هل التحقتْ باريس بـ «حياد» الرياض حيال رئاسية لبنان؟

سليمان فرنجية

أتى تزخيم الحِراك السعودي في لبنان، في الوقت الذي ازداد الحديث عن سقوط المبادرة الفرنسية التي حاولت تسويق فرنجية رئيساً مقابل رئيس حكومة قريب مما كان يُعرف بقوى 14 مارس (نواف سلام) وأن باريس أيضاً صارت في موقع شبه محايِد، من دون أن تكون اكتملت بعد عناصر «خطة باء» خارجية تتقاطع المعطيات عند أن مرتكزاتها ينبغي أن تكون لبنانية.

ومن هنا أبلغت مصادر مطلعة على كواليس التحركات الداخلية – سواء على خط المعارضة أو بين مكوناتٍ رئيسية فيها مثل القوات اللبنانية و«التيار الحر» – إلى «الراي» أن ثمة محاولة جدية للاستفادة من momentum سقوط المبادرة الفرنسية وإقامة Lobbying داخلي للتفاهم على اسم موحّد يكون كفيلاً بحصْد 65 صوتاً وتالياً تحقيق الاختراق المنشود بعيداً من «لعبة التسلية باسمين او 3».

محاولة جدية للاستفادة من momentum سقوط المبادرة الفرنسية وإقامة Lobbying داخلي للتفاهم على اسم موحّد يكون كفيلاً بحصْد 65 صوتاً

وفي حين أشارت المصادر إلى أن الاتصالات بين أطراف المعارضة لم تصل بعد إلى الهدف المنشود، عبّرتْ عن شكوك في مدى قدرة رئيس «التيار الحر» النائب جبران باسيل على الذهاب بعيداً في التفلّت من «حزب الله» في الملف الرئاسي وإدارته بحساباتٍ منفصلة بالكامل عما يبغي الحزب تحقيقه من ترشيح فرنجية ولا سيما بعدما حجز (الحزب) من خلاله موقعاً متقدماً على الطاولة الرئاسية وباتت الأثمان التي يمكن أن يحصدها من التخلي عنه توازي التي سيحصّلها من وصوله الى قصر بعبدا.

وفي رأي المصادر، أن باسيل الذي أسقط واقعياً برفْضه السير بفرنجية مرشّح «حزب الله»، يتفادى التمادي في انتزاع توقيت التنازل عن هذا الترشيح من يد الحزب، بحيث إن أي اتفاقٍ يعقده التيار مع المعارضة حالياً سيعني أن حزب الله خسر ورقة زعيم «المردة» بلا أي ثمن.

 باسيل يفضّل بقاء الربط مع حزب الله في الاستحقاق الرئاسي عبر اللعب على مختلف حباله

وفيما تعتبر المصادر عيْنها أن انفتاح باسيل على التواصل مع المعارضة يستفيد منه في أحد جوانبه ليستعجل «حزب الله» أن يتفق معه على مرشح غير فرنجية قبل أن يتفاهم مع خصوم الحزب على اسم واحد، مشيرة إلى أنه في اللحظة التي يعلن التيار الاتفاق مع المعارضة على مرشح «يكون بات ظهر حزب الله إلى الحائط، وباسيل يتجنّب حشْر الحزب لهذه الدرجة»، رأت أن التيار الحر يضع في حساباته أيضاً أن «المحور الذي استثمر فيه لسنوات، استعاد حضوره إقليمياً وأن الرئيس بشار الأسد استردّ موقعه عربياً، وهذا ما يجعل أن لا مصلحة له في ترْك مركب الممانعة الذي يَعتبر أنه تجاوَز العواصف، ليعقد تفاهماً مع المعارضة التي لا يمكن أن يتفق معها على قاعدة من المحاصصة، وبالتالي فإن باسيل يفضّل بقاء الربط مع حزب الله في الاستحقاق الرئاسي عبر اللعب على مختلف حباله».

إقرأ ايضاً: الحراك السعودي «يُسخن» الملف الرئاسي..وتقدم على خط «توحيد المعارضة»!

وتشير المصادر إلى أنه «صحيح أن الملف الرئاسي محكوم حتى الساعة بستاتيكو من المراوحة ولكنه مرشّح للتحرك في أي لحظة، في ضوء خروج الخارج من المبادرة الفرنسية ومحاولة الداخل تَلَمُّس طريق لإنهاء الشغور تحت وهج إلحاح عواصم القرار العربية والغربية على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس».

السابق
نصرالله يُلوّح بجبهة الجنوب لـ«الـتخفيف» عن غزة..و«حاكمية المركزي» على خطى بعبدا!
التالي
مخاوف من إنقطاع تواصل لبنان المالي مع العالم!