«متحف سرسق» قصرٌ يعود الى الحياة..مرآة العاصمة بكل تنوعها!

متحف سرسق

قصر سرسق العريق لا ينكفيء ولا تنطفىء أنواره النابضة وسط العاصمة بيروت. وقد صمد بوجه انفجار مرفأ بيروت الهائل المريع ولم “يتحطيم” هذا الصرح الثقافي الجميل.

فشل الحاقدون في (مسعاهم!) الهدّام –“الضربة القاضية” للمدينة وجواهرها الثقافية الجمالية البارقة.

غير أن الضربة أو “الصاعة” التي تلقاها “متحف سرسق” لم تكن الأولى التي عصفت بمنارته، فقد مرَّ القصر بمراحل سابقة قاسية،في أيام وسنوات الحرب الأهلية في عام 1975 وبعدها، وصولاً الى العام 2008، حيث أُطلقت ورشة ضخمة استمرت سبع سنوات، لإعادة ترميمه.

يعود أصل المتحف الى تاريخ ذهبي اذ قام ببنائه نقولا إبراهيم سرسق عام 1912 في “حي السراسقة” في بيروت الشهير بقصوره وبمبانيه الفخمة

هذا الصرح الثقافي العريق ارتبط بذاكرة بيروت طويلاً، لكن انفجار المرفأ لفحه بعد ثماني سنوات من إعادة افتتاحه ليلحق أضراراً بالغة فيه. والأسوأ أن الدمار لم يطل الواجهات الخارجية والمبنى فحسب، إنما مقتنيات المتحف التي لا تقدر بثمن.
أما اليوم، فنشهد ولادة جديدة لهذا المعلم البيروتي الساحر ، بعدما عادت الحياة في أرجائه بعد مضي قرابة ثلاث سنوات على أعمال الترميم في ظروف لا تخلو من التحديات.

التاريخ العريق

ويعود أصل المتحف الى تاريخ ذهبي، اذ قام ببنائه نقولا إبراهيم سرسق عام 1912 في “حي السراسقة” في بيروت، الشهير بقصوره وبمبانيه الفخمة.

إقرأ أيضاً: الأصدقاء العرب «حائرون» في توصيف القمة!

ودفعه عشقه للفنون إلى أن يوصي بنقل ملكيته إلى مدينة بيروت بعد وفاته، على أن يتحول إلى متحف لنشر الثقافة ولدعم الفنانين اللبنانيين والترويج لأعمالهم، وانتقلت ملكية القصر بناء على وصية صاحبه إلى بلدية بيروت من عام 1952، إلا أنه لم يتحول إلى متحف في مرحلة أولى، بل إلى مضافة رسمية لاستقبال الملوك ورؤساء الدول في عهد الرئيس كميل شمعون، عاد وتحول إلى متحف في عام 1961 مع افتتاح “معرض الخريف” الذي أصبح تقليداً سنوياً.

مجموعة فؤاد دباس وفيها أكثر من 30 ألف صورة فوتوغرافية تعود إلى ما بين عامي 1830 و1960

وأبرز الأنشطة التي اشتهر بها المتحف في نشره للثقافة والفن، في الوقت نفسه، بنى المتحف مجموعاته الخاصة وأقام المعارض المحلية والعالمية، إلى أن أقفل في عام 2008 بشكل مؤقت لتجديده والتوسع فيه، فتضاعفت مساحته أكثر من خمس مرات حتى بلغت 5000 متر مربع مع خمس صالات عرض، وأضيفت أربعة طوابق تحت المبنى القائم دون المس بتصميمه الأساسي، كما أُضيفت قاعة المعارض المؤقتة وقاعة المحاضرات وصالة المجموعات الدائمة ومكتبة ومتجر ومطعم. (المجموعات الخمس الدائمة في المتحف ):

  • المجموعة الشرقية التي تضم تحفاً من الفن الإسلامي القديم والفن العثماني وأيقونات بيزنطية
  • مجموعة فؤاد دباس وفيها أكثر من 30 ألف صورة فوتوغرافية تعود إلى ما بين عامي 1830 و1960.
  • مجموعة نقولا سرسق، وتضم مجموعة من المفروشات والإكسسوارات والأعمال الفنية لمالك المتحف ومكتبه، وقد يكون الصالون العربي في الطابق الأول من المعالم الأكثر جذباً في المتحف لما يتميز به من طابع عريق وفخامة، وقد استقدم من دمشق في عشرينيات القرن الماضي، فيشهد على مستوى الفنون الحرفية في تلك الحقبة، إذ يتميز بتصميمه الخشبي المزين بالزخارف التي تغطي الجدران والأسقف.
  • مجموعة الفن الحديث والمعاصر التي تقدم أعمالاً لفنانين من لبنان والعالم.
    وتضاف إليها، المجموعات الخاصة بالمتحف ومن ضمنها أعمال الطباعة الحفرية اليابانية التي أهدتها السفارة اليابانية إلى المتحف عندما أقام معرضاً قدم فيه هذا الفن.
    المتحف كأنه صورة عن مدينة بيروت بكل ما فيها من تنوع.
السابق
بعدسة «جنوبية»..محمد شقير أطلق تجمع «كلنا لبيروت»
التالي
دعوة واخرى مضادة.. السعودي يمنع أي نشاط أو تحرك على شاطئ صيدا الشعبي!