مسلحون مطلوبون إرتكبوا «جريمة بتدعي» تأميناً لفرارهم.. وهذا ما اعترف به أحد الموقوفين أمام المجلس العدلي

مرتبكاً في إجاباته، بدا احد الموقوفين في”جريمة بتدعي” التي ذهب ضحيتها كل من صبحي الفخري وزوجته نديمة وإصابة ثلاثة من ابنائهما السبعة، عندما إقتحمت مجموعة مسلحة يقودها المتهم الفار قزحيا ياسين جعفر، منزل الضحيتين في بلدة بتدعي البقاعية صباح الخامس عشر من شهر تشرين الثاني عام 2014 للاستيلاء على سيارات اصحاب المنزل هربا من قوة امنية للجيش كانت تلاحق المطلوبين في ذلك اليوم براً وجواً، في منطقة الدار الواسعة، ما دفعهم الى الخروج من”وكرهم” هربا.

فعلي ياسين جعفر تمسك طوال فترة استجوابه امام المجلس العدلي لحوالي اكثر من ساعة بإنكاره إقدام شقيقه او اي من المسلحين على اطلاق النار على الضحيتين والجرحى، وذهب ابعد من ذلك في دفاعه عن نفسه اولا ليزعم انهم هم من تعرضوا لاطلاق نار من المنزل، ثم عن شقيقه قزحيا الذي قال عنه انه يعرف المغدور واولاده “وتوجد زيارات متبادلة بينهم” ، قبل ان تنجح ممثلة النيابة العامة القاضية ميرنا كلاس في إنتزاع إعترافه عن شقيقه”انه اطلق النار على احد ابناء المغدور”.

إنطلق المجلس العدلي اليوم برئاسة القاضي سهيل عبود في استجواب الموقوفين السبعة ، بعد ان قرر محاكمة تسعة آخرين فارين بالصورة الغيابية ووضع مذكرات التوقيف الغيابية الصادرة بحقهم موضع التنفيذ ، فضلا عن تجريدهم من حقوقهم المدنية او التصرف باملاكهم المنقولة وغير المنقولة.

واستجوب المجلس موقوفا واحدا شارك في اقتحام منزل الضحيتين، بحضور وكلاء الدفاع عن الموقوفين ، الى علي ياسين جعفر، كل من علي محمد سليم جعفر وعلي خالد جعفر وحمدان علي صبحي جعفر وعلي حسين عاصي ومخول حبيب فارس وعلي محمد جهجاه جعفر. ومثّل الجهة المدعية المحاميان روبير جبور وأنطوان ابو جودة عن ورثة الضحيتين ابناءهم السبعة.

وأنكر علي ياسين جعفر ان يكون قد دخل منزل الضحيتين او شقيقه الفار قزحيا، انما”انتظرت انا في السيارة وكان بحوزتي سلاح كلاشينكوف”، وان اطلاق نار حصل من داخل منزل المغدورين باتجاههم ، مضيفا ان غاية شقيقه من توجهه الى المنزل هو طلب المساعدة التي تتمثل بالحصول على سياراتهم للهرب من القوة الامنية التي كانت تطاردهم برا وجوا. ثم عاد الموقوف ليقول ان شقيقه قزحيا توجه الى المنزل وكان بحوزته رشاشا حربيا ، لكنه لم يدخله.

الهدف كان تبديل سيارتنا للتضليل ولم نحصل عليها بالقوة او نطلق النار على آل فخري

وقع المتهم في تناقض فاضح حين افاد اولا انه لم يكن الهدف هو الاستيلاء على السيارات ، انما”سيارتنا كانت قد نفذت من الوقود”، ثم قال:”كان بعد فيها شوي”، وأردف:”الهدف كان تبديل سيارتنا للتضليل ولم نحصل عليها بالقوة او نطلق النار على آل فخري”.

وكان المجلس قد تلا في بداية الجلسة التي رفعها الى التاسع عشر من شهر ايار المقبل لمتابعة الاستجوابات، القرار الاتهامي الذي أورد في وقائعه تفاصيل الجريمة المزدوجة ، وابرز ما جاء فيه ان قزحيا جعفر كان يتزعم مجموعة مسلحة قوامها مطلوبين. وبعد خطة عسكرية للجيش بالمداهمة في الدار الواسعة، فجر ذلك اليوم، توارى هؤلاء باتجاه وادي الزينية لكنهم لم يتمكنوا من الوصول اليها بسبب تمركز قوة عسكرية ليعودوا الى الدار الواسعة والانعطاف منها باتجاه بوداي.

كانت عملية الجيش واسعة النطاق، لم يستطع خلالها المتهمون من النفاذ من الطوق الامني، حيث تعطلت احدى السيارتين اللتين كانوا على متنها بعد اصطدامها بصخرة، وانسبوا منها الى السيارة الثانية.

حاول المسلحون الوصول الى حي الشراونة من بلدة بتدعي، فطلب من شقيقه الاخر الفار سعدالله الذي كان يرأس مجموعة مسلحة اخرى التوقف امام منزل صبحي الفخري للاستيلاء على سيارتين بهدف التمويه بعد مراقبتهم جوا من قبل الطوافات العسكرية.

حصل صراخ من قبل المسلحين وشتائم وتهديد بالقتل واطلاق نار ، ما ادى الى استيقاظ الاولاد ليشاهدوا والدتهم مصابة ومضرجة بدمائها

كانت الساعة قد تجاوزت السابعة صباحا عندما قرع قزحيا باب المنزل بعنف وبرفقته علي محمد جهجاه جعفلر وهادي فادي جعفر وغازي محمود جعفر، فيما تولى علي محمد جعفر وعلي خالد جعفر وعلي ياسين جعفر تنفيذ انتشار مسلح، وما ان بادر صاحب المنزل صبحي فتح الباب حتى فوجىء بشهر اسلحة بوجهه لتسليم سيارات له. وحصل صراخ من قبل المسلحين وشتائم وتهديد بالقتل واطلاق نار ، ما ادى الى استيقاظ الاولاد ليشاهدوا والدتهم مصابة ومضرجة بدمائها، ليتابع المسلحون اطلاق النار واصابة والدهم مباشرة.

وكان اولاد المغدورين قد حاولوا الدفاع عن والدهم ، ونتج عن ذلك اطلاق نار اصابة اربعة منهم احدهم كان بحال الخطر، فيما توفيت والدتهم بعد نقلها الى المستشفى وفارقت الحياة مسار فيما توفي صبحي بعد يومين من الحادثة.

اعتقد الصيادون للوهلة الاولى ان المسلحين من تنظيم داعش فرضخوا للتهديد

قرر قزحيا تعديل الخطة ومغادرة المنزل الذي ترافق بإطلاق النار باتجاه المنزل، وانطلقوا باتجاه سهل بتدعي ليفاجأوا ب”صيادين”، تمكنوا من الاستيلاء على اثنين من سياراتهم الثلاثة. واعتقد “الصيادون للوهلة الاولى ان المسلحين من تنظيم داعش فرضخوا للتهديد . واتجه المسلحون بالسيارتين الى ايعات وتمكنوا من بلوغ قرية الحويك السورية حيث باتوا في منزل ابو علي جعفر مجهول الهوية وبقوا هناك لمدة شهر ونصف .

وضغط قزحيا باتجاه عدم تسليم اي متهم قبل المصالحة مع آل فخري وإسقاط حقوقهم.

السابق
خطف محامٍ في طرابلس!؟
التالي
خاص «جنوبية»: «أمر عمليات» إيراني لـ«حزب الله».. «الإقلاع» عن فرنجية و«الإصغاء» للطروحات القطرية!