الى استحالة حل مجلس النواب في ظل غياب السلطة التنفيذية، الا في حال قدّم نصف مجلس النواب استقالاتهم وهذا يحتاج لقرار إقليمي ودولي”؟!

المستفيد من توقيت طرح هذه الفكرة هو الرئيس بري الذي يتعرض لتلويح بعقوبات أميركية

المصادر عينها، وجدت في الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة “ذرا للرماد في العيون ومزحة سمجة لإنهاء ترددات جلسة 14 من حزيران، وإلهاء الرأي العام وصرف الانظار عن ما جرى داخل المجلس، وان المستفيد من توقيت طرح هذه الفكرة هو الرئيس بري الذي يتعرض لتلويح بعقوبات أميركية ولانتقادات وملاحظات جدية حول التعطيل، بعد أن اخذ المنحى السياسي في إدارة الجلسة واهمل الناحية الدستورية”.

وأضافت، “بري الذي إستدعى بو صعب على عجل، هدف الى أزاحة الامور عن كتفيه من خلال طرح فكرة انتخابات نيابية مبكرة، تحت حجة تغيير التوازنات الحالية، التي فشلت في التحاور او في انتخاب رئيس وعاجزة عن اجراء إصلاحات”.

وإذ لفت الى أن “هذا الطرح أخذ المشهد السياسي من الانتخابات الرئاسية الى مقلب واسع يمس النائب والناخب وكل الاطراف، سواء كانت سياسية او مذهبية، أكد ” انه لا يوجد اي كتلة نيابية على استعداد في الوقت الراهن لخوض انتخابات نيابية، بما فيهم الثنائي الشيعي، الذي تعاني قاعدته الشعبية من تململ وتشظي وحرب باردة يضبط إيقاعها بري ونصرالله”.

اي انتخابات في الوقت الراهن لن تؤدي الى حل بل هي هروب من تحت الدلفة لتحت المزراب

وتساءلت هل “ستفرز أي انتخابات مبكرة توازنات جديدة أفضل من الموجود وإنقسام إيجابي؟ وتابع “ان اي انتخابات في الوقت الراهن لن تؤدي الى حل، بل هي هروب من تحت الدلفة لتحت المزراب، من مجلس يحتوي على تنوع معين، الى استقطابات ومكعبات مذهبية شيعية سنية ومسيحية.

وحول إذا كان بري يملك كلمة سر من مكان ما، اشارت الى “أن أحدا لم يسمع حتى الآن اي ردود عربية ودولية حول هذا الطرح، ولكن من المؤكد أن بري إلتقط إشارة فرنسية حول هذا الموضوع، أو ربما هو من إقترح رميه في الإعلام وبالتالي ضرب عصفورين بحجر واحد”.

ورأت انه: “رغم أنها فكرة غير قابلة للحياة إلا انه لا يمكن القول ان هذا الطرح لا قيمة له فهو طرح سياسي جديد في البلد، بموازاة الاستحقاق الرئاسي الذي اصبح في المرتبة الثانية وصرف الانظار عن جلسة 14 حزيرات، وبالتالي لا يمكن الجزم بما أذا كان هذا طرح مرحلي جدي، يحظى بتقاطعات وجو معين عربي اقليمي دولي”.

السابق
انخفاض طفيف بالدولار «الأسود».. هكذا افتتح صباحاً
التالي
خاص «جنوبية»: في أعنف هجوم متبادل.. الحزب لن ينسى «خنجر باسيل المسموم» والتيار يذكره بـ«باصات الدواعش»!