عندما يحول بري «الساعة» الى «منبه» للرئاسة!

نبيه بري

بصوت مرتجف وأسلوب لا يخلو من المؤثرات العاطفية، إنتهت مسرحية “ساعة” الصوم وتراجع “الميقاتي” عن قرار “الأستاذ”، معلنا في كلمة له بعد جلسة إستثنائية لمجلس الوزراء العودة الى التوقيت الصيفي بدءا من ليل الاربعاء الخميس.

تراجع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لا يقل أهمية عن القرار المفاجئ نفسه الذي إتخذه الثنائي “الجديد” رئيس مجلس النواب نبيه بري- ميقاتي من عين التينة، خلال دردشة متّفق عليها مسبقا، متّخذين من الصائمين “دروعا بشرية” لقصف الجبهة “المسيحيّة” المتحدة بوجه مرشح السلطة.
هذا القرار، سبق وان شكل ضجيجا مذهبيا وعودة لمعسكري شرقية وغربية وتقدّم ورجعية، و”لبناننا ولبنانكم”، وكان بمثابة نهاية الجولة المذهبية الثانية بعد “الأنبوب” الرئاسي، وما رافقها من تحذيرات وتلميحات وتبليغات، وشدشدة للطائفة السنية المتشظّية، لتكتمل بذلك بلوكات المعسكرات المذهبية على الأرض اللبنانية.

أشارت مصادر مطلعة ل”جنوبية” ان بري يضع ميقاتي كالساعة في يده يحرّك عقاربها كيفما ومتى يشاء وهو اليوم الحاكم الفعلي للسلطتين التنفيذية والتشريعية

وبعبارة “اللهم إشهد إني قد بلّغت” إنتهت المسرحية الهزلية السوداء، بعد يومين من عرضها على المسرحين اللبناني والعالمي، مشبعة بالرسائل الرئاسية الظاهرة والمبطّنة، إذ أشارت مصادر مطلعة ل”جنوبية”، أن “بري يضع ميقاتي كالساعة في يده، يحرّك عقاربها كيفما ومتى يشاء، وهو اليوم الحاكم الفعلي للسلطتين التنفيذية والتشريعية”.
ولفت الى أن “بري لا يريد أن ينهي مسيرته بنكسة رئاسية ثانية، بعد تجربة 6 سنوات عجاف مع الرئيس السابق ميشال عون، فرضها عليه حليفه حزب الله، فهو يخوض اليوم المعركة النهائية له برئيس تيار المردة سليمان فرنجية حتى النهاية، لذلك أصبح بري يسابق العمر”.

بري بخوض اليوم المعركة النهائية له برئيس تيار المردة سليمان فرنجية حتى النهاية لذلك أصبح بري يسابق العمر


وراى ان بري تحول الى رجل صدامي، يشبه في حدّته غير المعهودة خطاب نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم، فقبل أن يطلّ الاتفاق السعودي الايراني برأسه، وبري يطلق تصريحات تثير الجدل والقلق المسيحي، بدءا بالتهديد بانتخاب رئيس بالنصف زائد واحد ضاربا، بعرض الحائط الشريك المسيحي، ثم أتى قرار “التوقيت” الذي ولّد لغة طائفية مقيتة سمعها اللبنانيون على المنابر وفي التصريحات”.

ورجح المصدر ان “يكون بري أراد ايضاً، أن يبعث رسالة الى رسالة بكركي والاطراف المسيحية المعارضة، بأن عليهم أن يقبلوا برئيس مسيحي اسمه سليمان فرنجية وإلا الذهاب لتنفيذ اتفاق الطائف كما ورد”.

بري استطاع في 47 ثانية،أن يضم رئيس الحكومة السني الى معسكر الثنائي الشيعي ويوجه رسالة مزدوجة للداخل وللسعودية

وخلص الى ان” بري استطاع في 47 ثانية، أن يضم رئيس الحكومة السني الى معسكر الثنائي الشيعي، ويوجه رسالة مزدوجة للداخل وللسعودية، ويطلق قنبلة من مخلفات الحرب الاهلية على خطوط تماس الطائف، للقبول بمرشحه رئيسا بديلا عن الفوضى، التي قد تأخذ لبنان الى إتفاقات جديدة وإعادة تكوين للسلطة”.

السابق
صرخة الاغتراب اللبناني للطبقة الحاكمة: لحفاظ حقوق المودعين وانتخاب رئيس وإلا..!
التالي
بسبب اشتداد الازمة الاقتصادية.. بلدية صيدا تطلق «صندوق التكافل»