نقاشات شيعية لما بعد الإتفاق الإيراني – السعودي: أي دور وأي مشروع؟

الاتفاق الايراني- السعودي

تدور بين عدد من الأوساط الشيعية العربية في بيروت وبعض الدول العربية نقاشات هامة من أجل تقييم الإتفاق السعودي – الإيراني برعاية صينية وانعكاس هذا الاتفاق على الاوضاع في الدول العربية والاسلامية ، وخصوصا تلك الدول التي عانت ولا تزال من جراء الصراعات التي شهدتها المنطقة في خلال السنوات العشر الاخيرة كلبنان وسوريا والبحرين واليمن والعراق.

فما هي أبرز خلاصات هذه النقاشات؟ وهل سنكون أمام مرحلة جديدة على صعيد دور الشيعة العرب ومستقبلهم؟ وما هو المشروع المستقبلي الذي يطرح خلال هذه النقاشات بعد الاتفاق الايراني – السعودي ودور الصين المتزايد في المنطقة؟

يمكن إيراد أهمّ الملاحظات والاستنتاجات من خلال النقاشات الجارية وهي كالتالي:

اولا : لقد شكّل هذا الاتفاق تطورًا مهمًا في العلاقات السعودية – الايرانية وستكون له انعكاسات مهمة وايجابية على كل دول المنطقة وهو ينهي فترة طويلة من الصراعات والسجالات والحملات الاعلامية التي شهدتها المنطقة والتي تحولت الى صراع مذهبي سني – شيعي.

اقرأ أيضاً: الاتفاق السعودي-الإيراني: تحدي الانتقال من «الحرب الباردة» إلى «السلام الدافئ

ثانيا : يؤكد هذا الاتفاق صحة أصحاب الرؤية القائلة بأن لا مصلحة لزج العالم العربي في صراع مذهبي ( سني – شيعي) أو قومي( عربي – فارسي) وانه كان يمكن بالامكان تجنب المنطقة كل هذه الصراعات لو حصل التفاهم سابقًا من دون الذهاب الى صراعات عسكرية وإعلامية وسياسية، لكان حصوله اليوم يساهم في الذهاب الى مرحلة جديدة ومن المهم الاستفادة منه لتعميق الحوارات العربية – العربية والعربية – الايرانية والعمل لتعزيز الوحدة الاسلامية ورفض كل اشكال العنف والتطرف.

ثالثا : يشيد بعض المشاركين في هذه النقاشات بالاداء الخاص لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وقدرته على اتخاذ قرارات استقلالية والعمل لبناء رؤية سعودية جديدة سواء على الصعيد الداخلي والخارجي ، وفي حين اعتبر بعض المشاركين ان ما جرى يشكّل تراجعا في السياسات السعودية بعد سنوات من التصعيد ، فان مشاركين آخرين يؤكدون أن الاتفاق لمصلحة البلدين ويتضمن تنازلات متبادلة وهو حاجة لكليهما وهو يشكّل فرصة مهمة لبناء سياسات مشتركة بين البلدين على الصعيد الاقليمي والدولي.

رابعًا : يتوقع المشاركون في النقاشات أن ينعكس الاتفاق بشكل ايجابي على كل ملفات المنطقة وإن كانت الاولوية لملف اليمن والذي يشهد تطورات ايجابية ومن ثم الملف السوري ويمكن لاحقا ملف لبنان والبحرين وهذان الملفان يحتاجان لجهود داخلية كبيرة للوصول الى معالجات لهما.

خامسًا : أشاد المشاركون في النقاشات بالجهود التي بذلها كل من العراق وسلطنة عمان في دعم الحوار السعودي- الايراني واللقاءات التمهيدية التي عقدت في عاصمتي البلدين وهم يؤكدون الدور الحواري لهذين البلدين ويمكن أن يتم تعزيز هذا الدور مستقبلاً مع أهمية اعادة تفعيل الدور اللبناني في الحوار الاسلامي- الاسلامي والاسلامي – المسيحي والحوار العربي – الايراني- التركي عبر مختلف المؤسسات والمنتديات الناشطة في هذا المجال.

سادسًا : طرح بعض المشاركين ضرورة مواكبة هذه الاجواء الايجابية من خلال تفعيل دور المرجعيات الدينية في الحوار الاسلامي – الاسلامي والاسلامي – المسيحي ولا سيما مع مشيخة الازهر والفاتيكان والمرجعيات الدينية في النجف وقم وكذلك المؤسسة الدينية في تركيا ورابطة العالم الاسلامي في السعودية والاستفادة من كل الوثائق التي أطلقت سابقا والمؤتمرات التي عقدت لتفعيل الحوار والدعوة لدولة المواطنة ورفض العنف وخصوصا وثيقة الاخوة الانسانية التي اطلقها بابا الفاتيكان وشيخ الازهر ووثائق الازهر وغيرها من الوثائق المهمة .

سابعًا : دعا بعض المشاركين في هذه النقاشات الى اعادة تقييم المراحلة الماضية ولا سيما على صعيد دور الشيعة العرب والعلاقات مع ايران وكيفية بناء رؤية جديدة تجمع بين اهمية العلاقة الايجابية مع ايران مع الحفاظ على استقلالية الدور الشيعي العربي واولوية الاهتمام بكل دول ، واهمية الاستفادة من طروحات العلماء الشيعة الكبار كالامام السيد موسى الصدر والامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين والمرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله وغيرهم من العلماء.

وفي الختام، يمكن التأكيد أن الخلاصة الاهم لهذه النقاشات أننا أمام تطوّر مهم اقليمي ودولي وعلينا مواكبة هذا التطور برؤية جديدة تستفيد من كل الايجابيات لبناء سياسات جديدة لا تعيدنا الى الوراء ووضع أسس جديدة للدور المستقبلي للشيعة العرب في المرحلة المقبلة.
فهل يستجيب المعنيون وأصحاب القرار لهذه الأفكار والاقتراحات والملاحظات؟

السابق
الدين والدولة.. ندوة السيد محمد حسن الامين
التالي
باسيل: أسهل شي مقاطعة الجلسة والمشاركة بحفلة الكذب. شو رأيكم؟