مراجعة في كتاب «التأويل والهرمنوطيقا»

كتاب الهرمنوطيقا

لقد صدرت الطبعة الثانية من كتاب “التأويل والهرمنوطيقا دراسات في آليات القراءة والتفسير” لمجموعة من المؤلفين وذلك عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي ومن سلسلة الدراسات القرآنية.
الكثير منا لا يعرفون اي شيء عن علم التأويل رغم أهمية هذا الموضوع وتأثيره على بعض ما ندرس او نبحث و حتى على حياتنا فيأتي هذا الكتاب لكي يعطي المعارف الكافية عنه فهو يتحدث عن التأويل والهرمنوطيقا بشكل عام ويربطها بشكل خاص مع تطبيقها على القرآن الكريم.

فالكتاب يتألف من سبعة أقسام وكل مؤلف كتب قسماً منه وحيث كل قسم فيه معلومات جديدة وأسلوب مختلف عن الآخر ولكن متسلسلين ومرتبطين بطريقة متناغمة تناسب محتوى الكتاب والهدف الذي يريد إيصاله. هذا الأمر يحمس على القرءاة ويغني كل نص بالمعارف والمعلومات. كما ان كل كاتب ربط موضوع الهرمنوطيقا بين الماضي، الحاضر وحتى فتح آفاق للمستقبل.

اقرأ أيضاً: تاريخ النهضة في جبل عامل (17): محمد شرارة.. شيخ عاملي اعتنق الماركسية ولم يبارح بغداد!

القسم الاول هو للدكتور محمد تقي فعالي ( دكتوراه في القرآن وعلومه) ولقد تحدث عن تفسير النصوص المقدسة في قراءتين: دراسة في الهرمنوطيقا المعاصرة.

الأسلوب الذي استخدمه كان الأسهل من بين الاقسام الأخرى ولقد شرح كل شيء بشكل مبسط وتكلم عن بداية هذا العلم وتطبيق الهرمنوطيقا على النصوص المقدسة عند اليهود والمسيحية ومن ثم ختم بمعلومات مكثفة عن تأويل القرآن الكريم وبصراحة اعتقد هذا المقطع بالذات يوصل فكرة الكتاب بشكل سلس ومختصر.

القسم الثاني مع الدكتور اسعد قطان ( دكتوراة في الهرمنوطيقا) وقد عالج موضوع الهرمنوطيقا الحديثة وفهم النص.
تكلم عن الهرمنوطيقا منذ بدايتها القديمة والحديثة منها ومؤسسها وعدة نقاط متعلقة بها وعن دور المفسر في تشكيل المعنى وعن كيفية التعامل مع النص وفن التفسير اي انه قسم كامل يعطينا جوهر المهرمنوطيقا والاشكاليات المتعلقة بها.

القسم الثالث التأويل وتحصيل البرهان في الفكر الاسلامي مع الاستاذ عبد القادر فيدوح (استاذ جامعي) لقد وضع مخطط تام عن التأويل وارتباطه بالفكر الإسلامي ومع العلماء والفلاسفة القدامى ولقد تكلم عن تحديد التأويل وارتباط التأويل بالفلسفة وطرح عديد من الاشكاليات والأراء عن الموضوع والمعلومات المطروحة تشكل مرجعاً قوياً لمن يختص بعلم التأويل.

القسم الرابع مع الاستاذ خالد ابو حيط (ماجستير في الفلسفة) وطرح موضوع اشكاليات التأويل المعاصر عند محمد شحرور. بدأ بتعريف التأويل لغوياً ومن ثم في الاصطلاح الديني والفلسفي وهذا يضيف تنوع وغنى للكتاب من حيث الطرح والتعريفات التي وضعت. بعدها نقد التأويل عند محمد شحرور وهو اخذه كنموذج ليثبت الازمات التي تعاني منها مشاريع التأويل المعاصر
ورغم انه قال انه لا يعمم القراءة المعاصرة عند محمد شحرور على كافة التأويلات…

القسم الخامس مع الاستاذ احمد بهشتي (استاذ جامعي في التفسير وعلوم القرآن) وقد تكلم عن المدرسة التأويلية الايرانية المعاصرة: رصد تقويمي للمشروع الهرمنوطيقي لمحمد مجتهد شبستري. الذي بحث فيه الاختلاف بين علماء التأويل ومن ثم حقق في رسالة تبحث في المقالات التأويلية وتنقدها….

القسم السادس مع الاستاذ صادق لاريجاني (استاذ الفقه الاسلامي وأصوله) وطرح موضوع القراءات الجديدة للمصادر الدينية في مدار النقد ولقد تكلم عن المذهب النسبي ونقده ووضع عدة أطروحات… وتكلم عن النسبية من منظور الديني ولقد وصل الى نتيجة عن خطورة النسبية على فهم النص الديني…

الجزء الاخير مع الشيخ شفيق جرادي (أستاذ في الفلسفة والدراسات الإسلامية) ولقد تكلم عن إشكالية العلاقة بين المنهج والنص الديني. تحدث أولاً عن العقل والفلسفة وبعدها تطرق للمناهج وأنواعها ومن ثم طرح فكرة المنهج المستخدم في القراءات الدينية…

في النهاية يمكن القول ان الكتاب يحتوي كثير من المعلومات التي تشكل بحثاً غنياً عن موضوع التأويل وكل قسم يعرض فكرة، يعالجها ويضع نتيجة لها.
برأي اي شخص يريد التعرف عن موضوع التأويل سيستفيد من الكتاب وخاصةً من يدرس عن هذا الإختصاص او اي علم مرتبط به او مثلاً علوم القرآن فسيساعده هذا الكتاب كثيراً.
لكن بعض المقاطع تحتاج الى مستوى علمي او ثقافي معين لتفهم او لقرائتها بشكل أسهل.

السابق
خاص «جنوبية»: تحالف «الثنائي» و«التيار» ضد التغييريين و«القوات» في انتخابات مهندسي بيروت!
التالي
إيران تطبِّق حالياً اتفاقَيْ القاهرة و17 أيار معاً في جنوب لبنان!