المهدي المنتظر..موعد مع زمن النقاء وعصور الرخاء

الامام المهدي

مهما تعددت الاراء في المهدي المنتظر، فان الاثر السوسيولوجي لفكرة الانتظار محاسن ومعطيات، ولها اثار سلبية اذا فهمها الانسان فهما متخلفا نفعيا، يبرر بها تواكله وكسله.

ان يوم 15 شعبان في تاريخ الاديان، يوم مشهود له بالحوادث العظيمة، فيقال انه اليوم الذي نصر الله به موسى واغرق فرعون، وتمت كلمة ربك عدلًا وصدقا.

المسلمون يعتقدون كلهم انهم على موعد مع زمن النقاء وعصور الرخاء، التي تخرج الارض فيه كنوزها وتنزل السماء خيراتها ويحكم الارض من لا يظلم قيد انملة

وهو يوم انزل الله وحيه على النبي (ص) ان يتوجه للكعبة، بعد ان كان يصلي لبيت المقدس. وفي فجر الخامس عشر من شعبان، رزق الله الامام الحسن العسكري خلفا اتم به سلسلة الهداة، الذين ذكر (ص) عددهم، لما قال الائمة بعدي اثنا عشر اماما كلهم هداه مهديون.

إقرأ ايضاً: «الثنائي» ينتظر على «ضفة البازار» الرئاسي..و«صراع الصلاحيات» يتمدد بين ميرنا الشالوحي واليرزة!

وبعد خمس سنين كما يذهب اغلب علماء الشيعه، جاء امر الله بان يتوارى هذا المولود عن انظار اهل الارض، واعلنت الغيبة الممتدة الى الازمان الاخيرة من عمر الدنيا، ووجب انتظار الزمن الذي يسود فيه الحق والعدل، والسلام والصدق والنزاهة، والعفة والايمان الحقيقي و كرامة الانسان وقيمته العليا، التي سجد لها الملائكة كلهم اجمعون.

في يوم الامل الانساني الاعظم نقف في صف الذين يسلمون للرمز الذي مقاليد محبتهم فهو الذي سيحقق العدل بعد ان ساد الجور ويقيم مملكة الرب

ومهما ظهرت في افق الاختلافات من اقوال واراء ونظريات، فالمسلمون يعتقدون كلهم انهم على موعد مع زمن النقاء وعصور الرخاء، التي تخرج الارض فيه كنوزها وتنزل السماء خيراتها. ويحكم الارض من لا يظلم قيد انملة.

ان هذه “البانوراما” لوحدها مشهد يرسخ في النفس احترام القيم النبيلة، ويحفز الانسان للسعي لتحقيقها والنضال لاجلها، ويرسم صورة الحاكم العظيم المثالي العادل، الذي لم يعرف التاريخ له مثيلا الا محمد (ص) و علي (ع) من بين مئات التجارب السياسية فقرون مضت والارض تغرق بالدماء والفقر، وتعج بالانسان المقهور والقيم الهمجية المفترسة والمتوحشة، فصار في خلد الانسان ان هذا الحلم الوردي امنية مثالية، لا تتحقق لكن مولده، صار استذكارا يثير في النفس هذه الكوامن والتخيلات، فتتلاشى الاستحالة ويصبح الغد الرغيد ممكنا ومرئيا ومنتظرا.

وايا كانت الادلة المقابلة لهذه الوجهة، الا ان هذا الاعتقاد يبقى ذات نفع عظيم، ناهيك انه جزء مهم من عقيدة الملايين من البشر، على اختلاف ثقافاتهم التي تتطلع للسلم العالمي والعدل الاجتماعي، والرحمة والاحسان للبشر، وحب الحاكم للمحكوم، ورخاء الارض وسمو الانسان وعلى الحق وانبساط العدل، وتنشيط تطلع الانسان الاكمل نحو الله.

ففي يوم الامل الانساني الاعظم، نقف في صف الذين يسلمون للرمز الذي مقاليد محبتهم، فهو الذي سيحقق العدل بعد ان ساد الجور، ويقيم مملكة الرب، بعد ان عانى الانسان من سلطة الشياطين والمجرمين.

السابق
العائلة اللبنانية في مهبّ… الانتحار والقتل والطلاق والانهيار
التالي
ندوة حول كتاب مكرم رباح «النزاع على جبل لبنان-الذاكرة الجماعية وحرب الجبل» في انطلياس