للمرّة الأولى في تاريخ الفتاوى الإسلامية: حماس غير شرعيّة وفقاً للشريعة


أصدرت مجموعة تضمّ كبار رجال الدین المسلمین فتوى هي الأولى من نوعها تُعلن فيها أن “حركة حماس غير شرعيّة وفقاً للشرعية الإسلامية. كما حمّلت الفتوى حماس، المسؤولية الكاملة عن عمليات الهدر والفساد ومُمارسة الإرهاب ضُد المدنيين في قطاع غزّة.”

فتوى هي الأولى من نوعها تُعلن فيها أن حركة حماس غير شرعيّة وفقاً للشرعية الإسلامية


وذكرت مجلّة “لوبس” الفرنسية أمس الخميس، أن “الفتوى التي أصدرها رجال الدين المُسلمين، حرّمت “الدًعاء أو الإنضمام إلى حركة حماس، أو حتّى دعمها المادي، كونها كيان مُلتزم بفكر جماعة “الأخوان المُسلمين.”
وأشار المجلس الإسلامي العالمي للفتوى والإرشاد وهو هيئة عابرة للطوائف مقرّها النجف ـ العراق، إلى “مقاطع صوتيّة ومرئيّة تحت عنوان “وشوشات من غزّة” وهي سلسلة مؤلّفة من 25 مقطعً مصوّراً مبني على شهادات لسُكّان من داخل القطاع، كانت سبباً رئيسيّاً لإجراء تحقيقات حول الوضع في غزّة والتي أدّت إلى إصدار الفتوى بحق حماس.”
من جهته قال المتحدث بإسم المجلس، الشیخ محمد علي المقدسي، في بیان مسجل ُنشرعلى الموقع الالكتروني للمجلس: “لقد رأینا الوضع الذي تتعرض له غزة تحت حكم حماس وما ترتكبه من فظائع بحق الفلسطینیین الآمنين العُزّل الذين لا حول لهم ولا قوة . ولذلك رأينا أنه من الواجب الشرعي نصرة المظلومين إنطلاقاً من مقولة “كونوا للظالم خصماً وللمظلوم عونا.”

الفتوى التي أصدرها رجال الدين المُسلمين حرّمت “الدًعاء أو الإنضمام إلى حركة حماس، أو حتّى دعمها المادي كونها كيان مُلتزم بفكر جماعة “الأخوان المُسلمين


أضاف المقدسي: “لقد ظهرت مقاطع مصوّرة رآها كل العالم المتابعين للشأن الفلسطیني، الذي هو “وشوشات من غزة” أظهرت عدداً من سكان غزة – من نساء ومن أطفال ومن رجال يشرحون ما تعرّضوا له من إبتزاز وتخويف على يد “حماس”، موضحاً أن “كُل هذه الشكاوى، كانت الدافع الأكبر لإصدار فتوى تُناصر الناس الأبرياء في غزّة.”
بدوره أكد رئيس “المجلس الإسلامي العالمي للفتوى والإرشاد” في النجف، آية الله العُظمى فاضل البديري في بيان أمس، “إن دعم الفلسطینیین یجب أن یتجاوز رفض أفعال إسرائیل، مُضيفاً: كما أننا لا نقبل بأیة إساءة إلى الشعب الفلسطیني، لا من الجانب الإسرائیلي ولا من الجانب الفلسطیني، وأعني بھم المتنفذین في السلطة سواءاً كانت منظمة حماس، أم غیر منظمة حماس.”
أمّا غیث العمري وھو كبیر باحثي معھد واشنطن لسیاسات الشرق الأدنى لمجلة لوبس، فقد رأى أن “الفتوى ضد حماس تمثل تحدیاً مباشراً لشرعیة حركة حماس وتقوّض إدعائھا بتمثیل الإسلام. وقد لا تؤثر بشكل مباشر على حكمھا في غزة كونها تحافظ على ھذا الحكم بالقوةـ ولكن على المدى الطویل، ستُمثل ھذه الفتوى تحدیاً كبیراً لروایة حماس.”

من جهة أخرى، كان زار وفد من المجلس برئاسة البدیري مقر رابطة العالم الإسلامي السعودي في مكة المكرمة في كانون الثاني الماضي، والتقى أمینھا العام الشيخ الدكتور محمد العیسى حيث جرى البحث حول سبل “التعاون وتشكیل وحدة إسلامیة في مواجھة الانقسامات الطائفیة المتزایدة في العالم الإسلامي.”
يُذكر أن المجلس الاسلامي العالمي للفتوى والإرشاد، يضمّ: الشيخ المفتي عبدالله الذبيان عن أهل السنة والجماعة في محافظة واسط العراقیة، والنظیر سید مدثر نزار شاه وھو وصي ضریح صوفي في مقاطعة البنجاب الباكستانیة ورئیس مركز أبحاث في إسلام أباد، وفقاً للموقع الالكتروني للمجلس.
وتُعد مقاطع الفیدیو جزءاً من مجموعة كبیرة من المصادر المدرجة في الفتوى التي ترافق وثیقة الفتوى، والتي تقیّم مزاعم حركة حماس بالشرعیة من حیث معاییر الشریعة الإسلامیة فیما یتعلق بـ “الفساد” و”الصراع والحرب” و”حقوق الإنسان وكرامته”. ووجھت ١٣ تھمة ضد حماس – من بینھا “عملیات الابتزاز والاحتیال” و”سرقة المساعدات الدولیة” و”استخدام الأطفال كجنود” و”اتھام الفلسطینیین زوراً بالخیانة” – ثم الحكم على المنظمة بأنھا غیر مؤھلة للحكم.

ھذا الحُكم يُعتبر المرّة الأولى التي يتم فيها التعامل مع “حماس” بهذه الطريقة من قبل ھیئة شرعیة إسلامیة معتمدة


وعلى الرغم من أنه سبق أن صدرت مجموعة فتاوى تحريم بحق جماعات إسلامیة مسلحة مثل تنظيم القاعدة وداعش وبوكو حرام، فإن ھذا الحُكم يُعتبر المرّة الأولى التي يتم فيها التعامل مع “حماس” بهذه الطريقة من قبل ھیئة شرعیة إسلامیة معتمدة. واللافت في الفتوى نفسها، أنها تؤكّد موافقتها على الأحكام السابقة الصادرة عن ھیئة كبار العلماء في المملكة العربیة السعودیة وھیئة الفتوى الإماراتیة التي تصنف جماعة الإخوان المسلمین، التي تنتمي إلیھا حماس، على أنھا “تشوه الإسلام وتعمل على خلاف الوحدة الإسلامیة والفقه الإسلامي.”

السابق
المحروقات تُحلّق.. والغاز يتخطّى المليون!
التالي
خاص «جنوبية»: ترشيح فرنجية «غلطة الشاطر بري».. والمعارضة تلتقط أنفاسها!