لبنان بين الفراغ والفوضى!

جعجع غريو

فليكن الفراغ الطويل..

بتلك الكلمات الثلاث الحاسمة، رد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على آن غريو السفيرة الفرنسية لدى بيروت حين خيَرته بين دعم وصول النائب السابق سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة الأولى وبين دخول البلاد في فراغ طويل…

لم يُخَيَر جعجع، وفق مصدر مقرب من قيادة القوات، إلا بعدما وعدته السفيرة بمواقع وزارية وإدارية وازنة في العهد المقبل إن وافق على انتخاب فرنجية..

المصدر وفي خضم حديثه عن لقاء جعجع – غريو، يستعمل عبارة “العصا والجزرة”، (عبارة سياسية استخدمتها للمرة الأولى مجلة الإيكونومست البريطانية عام 1948 في إشارة إلى سياسة تقديم مزيج من المكافآت والعقاب للحث على سلوك معين)، للدلالة على طريقة مقاربة السفيرة الفرنسية لقضية «بلادها» في إيصال فرنجية..

وجود صراع أجنحة داخل الإدارة الفرنسية إحداها يسوق إسم فرنجية في حين أن الأخرى ترفض دخول الديبلوماسية الفرنسية في دعم هذا المرشح الرئاسي أو ذاك!

أسلوب غريو هذا، سرعان ما علمت به وزارة الخارجية الفرنسية فكانت غير راضية ليس فقط على هذا التصرف فحسب بل على أداء قصر الإليزيه ودوره في الملف الرئاسي اللبناني باعتبار، يتابع المصدر، أن باتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون يقف خلف هذا التوجه.. وهنا، تكشف تلك الواقعة، وفق المصدر، عن وجود صراع أجنحة داخل الإدارة الفرنسية،إحداها يسوق إسم فرنجية في حين أن الأخرى ترفض دخول الديبلوماسية الفرنسية في دعم هذا المرشح الرئاسي أو ذاك..

إقرأ ايضاً: إستياء أممي من ترحيل النازحين..والخناق الدولي يضيق على «منظومة حزب الله-سلامة»!

بعيداً من هذا الحراك الفرنسي، لا يوجد حتى الآن أي دعم دولي أو إقليمي مباشر لإيصال فرنجية إلى سدة الرئاسة لتكون باريس ومعها حزب الله في الداخل اللبناني، الداعمين الوحيدين.

ولكن ماذا عن بقية الأطراف المسيحية (تيار عون – كتائب) المعنية مباشرة بالموقع المسيحي الأول (رئاسة الجمهورية) والتي ترفض جهاراً انتخاب فرنجية؟

فتلك الأطراف ومعها القوات تتفق على الـ«لا» لفرنجية ولكن ماذا لو اتفقت على الـ«نعم» لمرشح مشترك فيما بينها،تسعى البطريركية المارونية جاهدة لإيجاده؟

أمام هذه الأسئلة وسواها، يستذكر البعض واقعة شهيرة تعود أحداثها إلى العام 1988 (عشية انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل) يوم قصد ريتشارد مورفي المبعوث الأميركي إلى لبنان البطريركية المارونية آتياً من دمشق وأطلق عبارته الشهيرة «مخايل الضاهر (مرشح رئاسي راحل) أو الفوضى»..

في تلك الفترة، قاطعت القيادات المسيحية جلسات انتخاب الرئيس عبر تحركات سياسية وميدانية منعت التئام البرلمان فلم ينتخب الضاهر وكان الفراغ الطويل والفوضى.

السابق
ايام نيسان الاخيرة مليئة بالامطار..هذا ما كشفته مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية!
التالي
المساعي الخارجية لحل أزمة الرئاسة اللبنانية تصطدم بتصلب داخلي!