في ذكرى التحرير.. «حزب الله»: الأمر لي!

ما بعد 25 أيار 2000 ليس كما قبله، إذ ان ف”المقاومة” التي رفعت راية الموت لاسرائيل، خلعت عنها قناع التلطي خلف شعارات “القضية” الرنانة، ووجهت بوصلتها الى داخل وقع في قبضة سلاحها، الذي “دك” بنيان الدولة وفتًتت مؤسساتها الشرعية، وبستأثر بدفّة الحكم ويديرها لمصلحة دويلته الآخذة في التمدّد.

استبق “حزب الله” ذكرى عيد التحرير الـ 23 وأعلنها قبل أيام منها بالفم الملآن: “الأمر لي” وما “عراضته” العسكرية الضخمة “المرعبة” عبر “مناورته” الأخيرة بالذخيرة الحية


استبق “حزب الله” ذكرى عيد التحرير الـ 23، وأعلنها قبل أيام منها بالفم الملآن: “الأمر لي”، وما “عراضته” العسكرية الضخمة “المرعبة” عبر “مناورته” الأخيرة بالذخيرة الحية سوى رسالة واضحة ومباشرة، أن كل ما يجري من تفاهمات وتقاربات سعودية وعربية، تصب في مصلحة إيران في المنطقة، وبالتالي تعزز نفوذه في لبنان، فأظهر حجم “دويلته_دولته”، وأوصلها للقاصي والداني، في الداخل كما الخارج، بأن لا قرار أو حلّ إلا بموافقته، وبأن سلاحه خارج المقايضة، والتسوية لن تتم إلا تحت وطأته، شاء من شاء وأبى من أبى.

لكنها كانت “مطلوبة” في معرضها للتأكيد ان لا مساومة على ” بندقية الحزب” وترسانته وان انتهى دورها الفعلي


لم تأت المناورة في توقيتها وحجم عتادها وعتيدها عن عبث، وهي ان جاءت خارج سياق أجواء الانفراجات العربية والإقليمية عقب قمة جدة، لكنها كانت “مطلوبة” في معرضها للتأكيد، أن لا مساومة على ” بندقية الحزب” وترسانته، وان انتهى دورها الفعلي، فالأمن على الحدود “خارج التهديد”، ومقاتلو الحزب اكتفوا بتقديم محاكاة لاقتحام احد المستوطنات الإسرائيلية امام عدسات الصحفيين لـ”التمويه”، بدليل أن جبهة فلسطين باتت غير مرتبطة بالحدود الجنوبية، التي يحكمها اتفاق ترسيم تقاسم فيه مع “العدو الصديق” مغانم “هدنة” تستمر الى أمد طويل.

في السياسة كما في الأمن والاقتصاد الكلمة الفصل للحزب الذي نجح بأن يفرض ما يريده ساعة يشاء و التسليم للأمر الواقع بات سمة كل المشاركين في المشهد


في السياسة كما في الأمن والاقتصاد، الكلمة الفصل للحزب الذي نجح بأن يفرض ما يريده ساعة يشاء، و التسليم للأمر الواقع بات سمة كل المشاركين في المشهد اللبناني حيث المعارضة لم تنجح سوى باتخاذ “مواقف” عصيّة على التطبيق، بوجود سلاح يتم التلويح باشهاره ضد أي صوت نقيض، لنهج حزب يضع شروطه غير القابلة للتفاوض، وبالتحديد في الملف الرئاسي حيث كل الطامحين للمنصب يُمنّون أنفسهم برضاه، ويستخدمون عبارات “الغزل” بالمقاومة لكي يتمكنوا من الوصول الى سدّة كرسي سيكون شكليّاً، طالما أن الحزب المسلّح موجود.. ليبقى لبنان رهينة بيد من يعلمون ما يفعلون.

السابق
تينا ترنر ملكة «الروك اندرول» ألهبت الموسيقى والحياة 83 عاما .. واستراحت!
التالي
جنبلاط يستقيل.. ومؤتمر انتخابي للتقدمي في 25 حزيران