الفنان سامي خياط «خيّط» الضحكات وطرّز البسمات على الوجوه والبلاد وغاب!

غابت “الضحكة الكبرى والبسمة الأكبر” بعدما غاب سامي خياط، المخرج والكاتب والممثل المسرحي، أحد روّاد المسرح الفكاهي في لبنان.

مسيرة الراحل بدأت على خشبة المسرح في العام 1960 بمسرحية حملت عنوان “موليه أوغو وسوفوكول” وكانت أعماله المسرحية ساخرة


تعرفت على الراحل قبل أربعة عقود، وذلك خلال لقاء،صدفة، جمعنا في رحلة طيران وسفر من باريس الى بيروت. إذ شاءت الصدفة أن نلتقي في الطائرة وأن نتجالس في مقعدين متجاورين. لم أكن يومها على دراية كافية بفنه وأهميته في مسرح الفن الكوميدي. لكنني حفظت شكله وضحكته من خلال الشاشة الصغيرة.المهم أذكر أنني تحادثت معه يومها مطولا كما لو أني أعرفه سابقا. عرّفته على نفسي ،فرحب بالحديث الذي استمر طيلة مدة الرحلة، ثلاث ساعات ونصف الساعة..افترقنا في مطار بيروت، ومنذ ذلك الفراق، حضر اسمه وفنه في اهتماماتي ومتابعاتي الصحافية وسواها..ثم تتالت اللقاءات مع سامي. اتصلت به مرات كثيرة والتقينا مرات قليلة، على فنجان شاي، والتقيته كثيراً في أغلب أعماله ومسرحياته بعدما حضرتها وتابعتها..
وأذكر وأتذكر اليوم جيدا، ذلك اللقاء الذي جمعنا،في مكتبنا في جريدة النهار في الحمراء، سامي والزميلة الراحلة مي منسى وأنا، حيث حاورناه لمناسبة إنطلاق إحدى مسرحياته، ولا أنسى تلك الضحكة الذي كررها لحظة دخوله المكتب، وتبعها بصوت يقلد صوت البسينة (عووو نيووووو)، فأجهشنا بالضحك معه، الأمر الذي حرّك فضول الشاعر شوقي أبي شقرا في مكتبه المجاور، فهرع إلينا لمعرفة ما يحدث.
مسيرة الراحل بدأت على خشبة المسرح في العام 1960، بمسرحية حملت عنوان “موليه أوغو وسوفوكول”، وكانت أعماله المسرحية ساخرة.

تميّز سامي باستخدام اللغة الفرنسية بطلاقة وكانت ترافقه في مسرحياته زوجته نايلة خياط التي كانت ينتظرها الجمهور بأدوار عدّة


تميّز سامي باستخدام اللغة الفرنسية بطلاقة، وكانت ترافقه في مسرحياته زوجته نايلة خياط، التي كانت ينتظرها الجمهور بأدوار عدّة، وأبرزها تأدية أغنيات داليدا، وتقليدها لشخصية شارلي شابلن.
لم يغب عن جمهوره طيلة الستين عاماً، حتى في ظل الحرب اللبنانية.
أعماله الفنية عالجت المشكلات اللبنانية بطرافة، وعُرف عنه أنّه كان مدافعاً شرساً عن حقوق الحيوانات، انطلاقاً من أنّه كان رئيس جمعية تناهض الانتهاكات التي تتعرّض لها الحيوانات.

منحت فرنسا سامي خيّاط وسام الفنون والأداب برتبة ضابط


ومن أبرز أعماله، “أبو كليبس”، “الياس فور الياس”، و”مسرح الساعة العاشرة”.
منحت فرنسا سامي خيّاط وسام الفنون والأداب برتبة ضابط.
بغياب سامي خياط يفقد المسرح الكوميدي ركناً أساسياً من اركان المسرح الكوميدي، وشخصية خاصّة جداً ومثقّفة جداً.
سامي الكاتب والفنان والمخرج والممثل والضاحك والساخر المتمكّن من أدواته الفنية اللاذعة، غادر الحياة في وطنه المصاب بالعبوس، فأين صحكتك يا سامي!

السابق
ملتقى التأثير المدني: الشعبوية والارتِجال والدّيماغوجيا دمارٌ للبنان!
التالي
«الغرف السوداء» تُهدّد الحريات العامة في لبنان!