الإتفاق السعودي ـ الإيراني.. الصين قوّة موعودة ولبنان تفصيل صغير!

ايران الشيعة السعودية السنة

جاء الإتفاق السعودي ـ الإيراني ليؤكّد مرّة جديدة، بأن المشاكل التي يعيشها لبنان سواء السياسية أو الإقتصادية، ما هي سوى تفصيل صغير أمام حجم المشاكل التي تواجهها الدول الإقليمية، وبأن التسويات أو الصفقات السياسيّة المُتعلّقة بهذه الدول، تبقى أولوية لعواصم دول القرار العالمي، لا سيّما الصين راعية الإتفاق وصاحبة النفوذ الإقتصادي الأقوى في العالم، والقوّة الموعودة بإحداث تأثيرات وتغيّرات كبيرة على الصعيد العالمي.
في جميع الأحوال، فعلى الرغم من أن الوقت الحالي، هو لترتيب العلاقة السعودية الإيرانية والإحاطة بمُعظم جوانبها كالدبلوماسية والإقتصادية، إلّا أن لبنان لن يبقى طويلاً خارج هذا الإهتمام، الذي بدات مؤشّراته تظهر في تصريحات حلفاء الطرفين، لا سيّما المعنيين بشكل أساسي بالإستحقاق الرئاسي وأبرزهم “حزب الله” الذي قيل أنه أبرز المُتفاجئين بالإتفاق، حيث برز الإنقلاب الواضح في خطاب عضو مجلسه المركزي الشيخ نبيل قاووق من خلال إعلانه “أن الإتفاق يُمثّل صفعة لأميركا وإسرائيل”، بعد أن سبقه كلام وصف فيه السفير السعودي في لبنان وليد البُخاري، بـ”سفير الفتنة.”

لبنان لن يبقى طويلاً خارج هذا الإهتمام، الذي بدات مؤشّراته تظهر في تصريحات حلفاء الطرفين لا سيّما المعنيين بشكل أساسي بالإستحقاق الرئاسي وأبرزهم “حزب الله


في السياق، اكّدت مصادر إقليمية لـ”جنوبيّة” أن “الإتفاق الذي أدارته الصين بحرفيّة عالية ومصداقيّة ملموسة، ستبدأ إنعكاساته الإيجابية تظهر تباعاً بدءاً من اليمن مروراً بالعراق، ووصولاً إلى سوريا بحيث سيلمس الجميع بأن التواصل السعودي ـ السوري والإنفتاح العربي على دمشق، لم تكن إيران بعيدة عنه بحيث كانت تقوم هي الأخرى إلى جانب روسياـ بترتيب العلاقة بين دمشق وأنقرة إنطلاقاً من المصالح المُتبادلة التي تحتاجها الدولتان لتعزيز أمنهما الحدودي والداخلي.”
أمّا بما يتعلّق بجمهورية الصين والمكاسب التي ستُحقّقها من خلال رعايتها للإتفاق السعودي ـ الإيراني، فاشارت المصادر عينها إلى أن “الصين نجحت وبقوّة بفرض نفسها كلاعب إقليمي سياسي بالإضافة إلى قوّتها أو عظمتها الإقتصادية، خصوصاً وأنها حجزت لنفسها مكانا لا يُستهان به، على صعيد هندسة العلاقات بين دول المنطقة المُتناحرة، بعد أن أوجدت مكاناً للتصالح والمصالح بين هذه الدول، وذلك على عكس الولايات المُتحدة الأميركية التي اتّبعت منطق “فرّق تسد”.

مصادر إقليمية لـ”جنوبيّة”: الإتفاق الذي أدارته الصين بحرفيّة عالية ومصداقيّة ملموسة ستبدأ إنعكاساته الإيجابية تظهر تباعاً بدءاً من اليمن مروراً بالعراق


واضافت”: وكذلك فرضت نفسها في الحقل التجاري وتحديداً النفطي، وتُضاف إليها الشروط التي وضعتها الصين لجهة فرض التعامل باليوان الصيني، مما سيؤدي لاحقاً إلى تراجع التداول ببقيّة العُملات وتحديداً الدولار.”
واردفت”: مما لا شكّ فيه، أن “هناك تناقضات وخلافات كبيرة وكثيرة، في العلاقة التي تجمع المملكة العربية السعودية بالولايات المُتحدة منها على سبيل المثال، مسألة تولّي الرئيس الأمريكي جو بايدن مسألة حقوق الإنسان في السعودية وهذا أمر ليس بجديد، ففي عام 2005، نددت وزيرة الخارجية الأمريكية حينذاك كوندوليزا رايس، بالاستبداد في المنطقة وحثت السعوديين على تبني الديمقراطية وإجراء انتخابات حرة، وكل ذلك يأتي في سياق الضغط على المملكة، إفساحاً في المجال أمام مزيد من الإطباق والتحكّم الأميركي بمسألة ضخّ النفط في المنطقة.”

الواضح أن الأمور الإيجابية التي قام عليها الإتفاق بين البلدين لا بد وأن ينعكس إيجاباً على الملف الرئاسي خلال الثلاثة أو الأربعة أشهر المُقبلة


أمّا في ما يتعلّق بلبنان، فلفتت المصادر إلى أن “الإتفاق لم يُقارب الملف اللبناني بشكل مُفصّل ولا حتّى تطرق إلى الأزمة الرئاسيّة التي يُعاني منها لبنان منذ نهاية عهد الرئيس ميشال عون. لكن الواضح أن الأمور الإيجابية التي قام عليها الإتفاق بين البلدين، لا بد وأن ينعكس إيجاباً على الملف الرئاسي خلال الثلاثة أو الأربعة أشهر المُقبلة”. وخلصت الى انه “يبدو واضحاً أن الأمور سوف ترسو على تسمية شخصية ثالثة، بديلة عن الأسماء الطروحة حالياً مثل، قائد الجيش جوزاف عون ورئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية. ولعلّ الأسم الأبرز الذي بدأ يُطرح في الكواليس، هو الوزير السابق جهاد أزعور.”

السابق
بالفيديو.. اليكم تفاصيل عملية إلقاء القبض على «الحلاق»
التالي
التحقيق مع سلامة انتهى.. والوفد الاوروبي لم ينه عمله بعد!