«الحرس» يتكبد قتلى جراء الغارات الاسرائيلية على سوريا.. وهذه مصلحة إيران في الإتفاق مع السعودية!

الحرس الثوري الايراني
كان لافتا نهاية الاسبوع الحالي تصاعد الغارات الاسرائيلية الليلة في الايام الثلاثة الماضية وتواليها مستهدفة المواقع الايرانية العسكرية، ما أدى الى مقتل عدد من المستشارين العسكريين الايرانيين وجرح اخرين، في حين ان طهران اعترفت بخسارة اثنين من ضباطها حتى الان.

أفادت وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية اليوم الأحد، بأن مستشارا عسكريا ثانيا للحرس الثوري الإيراني “مقداد مقداني” توفي متأثرا بجروحه “بعد هجوم جوي إسرائيلي” بالقرب من العاصمة السورية، وهو الضابط الثاني الذي خسره الحرس الثوري الايراني بعد النقيب “ميلاد حيدري”، المستشار العسكري الذي اعترفت طهران بخسارته أمس في غارة نفذها سلاح الجو الاسرائيلي فجر الجمعة استهدفت موقعا للحرس داخل دمشق.

وفجر اليوم الأحد أصيب 5 جنود سوريين الأحد، بعد منتصف الليل، جراء غارة جوية اسرائيلية حسب وكالة الأنباء الرسمية سانا، وهذه ثالث ضربة إسرائيلية بسوريا في 3 أيام متوالية.

وتنفذ إسرائيل منذ سنوات هجمات ضد ما تقول إنها “أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، حيث يتنامى نفوذ طهران منذ أن بدأت في دعم رئيس النظام، بشار الأسد بحربه ضد فصائل المعارضة، غير انها المرة الاولى منذ سنوات التي يستهدف فيها سلاح الجو الاسرائيلي مواقع يشغلها جنود في الحرس الثوري الايراني دون انذار مسبق بقصد قتلهم.

جبهة أدلب والتقارب التركي

بالتزامن مع هذه الغارات أعلن نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أوليغ غورينوف، إحباط الجيش السوري محاولتين لجبهة النصرة المعارضة، لاقتحام مناطق تحت سيطرة الدولة في محافظة ادلب، وذلك بدعم من “الحزب الإسلامي التركستاني” المدعوم من تركيا.

سياسة العصا والجزرة تستخدمها تركيا واسرائيل ومن خلفهما اميركا لحض ايران والنظام السوري لدخول مرحلة التسوية السلمية.

وكان أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم الاربعاء الفائت، أن بلاده تدعم الجهود الروسية للتقريب بين تركيا والنظام السوري، فيما اجتمع ممثل الرئيس الروسي، ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع سفير النظام في روسيا بشار الجعفري، لبحث هذا الملف، وقال الوزير الإيراني، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إن روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري سيعقدون اجتماعاً على مستوى نواب وزراء الخارجية الأسبوع المقبل، لافتاً إلى أنه “في حال أسفر الاجتماع عن اتفاق، فسيتم عقد اجتماع مماثل على مستوى وزراء الخارجية”.

ويظهر ما يحصل من غارات اسرائيلية وتهديد بتحريك الجبهة البرية، ان سياسة العصا والجزرة تستخدمها تركيا واسرائيل ومن خلفهما اميركا لحض ايران والنظام السوري على دخول المرحلة المقبلة من ملف الازمة السورية القاضية بالتفاوض من اجل تطبيق القرارات الدولية للوصول الى الحلّ السياسي المنشود.

مفاعيل التفاهم الايراني السعودي

ولتعزيز منحى الحلّ السلمي في سوريا، الذي تبلور خصوصا بعد اللقاء الايراني السعودي في الصين قبل شهر، الذي اتفق فيه على اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اذا استجابت ايران للمطالب العربية والغربية، بالكف عن عرقلة المشاريع السلمية في المنطقة، وبناء عليه قالت الخارجية السعودية، الخميس، لقناة الإخبارية إن هناك مباحثات بين الرياض ودمشق لاستئناف تقديم الخدمات القنصلية، ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة أن سوريا والسعودية اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما، بعيد عيد الفطر المقبل.

خطوة الرياض في التقارب مع نظام الأسد هي محاولة سعودية لفحص النوايا الايرانية، ما اذا كانت سوف تفسح للعرب المشاركة في النفوذ في سوريا والعراق ولبنان

ويقول محللون إن خطوة الرياض في التقارب مع نظام الأسد هي “محاولة سعودية لفحص النوايا الايرانية، ما اذا كانت سوف تفسح للعرب المشاركة في النفوذ في سوريا والعراق ولبنان، تمهيدا للحلول السلمية المرتقبة التي سوف تمهد لشراكة عربية ايرانية على جميع المستويات في المنطقة.

ويرى مراقبون ان الضعف الايراني الاستراتيجي ناتج عن الضعف الروسي، الذي نشأ اثر هجومها الفاشل على اوكرانيا العام المنصرم، مما اغرقها حتى اليوم في مستنقع هذه الحرب التي اصبحت تتحكم اميركا حلفائها في مجرياتها، وهو ما انعكس على الساحة السورية، فهناك توافقات روسية إيرانية تركية على ساحتها، هذه التوافقات انكسرت تماما بعد التورط الروسي في أوكرانيا، فلم تعد موسكو قادرة على أن تمارس دور وسيط القوة من خلال طيرانها وإدارة الوضع العسكري”. ويخلصون الى ان هناك حالة فراغ استغلتها اسرائيل لممارسة ضغوط قصوى عبر سلاحها الجوي ضد الحرس الثوري في سوريا، في محاولة لإعادة رسم الخارطة في المنطقة، وهو ما جعل ايران تخضع وتتفاهم مع المملكة السعودية لعقد شراكة معها في بلاد الشام تحفظ مصالحها قبل فوات الاوان.

السابق
خاص «جنوبية»: فرنجية خضع لإختبار «حسن سلوك» رئاسي في فرنسا.. وهذا ما عرضه «بالنيابة» عن سوريا و«حزب الله»!
التالي
في اليوم الـ٧٤ على اعتصامه.. خلف للنواب: اين انتم؟