الدين والدولة.. ندوة السيد محمد حسن الامين

السيد محمد حسن الامين

بمناسبة مرور عامين على رحيل العلامة السيد محمد حسن الأمين، اقيم لقاء مع العلامة السيد علي الأمين في “منتدى جنوبية” الأسبوع الماضي، فعرض أفكارهما في شؤون الدين والدولة، والموقف من الحاكمية وولاية الفقيه. 

يؤكد السيد علي الأمين أن المقصود بالآية الكريمة:  “ومن لم يحكم بما أملى الله، فأولئك هم الكافرون”. معناها إقامة العدل وليس الحكم السياسي”. فالعدل يأتي بعد التوحيد وقبل النبوة.   فالدين، بالنسبة لهما، مشروع هداية ودعوة وليس مشروع سلطة، بحسب الشعر المروي منذ حقب طويلة:” لكل أناس دولة يرقبونها ودولتنا في آخر الدهر تظهر”.  

اضاف: “السلطة شأن بشري وليست شأنا دينياً إلهياً، لأنها تتغير باستمرار، وهذا لا يتناسب مع العقيدة الثابتة التي لا تسمح بهذا التغيير الذي يحدث في العالم السياسي. 
كانت العلاقة دائماً بين الدين والسلطة في النجف سلبية، والأساس الابتعاد عن السلطة.   أما الحاكمية فهي لله سبحانه وتعالى واذا كانت الحاكمية لله، فمن يحكم باسم الله هو مغتصب للحاكمية”.  

وتابع: “لقد طرحت الحاكمية ليس بالمعنى السياسي وانما بمعنى الحكم بين المتخاصمين بالعدل. وان حكمتم بين الناس فلتحكموا  بالعدل. ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون. لكن البعض، يطرح انه اذا كانت الارادة الشعبية مع تطبيق دولة دينية، انطلاقاً من مبدأ الديموقراطية،  فلتكن دولة دينية. لكن إذا راجعنا تجربة إيران الاسلامية، بحسب الراحل السيد محمد حسن الأمين، فالخميني، صاحب نظرية ولاية الفقيه “يقول أن الأمة يجب ان يكون على رأسها فقيه هو بمثابة ولي الأمر للمسلمين جميعاً”.

وقال: “لقد وجد الفرصة، بعد نجاح الثورة في إيران، مؤاتية لطرح هذه الفكرة في استفتاء على شعب ايران فاكتسبت ولاية الفقيه تفويضا باختيار الشعب الايراني لها، فأُعلنت دولة ولاية الفقيه، وأصبحت بعد ذلك مصدر شرعية السلطة في إيران، ولم تعد الشرعية قائمة على الانتخاب بل على ولاية الفقيه.” 

ولفت الى ان “الاستفتاء، وهو آلية ديموقراطية، استخدم لنسف الديموقراطية نفسها، على غرار ما حصل بعد انتخاب هتلر ديموقراطياً.  ان اللجوء الى الآلية الديموقراطية والاقتراع لحكم دولة اسلامية يحمل خطر تحولها الى ديكتاتورية تحكم باسم الاسلام وتلغي الارادة الشعبية وتقمع هذه الارادة فيما لو طالبت بالتغيير أو باستفتاء جديد، كما يحصل للثورة المطالبة بتغيير الحكم في ايران”.

السابق
الذكرى السنوية الثانية لرحيل العلامة الامين.. «فقيد البيان»
التالي
نقاشات شيعية لما بعد الإتفاق الإيراني – السعودي: أي دور وأي مشروع؟