« معرض الكتاب-انطلياس» يواجه «الانهيار الشامل»..نايلة أبي نادر لـ«جنوبية»: تواقون الى الفكر الحر

افتتاح معرض انطلياس

الكتاب. في زمن “الانهيار الوطني الشامل” يقاوم ويرفع حروفه وأوراقه بوجه أعتى المصائب التي أصابت الوطن، ويستمر وسط عواصف المرحلة السياسية الاقتصادية المالية والاجتماعية الخانقة التي خربت البلاد وضربت العباد في صميم معيشتهم.

يبقى الكتاب هو العنوان الأساس للوطن المجروح وللعاصمة المنكوبة، وفي هذا السياق افتتحت مساء أمس الجمعة “الحركة الثقافية – انطلياس”، “المهرجان اللبناني للكتاب” بنسخته الأربعين بعنوان “ثقافة الحرية والمئوية الثالثة للحضور الانطوني في انطلياس”، في احتفال بمقرها في دير مار الياس، بحضور حشد ثقافي وشخصيات رسمية وثقافية ووزيري الثقافة والإعلام في حكومة تصريف الأعمال، القاضي محمد وسام المرتضى وزياد المكاري.

ابي نادر

الامينة العامة للحركة الدكتورة نايلة أبي نادر تحدثت ل “جنوبية” عن المعرض وفعالياته ونشاطاته:

“الكلمة نور، والفكر مسار نحو الحرية، والنهج مقاومة للجهل والتعصب والتقوقع في الظلمة”.

وتحدثت عن تحديات المرحلة التي يواجهها الكتاب اليوم وقالت: “وسط الأمواج العاتية عقدت الحركة الثقافية، أنطلياس العزم على استعادة أنفاسها، ولملمة قواها، فقررت أن تغامر لتخوض بعد انقطاع ثلاث سنوات غمار تجربة كانت قد بدأتها منذ ما يزيد على أربعة عقود. عند اشتداد القلق وضياع البوصلة وتفاقم الخوف على المصير، تصبح الثقافة والكتابة ترفا مؤجلا ومشتهى، مع ذلك، بادرنا إلى إرسال الدعوة التي لبتها مجموعة من دور النشر، والمهتمين بأمور الكتاب، إنهم شركاؤنا في مواجهة التحديات الراهنة، وهي كبيرة.

وأوجزت هذه التحديات وأبرزها:

  • تراجع الاهتمام بالكتاب في مرحلة مصيرية كالتي تمر بها البلاد.
  • انحسار جاذبية الكتاب مقابل الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي التي غزت الهواتف الذكية وأسرت في عالمها الافتراضي الملايين.
  • انكفاء المفكرين والمبدعين عن عملية نشر مؤلفاتهم، إما يأسا وإما بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة أو بسبب غياب سياسة تهتم بالنهوض بالفكر باعتباره ركيزة في بناء الحضارة وترسيخ الوطن.
  • انشغال الجيل الشاب بتأمين أكثر من فرصة عمل لكسب ما يمكنه من الاستمرار إلى جانب الأهل.
  • الضغط الكبير الذي يرزح تحته المواطن اللبناني جعله يبحث عن أي وسيلة غير مكلفة لتأمين مصادره المعرفية التي يحتاج اليها.

واضافت: “كل ما ذكرناه وغيره لن يمنع المبدع من التفكير، والمؤسسات المختصة من النشر، والدليل على ذلك متابعة الإصدارات الجديدة، وإقامة المعارض الكبرى في دول عربية شقيقة عدة. هناك إرادة توحي بعدم الرغبة بالاستسلام، وعدم الوقوع في التراخي، إنما على العكس، تشبيك المساعي الطيبة، ومد الجسور للعمل معا على إعادة الوهج للكلمة المطبوعة، واستعادة التمتع بالاحساس بالورق وتقليبه والكتابة عليه بأحرف من حنين”.

ابي نادر: الضغط الكبير الذي يرزح تحته المواطن اللبناني جعله يبحث عن أي وسيلة غير مكلفة لتأمين مصادره المعرفية التي يحتاج اليها

وختمت قائلة : “ان ما تقوم به الحركة الثقافية اليوم، وغيرها من النوادي والمنتديات الثقافية الناشطة يعبر بقوة عن رفض جذري لما يحدث من حولنا.

إقرأ ايضاً: المعارضة تلوح بمقاطعة جلسات الرئاسة..والإنتخابات البلدية على «محك التطيير»!

هذا التوق الجارف نحو الفكر الحر، واللقاء المتفلت من قيود الإيديولوجيات الضيقة، والرفض القاطع لإقصاء الآخر بمجرد أنه مختلف في طروحاته الفكرية، هذا ما يحركنا ويجعلنا نغامر مع أصحاب دور النشر والجامعات المشاركة والمؤلفين المنفردين، باعتبارهم جميعا أمناء على الكلمة والفكر وثقافة الحرية”.

السابق
لبنان تحت تأثير «ألاعيب» نقدية بأكلاف مريعة!
التالي
بالفيديو: مقاتل في «حزب الله» يُفجّر فضيحة في سوريا..سرقات وإتجار بالبشر بـ«تكليف شرعي»!